رأى رباح مهنا عضو المكتب السياسى للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن المزاوجة بين برنامج المقاومة وبرنامج السلطة تكتيك خاطئ أثبت فشله وكان سببا رئيسيا من أسباب الصراع الفلسطينى الداخلى الأخير. ودعا حركة حماس للاختيار بين التمسك ببرنامج المقاومة الفلسطينية أو التقاسم على حصة فى كعكة السلطة. وقال مهنا، خلال ندوة سياسية أقامها مجلس طلاب الجامعة الإسلامية بمدينة غزة اليوم،الخميس، حول آخر التطورات فى حوار القاهرة "إن المشكلة بدأت عندما فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية .. واعتقدت (حماس) أن المزاوجة بين برنامج المقاومة والسلطة سيكون علاجهم الأمثل فى التمسك بثوابتهم .. وأيضا فى اقتسام السلطة .. إنهم لم يراعوا أن السلطة مقيدة باتفاقية أوسلو بالتزاماتها وسيكون هناك ضغط عليها وعلى شعبنا من أجل القبول بتنازلات" . ونفى توجه وفد الجبهة للحوار فى القاهرة باسم منظمة التحرير الفلسطينية، مشيرا إلى أن الوفد توجه باسم الجبهة الشعبية حاملا وجهة نظرها ومواقفها الثابتة .. وأكد أنه كان بالحوار ثلاث وجهات نظر الأولى يمثلها الرئيس محمود عباس وحركة فتح وبعض القوى معه .. ووجهة نظر تمثلها حركة حماس وقوى أخرى .. وهناك وجهة نظر ثالثة للجبهة الشعبية. وقال مهنا إن الجبهة طرحت مخرجا لحل برنامج الحكومة المؤقتة بعيدا عن لغة الاحترام والالتزام التى ترفضها الجبهة، مشيرا إلى أن الجبهة قدمت مقترحا يقضى بالتزام برنامج الحكومة المؤقتة بمنظمة التحرير كمرجعية لها ومخولة بالعملية السياسية حسب ما جاء فى وثيقة الوفاق الوطنى على أن تكون للحكومة مهمات محددة وهى إعادة إعمار غزة وإعادة توحيد المؤسسات الفلسطينية والتحضير للانتخابات الرئاسية التشريعية فى موعدها المقرر بما لا يتجاوز 25 يناير 2010. وحول اتهام الجبهة بتحيزها لطرف على آخر .. قال مهنا " هذا ليس صحيحا، عندما فازت حركة حماس بالانتخابات التشريعية تحاورنا معها حول مشاركتنا فى الحكومة واتفقنا على كثير من الأمور، ولكن كان اختلافنا الوحيد حول موضوع منظمة التحرير الفلسطينية التى نعتبرها الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطينى رغم تمسكنا بضرورة تفعيلها وإعادة بنائها.. ورغم اختلافنا مع برنامج حركة حماس فى حينه .. إلا أننا لم نصوت فى التشريعى ضد هذه الحكومة معللين ذلك بأننا لا نريد أن نصطف مع الجهات الخارجية والمحلية التى تعمل ضد خيار شعبنا الديمقراطى".
