معارك يدخلها الشيخ يوسف البدرى مع المثقفين والمبدعين بسلاح رفع القضايا بدلاً من الأسلحة، طبقاً لحديثه الأخير بعد حصوله على حكم بتغريم جريدة أخبار اليوم والمسائية والصحفى إبراهيم سعده مبلغ 80 ألف جنيه، قائلاً "أقوم برفع قضايا بدلاً من رفع الأسلحة". "أنا لحمى مر" كلمة يرددها دائما الشيخ يوسف البدرى، عندما يُسأل عن القضايا التى يرفعها ضد المثقفين والكتاب وغيرهم، وخاصة أثناء معركته مع الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى واتهامه بالإساءة إليه وسبه وقذفه، مطالباً بتعويض 20 ألف جنيه، قائلاً "حجازى يمتلك الأموال وسأقوم بتغريمه"، وبعد صدور الحكم بالحجز على أثاث منزل حجازى قال "إن لم أجد أمولاً سآخذ الأثاث، وإن لم ينفع سأقطع من جلدهم حتى أحصل على حقى". البدرى من أكثر المهتمين بأمور المثقفين، متابع جيد لأعمالهم، يقوم بالقراءة والتحليل والنقد وإطلاق التهم وإقامة الدعوى والمطالبة بالتعويضات وكسب القضايا، كما يحدث دائماً، ومن ثم جمع التعويضات، فالأمر بالنسبة للشيخ معركة يدخلها مع كل من يهمس برأى، أو يقول فكراً مختلفاً أو يبدع فى أى من مجالات الأدب أو الشعر. معاركه بدأت من عشرات السنوات، عندما أقام دعوى قضائية ضد الدكتور نصر حامد أبو زيد واتهمه بالكفر وطالب بتفريقه عن زوجته وكسب القضية، ومن يومها معاركه لم تنتهِ، لكن فتوحاته اشتدت فى العامين الماضيين، وكانت كلها فتوحات متتالية ومتتابعة يأتى بعضها بالأخر، البداية كانت فى 2007، عندما أقام البدرى دعوى قضائية ضد الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى بعد مقاله الذى تناول فيه البدرى قائلاً "البدرى يطارد المثقفين"، بسبب مطاردة البدرى لأبو زيد، وطالب بتعويض قيمته 20 ألف جنيه، بعدها رفع دعوى ضد الشاعر حلمى سالم وطالب بسحب جائزة الدولة التشجيعية منه، بحجة أن قصيدته "شرفة ليلى مراد" مسيئة للذات الإلهية. بعد حصوله على الحكم فى قضية حجازى، وقضت المحكمة بالحجز على أثاث منزله، تضامن عدد كبير من الكتاب والصحفيين والمثقفين مع حجازى، وأعلنوا موقفهم من البدرى فى كتاباتهم، وكانت هذه هى "الواقعة الكبرى". حيث أقام البدرى دعوى قضائية على ثمانية من الكتاب والمثقفين، بالإضافة لعدد من الصحف والمجلات، كما لم تسلم من قضاياه منظمات المجتمع المدنى، فرفع قضية على الدكتور جابر عصفور طالب بتعويض 50 ألف جنيه، بعد نشر جريدة الأهرام مقاله "أيها المثقفون اتحدوا" مطالباً المثقفين بالتضامن مع حجازى ضد البدرى. ثم رفع قضية أخرى على جمال الغيطانى رئيس تحرير مجلة أخبار الأدب والصحفى محمد شعير، مطالباً بتعويض 20 ألف جنيه، ورفع قضية أخرى ضد الصحفى أسامة سرايا وعزت القمحاوى. ومن الجرائد التى نالت نصيبها من قضايا البدرى، الجمهورية، الأهرام، أخبار اليوم، الفجر، صوت الأمة، نهضة مصر، روزا اليوسف، مجلة آخر ساعة. ومؤسسات المجتمع المدنى، المركز العربى الدولى لاستقلال القضاة ضد المحامى ناصر أمين بصفته رئيسه، والشبكة العربية الدولية لمعلومات حقوق الإنسان لتضامنها مع حجازى ومع المدون كريم عامر الذى اتهم بازدراء الأديان. غنيمة البدرى من هذه المعارك فى عامين كانت كبيرة جداً، حيث استطاع الحصول بالفعل على مبلغ 220 ألف جنيه "20 ألفاً من حجازى، 20 ألفاً من أخبار الأدب، 50 ألفاً من جابر عصفور، 50 ألفاً من جريدة صوت الأمة، وأخيراً فى 1 أبريل الحالى 80 ألفاً من جريدة الأخبار والصحفى إبراهيم سعدة". وهناك المزيد من الغنائم المنتظرة تقدر بحوالى مليون و300 ألف جنيه، منها مليون تعويض من الشبكة العربية لحقوق الإنسان، 250 ألفاً من جريدة الجمهورية، 50 ألفاً من جريدة الفجر. ما جمعه البدرى فى عامين، يفوق بكثير ما قد يجمعه شاب فى عشرات السنوات، فبحسبه بسيطة جداً يمكن القول إن متوسط راتب أى شاب فى مصر 500 جنيه، يصرف منهم 350 فى المواصلات والأكل واللبس وغيره، ويبقى له على الأكثر 150 جنيهاً، من هنا يحتاج الشاب حوالى 120 سنة حتى يستطيع جمع مبلغ 220 ألف جنيه، المبلغ الذى جمعه البدرى فى عامين وهو جالس فى بيته لا يقوم بشىء سوى رفع القضايا. ومن الملفت للنظر أن قيمة التعويض الذى يطالب به البدرى فى قضاياه يحددها بدقة كلاً حسب ظروفه وإمكاناته، فطالب الكتاب والمثقفين والجرائد بتعويضات تتراوح من 20 إلى 50 ألفاً، أما مؤسسات المجتمع المدنى والمعروف عنها من تقاضى تمويلات تتعدى الملايين، فقد حددها البدرى بدقة، وبناء عليه طالب الشبكة العربية بمليون جنيه كتعويض.