بمجرد إعلان الصحف المصرية عن خبر القبض على خلية إرهابية تابعة لحزب الله تعمل على إنشاء مقارٍ للحزب ونشر المذهب الشيعى داخل مصر، وتحاول أيضا تهريب أسلحة عبر الحدود المصرية لحركة حماس، كانت إسرائيل أول المستفيدين من إعلان هذا الخبر، لتبدأ فى زرع نسيج الفتنة وتعميق الخلافات بين مصر وحزب الله . فبعد الكشف عن التحقيقات التى تجريها أجهزة الأمن المصرية مع المتورطين فى تنظيم حزب الله، عملت إسرائيل على استغلال تدهور العلاقات بين مصر وحزب الله بسبب التراشق الإعلامى الذى وقع بين الجانبين خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وظهر هذا بوضوح من خلال محاولات الصحف الإسرائيلية استغلال هذه الفرصة لتؤكد ضلوع حزب الله فى القيام بعمليات إرهابية، وعمليات تجسس داخل الأراضى المصرية، هادفة من ذلك تشويه صورة حزب الله، وإفساد أى محاولة لإصلاح العلاقات المتوترة بين القاهرة وحزب الله. محاولات الصحف الإسرائيلية تشويه حزب الله، تظهر رغبة تل أبيب فى الانتقام من حزب الله الذى أذاقها الهزيمة فى حرب لبنان 2006، وفى كونه الفيصل الوحيد فى المنطقة الذى يعلن عداءه الشديد لإسرائيل ويتوعدها بحرب ضارية إذا هاجمت بلاده، هذا بجانب نجاحه الأخير فى كشف عوراتها للعالم بأسره خلال حربها الأخيرة على قطاع غزة، كل هذه الأسباب دفعت صحف تل أبيب إلى العمل على تشويه صورته. فصحيفة يديعوت أحرونوت نشرت أول أمس، الأربعاء، خبر القبض على التنظيم، وحاولت تأكيد صحة الاتهامات المنسوبة لحزب الله، وذلك على الرغم من كون التحقيقات لا زالت مستمرة حتى الآن، ولم يتم تأكيد الاتهامات المنسوبة للحزب، كما أكدت صحيفة هاآرتس اليوم، الجمعة، أن حزب الله هو المسئول والمتهم الوحيد عن استهداف مصر بهجمات إرهابية لأنه يرغب فى زعزعة أمنها القومى، كما أشارت الصحيفة بأصابع الاتهام إلى إيران وأكدت تورطها فى التخطيط لهذه الهجمات التى ستلحق الضرر بمصر وبإسرائيل أيضا، وذلك من خلال الإعداد لهجمات إرهابية ضد مواطنين إسرائيليين خلال احتفالهم فى سيناء عيد الفصح اليهودى، وعن طريق تهريب أسلحة وأموال لقطاع غزة لتصل إلى حركة المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، كما حاولت منذ أشهر تهريب الأسلحة إلى غزة عبر السودان. أما صحيفة جيروزاليم بوست فحاولت إرجاع تورط حزب الله فى زرع التنظيم الإرهابى بمصر إلى التوتر الذى شهدته علاقات حزب الله والقاهرة خلال حرب غزة، موضحة أن انتقادات الحزب إلى الإدارة المصرية ومطالبته الشعب المصرى بالخروج للتظاهر ضد النظام لفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين، دفعت الحزب إلى التفكير فى تدبير المؤامرات لمصر حتى يتمكن من تنفيذ خططه بداخلها، واعتبرت الصحيفة أن الإعلان عن المخططات الإرهابية لحزب الله يعتبر أمرا فى غاية الخطورة ويحمل اعتبارات "سياسية"، واستندت الصحيفة إلى وصف د. ضياء رشوان الخبير فى الجماعات الإسلامية الأمر بأنه غاية فى الخطورة، مع تأكيدها أن حزب الله له نشاطات إرهابية خارج حدود لبنان؟؟! الجدير بالذكر أن المحامى منتصر الزيات، المسئول الدفاع عنى المتهمين فى قضية الترويج لحزب الله، أكد أمس، الخميس، أن تلك القضية "مفتعلة وسياسية"، ويأتى وقت الإفصاح عنها لإشغال الرأى العام عن أحداث تفجيرات الحسين.