صدرت رواية "وشوشات الودع" للكاتبة منى عارف عن مركز الحضارة العربية. والرواية تقع فى 223صفحة من القطع المتوسط ولوحة الغلاف الرئيسية للفنان الكبير /عصمت داووستاشى وتصميم الجرافيك للفنان /محسن عبد الفتاح. من عبارة الفيلسوف جاستون باشلاريكون مدخلنا لهذا النص:"تكفى ليلة شتاء واحدة يصفر فيها الهواء حول البيت ونار مضيئة لكى تجعل روحا متألمة تسرد فيها أوجاعها وذكرياتها" تهيئ الكاتبة مسرح الرواية وعندما تصمت الحياة حولك يعلو ما بداخلك ماكان حزنا أم فرحا ويبدأ فى الوضوح والعلو فيصبح ما بداخلك محيطا بك، البطلة تستعين بالعرافة التى قابلتها صدفة فى الحياة وتعيد على مسامعنا ما قالته من تنبؤات وتتذكر وهى تعانى أزمات على المستوى الذات والعمل الذى تخوض فيه مثل كثير من الشرفاء حرب ضار وستكشف لنا الستار عن طبقة رجال الأعمال والصفوة وتظهر لنا الهوة العميقة بين طبقات الشعب ومعاناة المجتمع المصرى بسبب هذا الفساد. كل فصول الرواية محددة بتاريخ واحد 16 فبراير2008 يوم واحد متصل يبدأ مع آذان المغرب وينتهى قرب آذان الفجر، كانت حياة البطلة بين آذانين متحصنة بهما فياترى الذى تحصن بين آذانين هل يصيبه مكروه فى هذا التاريخ المحدد تحمل الرؤى الكثير من الحوادث:حوادث أطفال الشوارع.. وداع عبد الناصر.. حصار غزة.. محرقة بنى سويف.. ضحايا عبارة السلام انهيار عمارات.. تصادم قطارات سقوط صخور المقطم وهكذا يأتى العمل مشحونا بالهم العام وبالأسى ومعانات البسطاء والغنى الفاحش والثراء السريع. قدمت لنا العرافة منى عارف فى وشوشات الودع ثنائية الخير والشر الأبيض والأسود، صراعا داميا بين مجموعة وأخرى، يذهب منهما من يذهب ويبقى من يبقى، ولا يبقى لبطلة الرواية سوى أن تلقى بالودع بأقصى قوة ليسقط فى موج البحر اعترافا منها بأن زمن وشوشة الودع قد انتهى ولكن هل الروح المتألمة قد خفت آلامها وأوجاعها بعد أن سردت بها إلى الودع ؟