تناولت الصحف البريطانية الصادرة صباح السبت عددا من القضايا العربية، كان من ابرزها الاحتجاجات التي تشهدها مصر اثر اصدار الرئيس المصري محمد مرسي اعلانا دستوريا جديدا يمنحه سلطات واسعة. نبدأ من صفحة الرأي في صحيفة الغارديان االتي تناولت في مقال بعنوان اجراءات شديدة الخطورة الاعلان الجديد الذي اصدره مرسي. ويقول المقال انه بعيد ايام قليلة من تسميته المنتفع الرئيسي من الهجمات الاسرائيلية على غزة ، لم يهدر مرسي اي وقت وصوب اسلحته العامرة تجاه خصومه في بلاده. وتضيف الصحيفة إن بعض عناصر الاعلان الدستوري الجديد لقت قبولا حتى في اوساط الجماعات الثورية التي تعارض مرسي في الكثير من القضايا الاخرى. ومن بين هذه الاجراءات اقالة المدعي العام عبد المجيد محمود، الذي ينظر اليه على انه من الموالين للرئيس السابق حسنى مبارك وعلى انه السبب في انهيار القضايا المرفوعة ضد قتلة المتظاهرين في انتفاضة يناير 2011. وتقول الصحيفة إن قرار مرسي ان يمنح كل قراراته حصانة من المساءلة والاستئناف حتى يتم اقرار الدستور الجديد ويتم اجراء انتخابات برلمانية جديدة، وبهذا يتمتع مرسي بسلطة مطلقة. وترى الصحيفة إن التناقض الرئيسي والمعضلة الرئيسية تكمن في انه كيف يمكن لمرسي الانتقال الى الديمقراطية وارساء احترام القانون والفصل بين القوة التشريعية والقضائية عن طريق بالانقلاب على القانون واعلاء كلمته عليه. وتقول الصحيفة إن مرسي يقول إنه قام باصدار القرار على مضض وبصورة مؤقتة ولكن هذا لا ينفي انه اصدره، مما دعا منظمة الشفافية الدولية الى مطالبته باعادة النظر في قراره لأنه في حاجة الى قضاء مستقل لمحاربة الفساد. وتمضي الصحيفة قائلة إن مؤيدي مرسي يردون على منتقديه بثلاث حجج لا تخلو من الصحة: اولها أن القضاء ليس مستقلا، حيث يقاوم بعض القضاة مساعي النظام القديم، ولكن الباقين يحاولون جاهدين الا تنجح مساعي التحول الديمقراطي. والنقطة الثانية: هل يرغب احد في عودة المجلس العسكري؟ أما الحجة الثالثة: اذا وضع الدستور الجديد، فإن ذلك سيقلص من سلطات مرسي بشكل كبير. وبهذا يخلصون إلى أن مرسي ليس فرعونا جديدا. وترى الصحيفة أن كل هذه الحجج مجرد حجج سياسية، ولكن الحياة السياسية في مصر لا تبدو معافاة بينما يشتبك الليبراليون المعارضون لمرسي مع الاسلاميين المؤيدين له في القاهرة والسويس وبورسعيد. وتختتم الصحيف المقال بأن اي تحول ديمقراطي في مصر لن ينجح اذا اصبحت اكثر استقطابا، وبأن مرسي يحتاج الى اجماع ليحكم. ننتقل الى صحيفة الفاينانشل تايمز والتي نشرت تقريرا بعنوان الفلسطينيون في غزة يعتبرون اسرائيل خصما اقل قوة مما كان متصورا . ويقول التقرير، الذي اعده توباياس باك، إن اهل غزة تعرضوا لخسائر اكبر في الارواح ولكنهم يزعمون إنهم اثاروا الفزع في قلوب الاسرائيليين. ويقول باك انهم بعد ان خرجوا من بيوتهم بعد ثمانية ايام من القصف الاسرائيلي بدا أن اهل غزة كانوا في رغبة عارمة في تناول الحلوى والاحتفال. ويقول التقرير إن محال الحلوى كانت مليئة بالمشترين يوم الخميس بعد يوم من الهدنة التي تمت بوساطة مصرية. ولكن الفلسطينيين لم يكونوا يشترون الحلوى فقط احتفالا بوقف اطلاق النار، ولكن لشعورهم بالنصر والابتهاج، على الرغم من مقتل 162 فلسطينيا واصابة الف آخرين. ويضيف التقرير إنه إذا نظرنا بصورة تقليدية الى احداث الهجمات الاسرائيلية على غزة، يمكننا القول إن حماس لم تحقق نصرا ملموسا حيث اطلقت سيلا من الصواريخ على اسرائيل ولكن القليل منها نجح في الوصول الى اهدافه. ولكن على الرغم من ذلك يؤكد قادة حماس واهل غزة إن الهجمات الاسرائيلية هذه المرة بدت مختلفة تماما عن الاجتياح الاسرائيلي منذ اربع سنوات. ففي هذه المرة لم تشن اسرائيل هجوما بريا على غزة كما أن بعض الصواريخ الفلسطينية نجحت في الوصول الى تل ابيب والقدس. ولم تحدث هذه الصواريخ خسائر، ولكن الامر الهام هو رؤية الاسرائيليين يفرون الى المخابئ للاحتماء وقد ارتسم الخوف على وجوههم. وقال احمد يوسف القيادي في حماس رأينا الاسرائيليين فزعين وجراحهم تنزف. كنا دائما نتعرض لهجمات بمفردنا ولكن هذه المرة كان الاسرائيليون يعانون مثل معاناتنا . ويقول باك إن رؤية الفلسطينيين للامر ذات مغزى كبير، خاصة أن اسرائيل شنت الهجمات لتؤكد وتستعيد قدرتها على الردع. ولكن نتيجة الهجمات كانت على العكس مما كانت اسرائيل تريد تحقيقه، حيث ينظر الكثير من الفلسطينيين الى اسرائيل على انها خصم اضعف مما كان متخيلا. ويقول ماجد نوفل، وهو قصاب في جباليا، إن اسرائيل بدت دولة هشة واجبرت على طلب الهدنة لأنها تشعر بالضعف.