أتمنى لو أن تكون لى أجنحة تحلق بى بعيدا بعيدا جدا، لأكون وحدى تماما هناك حيث أستطيع لملمة ذاتى المبعثرة ومعرفة ماهية شعورى، وما أريده حقا ونسيان كل ما حدث ويحدث من حولى، نعم أحتاج للراحة لفترة عزلة طويلة الأمد حيث ذاتى وذاتى فقط ليس الأمر أننى محور الكون أو أن ما يحدث لى و من حولى قد يغير العالم، ولكننا جميعا نحتاج نظرة جدية ننظر بها نحو أنفسنا لأن راحتنا تكمن بداخلنا وليس فى أى مكان آخر.. أريد معرفة سبب إقدامنا على خيارات مجنونة رغم معرفتنا الجيدة لما تحويه هل لأن الأمور عليها أن تسير هكذا أم أننا من يختارها أن تكون كذلك هل نحاول تبديل الملل الذى يعترى روتيننا اليومى بهذا الجنون أم نحاول استثارة القدرات الكامنة فى ذواتنا باستفزازها إلى آخر مدى ؟ ولماذا قد يقدم أى عاقل على تحدى ذاته ؟ ما هو مفهومنا للوحدة؟ للغرور للتعدى على الآخرين للكبرياء؟ للألم للسعادة للمرارة؟ ماهو صدق رغبتنا فى أن نكون شيئا فى تلك الأحيان التى نظن فيها أننا قادرون على أن نكون أشخاصا مؤثرين.. أشخاصا يغيرون التاريخ ونرسم أحلاما عظيمة ولماذا عند ارتباط أحلامنا بواقع مرير لا هوادة فيه بعضنا يتراجع والبعض الآخر يجلس باكيا حيث وصل قد تجد شخصا يحاول المرور بطريق آخر، ولكن قلة هم من يهبون أحلامهم ما تستحقه من نضال فلماذا نمضى دون هدف؟ لمجرد إكمال طريق فرض علينا السير فيها؟ لما لا نكون دوما مستعدين للنضال؟ ما هى مقاييس اختياراتنا وما هى دلائل صحتها أو فشلها؟ من نحن وماذا نريد؟ لماذا نقيد أنفسنا بقيود غريبة ولماذا يترك أغلبنا هذا العالم دون أن يحققوا أمنياتهم لماذا يتجاهل الكثيرون منا أحلامهم ويتناسوها فى سبيل اللا شىء؟ لماذا نندم على خياراتنا رغم أنها كانت ملكنا؟ ولما تمر بنا الكثير من المواقف التى تشعرنا بأننا وسط حلبة مصارعة نتلقى فيها الضربة تلو الأخرى دون أن يلوح فى الأفق أى تغيير فى ميزان القوى لصالحنا ولا يمكننا عندها سوى تلقى الضربات بصمود لا لأن باستطاعتنا احتمالها بل فقط لأننا حشرنا فى الزاوية الخطأ سواء باختيارنا أم لمجرد أن الأمر فرض علينا؟ هل الجنون هو أن نحلق خارج السرب لنحقق انطلاقتنا الخاصة أم أن الجنون هو البقاء داخل سرب لا تعجبنى الطريق التى يسلكها لمجرد البقاء داخل السرداب هل على الفرد حقا أن يلتزم الجماعة حين تقوم بسحقه؟ أم على الجماعة أن تترك أفرادها يهيمون دون أدنى توجيه ليكتشفوا فى نهاية الأمر المعنى الحقيقى للضياع ؟ هل من المنطقى أن نسير دون النظر للخلف ولو لمجرد الاعتبار ؟! هل من العدل أن نترك الآخرين يرسمون حياتنا الخاصة؟ أم علينا مجرد التيه فى صفحات بيضاء والبدء من جديد كل مرة دون أدنى ملمح أو أثر لطريق؟ أسئلة كثيرة تدور بخلدى محاولة العثور على أى صيغة لجواب مفهوم ولكن الإجابة الوحيدة كانت فى القناعة بما قسمه الله لنا عندها فقط سنجد الراحة لأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك، وإنما تجد النفس راحتها فى العلم بأنها تابعة فى دورانها لفلك نظمه حكيم خبير هو أعلم بمكنوناتها وأقرب إليها من أى كائن.. كان قضاؤه حقا وحكمه عدل عليم.