دخل المقترح المصرى بتشكيل لجنة مؤقتة بين حركتى فتح وحماس لإنهاء الانقسام، مرحلة الدراسة المتعمقة داخل الحركتين، فوفقاً للدكتور صلاح البردويل القيادى فى حماس، لم تقدم الحركة حتى الآن ردّاً حول المقترح، وإنما تقوم بدراستها داخلياً، وقامت خلال الأيام الماضية بوضع بعض الأسئلة التى تريد الإجابة عليها، منها تحديد مصير الحكومة المقالة برئاسة إسماعيل هنية، وكذلك آلية تشكيل الحكومة من قِبل الرئيس الذى تعتبره حماس أنه منتهى الولاية، مشيراً إلى أن القيادة المصرية اقترحت تشكيل لجنة مؤقتة لإنهاء الانقسام بهدف الخروج من أزمة الجملة السياسية الخاصة بتشكيل الحكومة. وقال البردويل، إن اللقاء الأخير بين حركتى حماس وفتح بالقاهرة الأسبوع قبل الماضى، شهد طرح الوزير عمر سليمان مقترحاً للخروج من هذه العقدة، ويقضى بتشكيل لجنة أو هيئة مؤقتة من الحركتين، هدفها إنهاء الانقسام، فيما يقوم الرئيس محمود عباس بتشكيل حكومة حسب رؤيته السياسية تتولى الموضوع السياسى، وتكون مظلةً لعمل اللجنة المقترحة، وتتولى تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه فى القاهرة فى كل الملفات، وتحديداً ملف إعادة إعمار قطاع غزة، بحيث تظل هذه اللجنة منفصلة عن الحكومة، بينما تقوم الحكومة المقترحة بمساعدتها فى مهماتها. من جانبه، قال الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن الحركة وافقت على الإطار العام للاقتراح المصرى، لافتاً إلى أن فتح دعت مصر لتكوين هذه اللجنة للعمل على إعادة إعمار غزة، وتمهيداً لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وتجاوز الخلاف الفلسطينى على الحكومة فى المرحلة الانتقالية، خاصة أن هذه اللجنة لن يكون لها برنامج سياسى، وهو ما سيخلق جواً إيجابياً للعمل والوصول إلى حل نهائى، مؤكداً أن الحوارات بين الحركتين، والتى ستستأنف فى القاهرة يوم 26 من الشهر الجارى ستبحث فى آلية تشكيل هذه اللجنة. كما أشارت مصادر عليمة إلى أن مصر اقترحت على الرئيس الفلسطينى أبومازن خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، التراجع عن تشكيل حكومة فلسطينية برئاسة سلام فياض، والتى كان من المفترض أن يشكلها أبو مازن خلال الأيام الجارية، لافتة إلى أن القاهرة طلبت من الرئيس الفلسطينى التريث فى اتخاذ هذه الخطوة إلى حين الجولة المقبلة من الحوار الفلسطينى، خاصة فى ظل وجود المقترح المصرى والمتعلق بمعالجة إشكالية الحكومة إذا استمرت حماس على رفضها أن تلتزم الحكومة التى ستشكل خلال المرحلة الانتقالية بالقرارات والاتفاقات التى عقدتها منظمة التحرير الفلسطينية، والتى تتضمن شروط الرباعية الداعية إلى الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف. وأشار مصدر مصرى لليوم السابع، إلى أن مصر راغبة فى استنفاد كل السبل والفرص المتاحة والمضى قدماً حتى آخر الطريق، فى محاولة التوفيق بين فتح وحماس، وإيجاد وسيلة لبحث كيفية تحقيق هذه الأهداف، مضيفاً أن مصر لم تفقد بعد الأمل فى التوصل إلى اتفاق.
