سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
افتتاحيات الصحف البريطانية: مرسى ضرب رقما قياسيا فى التحول من بطل إلى "شرير".. وما قام به خطوة للوراء تقضى على الكثير من مكاسب الثورة.. الرئيس حول بندقيته صوب خصمه فى الداخل بعد نجاحه خارجيا
علقت صحيفتا "الجارديان" و"الإندبندنت" البريطانية فى افتتاحيتهما اليوم على قرار الرئيس مصر والإعلان الدستورى الجديد الذى أصدره الخميس الماضى، ورأت أنه خطوة كبيرة للوراء تقضى على الكثير من مكتسبات الثورة، حتى وإن كان بعض قراراته يتمتع بشعبية بين الثوريين. صحيفة الإندبندنت قالت إن مرسى قام بخطوة كبيرة للوراء، وتراجع عن عدد كبير من المكاسب التى تحققت منذ ثورة 25 يناير، مشيرة إلى أنه حقق رقما قياسيا فى التحول من بطل إلى شرير بعد يوم واحد من الإشادة العالمية بموقفه ودوره فى التهدئة فى غزة. وأضافت الصحيفة أن ما قام به مرسى يبدو أشبه بمحاولة مضللة للاستفادة من الإشادة الدولية التى حظى بها الأسبوع الماضى لدوره فى التوصل إلى وقف إطلاق النار فى غزة. وتمضى قائلة لسنا فى حاجة إلى حساب الطرق التى يعد بها تصرف مرسى غير مقبول وخاطئ، حيث اعتبره رموز المعارضة فى مصر بأنه انقلاب على الشرعية، ومن الصعب إيجاد خطأ فى هذا التوصيف. ورأت الصحيفة أن شعار "مرسى هو مبارك بلحية" الذى تردد أمس بشكل كبير يلخص الطبيعة القمعية لقراراته. وأعربت عن اعتقادها بأنه لا حاجة لإعادة محاكمة مبارك بعدما تمت إدانته بالفعل، لأنه لا داعى لتكرار مشهد ظهور الرئيس السابق ممددا على سرير فى التلفزيون المصرى. أما صحيفة "الجارديان"، فقالت فى افتتاحيتها أنه بعد أسبوع كان فيه الرئيس مرسى هو المستفيد الوحيد من الحرب الإسرائيلية على غزة التى استمرت ثمانية أيام، فإنه لم يضيع وقتا، وحول بندقيته تجاه الأعداء الأقرب فى وطنه. وبعض أجزاء الإعلان الدستورى الذى أصدره كانت شعبية، حتى بين الجماعات الثورية التى عارضته بشدة فى قضايا أخرى. ومن بينها إقالة النائب العام عبد المجيد محمود وتقديم تعويضات لضحايا وحشية القوات الأمنية والعسكرية وإعادة المحاكمات. لكن قرار منح كل قراراته حصانة من الطعن عليها حتى يتم وضع الدستور وإجراء انتخابات برلمانية جديدة فى العام المقبل مختلف. فهو يتمتع الآن بكل السلطات، وهنا يكمن التناقض الهائل. فكيف يمكن أن ينتقل إلى الديمقراطية ويحترم حكم القانون والفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية بتجاوز الثلاثة. يقول إنه فعل هذا مؤقتا وكرها بعدما فشلت كل الخيارات الأخرى. لكن تظل حقيقة أنه فعل هذا. وقد دعت منظمة الشفافية الدولية مرسى إلى إعادة التفكير، وقالت إنه فى حاجة إلى وجود سلطة قضائية مستقلة لمكافحة الفساد وتطبيق القانون. وتمضى الصحيفة قائلة إن أنصار الرئيس استخدموا ثلاث حجج للرد ليست صحيحة. أولها أن القضاء ليس معتقلا فبعض القضاة ينتمون لحركة تشكلت لتطرف النظام السابق لكن الآخرين يعملون على ألا تنجح المساعى الديمقراطية. وثانيا تتحد فى سؤال هل يريد أحد أن يعود المجلس العسكرى، أما الحجة الثانية فتذهب إلى القول بأن وضع الدستور الجديد سيقلص من صلاحيات مرسى بشكل كبير، وبهذا يقولون إن مرسى ليس فرعونا جديدا. وختمت الجارديان افتتاحيتها بالقول إن هذه مجرد حجج سياسية، ومثل هذه السياسات ليس صحيحة تماما وهو ما بدا فى الاشتباكات أمس بين الليبراليين والإسلاميين فى السويس وبورسعيد. ولن يحدث انتقال فى مصر إذا أصبحت أكثر استقطابا، وما زال مرسى يحتاج إلى توافق حتى يحكم.