أشرف أحمد: ما هو الهدف من إجراء انتخابات على مستوى الشعب داخل الجماعة، ألا ترى أن ذلك يختلف عن الانتخابات النيابية التى تختار من يمثلها على عكس تلك الانتخابات التى تختار من يتحمل مسئولية الدعوة، وبالتالى من الممكن ألا يكون اختياراً موفقاً من شخص لا يعرف الكثير عن إمكانيات غيره. ألا ترى أنه من الأفضل أن يتم الانتقاء من قبل القيادات الأعلى؟ حبيب: الهيكل الإدارى يكون خادماً للمهمة أو الوظيفة وكل مهمة تحتاج صفات محددة، فأنا فى القاهرة إذا كنت أريد أن أستفسر أو أقوم بمهمة فى قرية صغيرة فى أى محافظة أخرى فلابد أن يكون أهالى القرية وأعضاء الجماعة هناك أو من يعيش فى تلك القرية هو الأعرف والأقدر على القيام بالمهمة أو تكليف أحد بها، إذن الاختيار للقاعدة يكون حسب المهمة ولا نعين فى المناصب لأن التعيين ضد الكفاءة وضد الديمقراطية. السيد خضرى: أليس من حق طلاب الجامعات من الإخوان أن يكونوا تعبيراً عن زملائهم الطلاب وليس عن الجماعة، فيتضامنوا مع المطالب العادلة مثل غلاء المصاريف وحرية النشاط بقدر ما يتفاعلون مع قضايا مثل غزة والمحاكمات العسكرية والانتخابات التشريعية، لماذا لا تصبح الجامعة للعمل الطلابى فقط بعيداً عن إعلان المواقف السياسية، لماذا لا يصبح نشاط الإخوان داخل الجامعات نشاطاً اجتماعياً فقط يموله الطلاب بذاتهم وليس من قيادات الجماعة فى الخارج؟ حبيب: نحن مع ضرورة اهتمام الطلاب بقضاياهم من حيث الكتاب الجامعى والمصروفات وغيرها، أما أزمة انشغال الطلاب بقضايا سياسية، فهى تعبر عن أزمة حكم، فلو هناك ديمقراطية فى مصر لن يكون هناك حرس جامعى داخل الجامعات، ولو هناك حرية إنشاء أحزاب لن تكون هناك قيود على العمل الطلابى، أما التظاهر للطلاب من أجل غزة هو جزء إنسانى، حيث خرج المواطنون فى ألمانيا وبريطانيا وأستراليا وأمريكا لنصرة الشعب الفلسطينى، فكيف لا يخرج طلاب مصر فإذا كنا نعتبر أن ما حدث فى غزة عدوان وحرب إبادة وجريمة حرب وخطر على الأمن القومى المصرى، فهل يمكن للطلاب أن لا يهتموا بذلك؟، لو أن النظام المصرى تعامل مع أهلنا فى القطاع بشكل أكثر مرونة وإنسانية وأخلاقياً ومشروعية فلن تكون هناك تظاهرات ضده، بل قد تكون مؤيدة له، كلها قضايا مرتبطة معا، سواء بالسياسة الداخلية أو الخارجية وطلاب الجامعة جزء من المجتمع. أما تمويل النشاط فإدارة الجامعة مفروض عليها أن تمول أى نشاط طلابى وتوفر له كل السبل والوسائل. محمد البهنساوى: أرجو من سيادتكم التكرم بتقديم عرض واضح عن برنامجكم فى كيفية إدارة الوضع الداخلى والخارجى لمصر وما هى مدى المبادئ المشتركة بين التنظيم فى الداخل والخارج ومدى الاختلاف الجوهرى الواضح بين ممثلى الجماعة فى الدول الأخرى علماً بأن ما يفعله الإخوان فى الخارج يختلف عما يفعله الإخوان فى الداخل، ماذا سيحدث لو لم يسمح لكم النظام الحاكم بالوصول إلى الأغلبية القادرة على التغيير، هل ستخرجون على الحاكم أم سيبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء للقضاء؟ كيف لا يوجد بينكم (أى القياديين) من هو فى عمر الشباب ليعبر عن آراء الشباب ولو سمحت لا تقل أنه يوجد شباب لأن النظام الداخلى لتنظيم الجماعة، على حد علمى، لا يسمح لوجود شاب بين القياديين المؤثرين إلا بعد أن يقضى مدة طويلة داخل الجماعة أليس هذا صحيح؟ فإن أعماركم تفوق الستين عاماً هذا معناه أنكم بفكر قديم لا يواكب الوضع الداخلى الذى يجب أن يواجه بطريقة تختلف عن الطريقة المتبعة فماذا أنتم فاعلون؟ حبيب: أولاً نحن حريصون على أن الإخوان فى أى قطر أو أى كيان إخوانى يتوافر لها نقاء الفكرة وسلامة المنهج ونبل الهدف وتعمل بشكل مؤسسى وتلتزم بالشورى، ثانياً كل كيان إخوانى داخل أى قطر له ظروفه وسياقه الذى يعمل فيه والمشكلات التى يواجهها، وبالتالى فكل كيان إخوانى له خطته وبرامجه التى يتعامل معها كل هذه المفردات، نحن لا نتدخل بأى شكل من الأشكال فى عمل أى قطر، وهم أصحاب القرار، قد يستشيرون مكتب الإرشاد أو الإخوان فى مصر فى مسألة من المسائل، لكن هم أصحاب القرار النهائى. أما ما يتعلق بالنظام الحاكم ومدى تحقيق الأغلبية، فنؤكد على أن الرهان الحقيقى على الشعب، وبالتالى عملنا مع الشعب، فيوم أن نشعر أن الشعب أصبح يغلب القيم الإيجابية على السلبية وتسود فيه المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وصار يتمتع بقيم التضحية والبذل والعطاء، يبقى فى هذه الحالة نقدر نقول إننا يمكن أن ننافس على السلطة، وبالتالى الشعب الذى عنده قدرة أن يأتى بك حاكماً من خلال صندوق الانتخاب هو القادر على أن يقصيك أو يعزلك إذا قصرت فى أداء واجبك، هذا هو النهج ولا نرضى عنه بديلاً، بعد عشر سنوات أو عشرين أو أكثر. أما ما يتعلق بالفكر القديم وسن القيادات، فنأخذ مكتب الإرشاد على سبيل المثال، ففيه أجيال بداية من الأربعين والخمسين ومروراً بالستين والسبعين وصولاً للثمانين، وكل هؤلاء جاءوا عبر انتخابات حرة وشفافة من قبل مجلس شورى الجماعة، والذى به شباب فى سن الثلاثين وهذا لمجلس بالأساس انتخبه شباب فى العشرينات أحياناً، إذن هذه هى الديمقراطية لدينا.