أكد الطبيب المصرى رفعت كامل بولس أستاذ جراحة الكبد بكلية الطب جامعة عين شمس أن زراعة الكبد هى الحل الأمثل لحالات تليف الكبد المزمن المصحوب بهبوط وظائف الجسم وعدم القدرة على العمل بكفاءة ولكن عدد المحتاجين لزراعة الكبد يفوق المتاح . وأشار أن الخلايا الجذعية أمل كبير فى تغيير نمط العلاج ونتائجه فى حالات الفشل الكبدى ، واعلن الدكتور رفعت - خلال الصالون العلمى الرابع حول "الإلتهاب الكبدى الفيروسى سى" الذى نظمته لجنة الموسوعات والكتب العلمية المبسطة بأكاديمية البحث العلمى الأربعاء - إن نسبة الإصابة بمرض فيروس "سى" بمصر لاتقل عن 18 % وأن هناك حوالى 170 مليون شخص على مستوى العالم مصاب بهذا المرض . وأضاف أن احتمالات الإصابة بالمرض تتجاوز نسبة الإصابة بمرض الإيدز حيث يشترك الإثنان فى نفس الأسباب المؤدية للاصابة وتتراوح نسبة الإصابة بالإلتهاب الكبدى الفيروسى ما بين 60 % إلى 80 % مقابل 30 % بالنسبة للاصابة بفيروس الإيدز .وأوضح الدكتور رفعت أن هناك ستة أنواع مختلفة من الإلتهاب الكبدى الفيروسى "سى " مؤكدا أن غالبية المرضى فى مصر مصابون بالنوع الرابع وهو من أقل الأنواع استجابة للعلاج . ولفت إلى أن مريض الإلتهاب الكبدى الفيروسى "سى" يمكنه التعايش سلميا مع اصابته بالمرض مع اتخاذ الإحتياطات اللازمة لمنع حدوث مضاعفات للمرض مثل تليف الكبد , والأورام غير الحميدة وأن الكثير من المرضى لايعلمون أنهم مصابون بالمرض ومصدر عدوى للآخرين وذلك لانعدام شعورهم بأى أعراض , مؤكدا أن الطريقة الوحيدة لتشخيص الإصابة بفيروس "سى" هو اجراء تحليل للدم . واشار دكتور بولس الى ان فيروس "سى" ينتقل غالبا عن طريق نقل الدم أو بعض مكوناته واهمال تعقيم الإبر المستخدمة فى الوشم وأضاف أن أعلى نسبة اصابة بهذا الفيروس هم مرضى الغسيل الكلوى مؤكدا أن تعاطى المخدرات عن طريق الوريد بحقن مشتركة أحد أهم طرق انتقال عدوى فيروس "سى " وتعد هذه الوسيلة هى الأخطر فى نقل عدوى الفيروس ، موضحا ان مريض فيروس "سى" عادة لايشكو من أعراض مميزة على عكس الأنواع الأخرى من الإلتهاب الكبدى، مشيرا إلى أن هذا الفيروس غالبا لايؤدى لحدوث صفراء بالدم وعند ظهور أعراضه تكون غير محددة وتكون فى صورة ارهاق والآلام بالمعدة وطفح جلدى . وأشار الدكتور رفعت إلى أنه بعد الإصابة بالفيروس يحدث التهاب كبدى يكون فى 15 % من الحالات التهابا حادا وقد يستطيع الجسم التخلص منه تلقائيا وذلك فى حالة كون الجهاز المناعى للشخص المصاب يعمل بصورة جيدة ومتوازنة ولكن فى 85 % من الحالات يكون الإلتهاب مزمنا ولايستطيع الجسم التخلص من الفيروس . ونوه بأن للمرض مضاعفات كثيرة تؤدى إلى حدوث التهاب كبدى مزمن نشط يدمر الكبد ببطء على مدى سنين طويلة مما يؤدى إلى حدوث تليف فيه وارتفاع الضغط فى الوريد البابى وحدوث دوالى فى المرىء والمعدة وقد يتطور الأمر ويحدث فشل كبدى وفى بعض حالات تليف الكبد قد يتطور ذلك إلى سرطان الكبد. وأكد أهمية المتابعة الطبيعية لمرضى الكبد الفيروسى "سى" لأن كل مرحلة مرضية لها تحاليلها وعلاجها وطعامها لذلك من الضرورى معرفة الحالة الكبدية للمريض ومتابعتها بعد ذلك، منوها بأن مراعاة التغذية الصحية تساهم فى الحفاظ على صحة الكبد . (أ ش أ)