سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء يستبعدون التدخل العسكرى المصرى لمنع العدوان الإسرائيلى على غزة.. فؤاد: القاهرة لن تضحى باتفاقية السلام مهما حدث.. بلال: الإخوان الآن ينظرون للقضية الفلسطينية بعين المسئولية.. وقطر تلعب سياسة
عاد التوتر مرة أخرى إلى قطاع غزة، فبعد ساعات من إعلان التهدئة بين إسرائيل وحماس، اغتالت تل أبيب أحمد الجعبرى، قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحماس، وهو ما يشير إلى أن التوتر سيكون هو السائد خلال الفترة المقبلة، وهو ما يطرح سؤالاً حول ما يمكن أن تقوم به مصر حيال الوضع فى غزة، خاصة أن تل أبيب أعلنت تصعيد هجومها على القطاع. بداية التحركات المصرية كانت بتهديدها أمس لتل أبيب بسحب السفير المصرى إذا ما استمرت فى قصف القطاع، وهو التهديد الذى تعاملت معه إسرائيل بحذر لعدة ساعات، ثم فاجأت الجميع بالغارة، التى استهدفت الجعبرى ومواقع تابعة لحماس، فهل يمكن أن يتطور الموقف المصرى تبعًا لهذا التصعيد. اللواء نبيل فؤاد، الخبير الاستراتيجى قال إن اتفاقية السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل تتقدم على أى اتفاقيات عسكرية أو أمنية أخرى، بمعنى أن مصر ليس لديها أى فرصة لأى نوع من التدخل المباشر أو غير المباشر فى حرب تزعم إسرائيل أنها ستشنها على قطاع غزة. ويلفت اللواء فؤاد ل"اليوم السابع" أن السبيل الوحيد أمام مصر لمنع الحرب الإسرائيلية ضد غزة هو التضحية باتفاقية السلام، وهذا أمر غير وارد بالمرة، مشيرا إلى أن كل ما تستطيع مصر أن تقوم به فى حال شنت إسرائيل حربًا على قطاع غزة وسوريا مجرد جهود سياسية فقط سواء مع إسرائيل أو أطراف الصراع كمحاولة منها للتهدئة أو جهود سياسية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لمحاولة الضغط على إسرائيل للتراجع عن فكرة الحرب. كما أكد اللواء فؤاد أن مصر دولة وحكومة تحترم الاتفاقيات الدولية ومنها اتفاقية السلام مع إسرائيل، منوها بأن مصر غير مستعدة الآن للدخول فى حرب نظرا لحالة الارتباك، التى تعانى منها الدولة داخليا، فضلا عن أننا نحن المصريين تعلمنا ألاّ ندخل حربا إلاّ إذا كنا مستعدين لها تماما، ولا أعتقد أن الدولة ستدخل حربا مفروضة عليها. السفير محمود شكرى، المحلل السياسى، يقول إن إسرائيل إذا فكرت فى شن حرب سواء على قطاع غزة أو سوريا، فلا بد أن تكون على اتفاق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، التى بدورها لن توافق على فكرة الحرب من حيث المبدأ، موضحًا أن إسرائيل إذا اتخذت هذا المسار فى قطاع غزة، التى ما زالت تحت الاحتلال الإسرائيلى فسيتحول الأمر إلى مشكلة دولية بين إسرائيل وغزة وستكون مصر طرفًا أصيلاً فى هذا الموضوع. ويشير المحلل السياسى إلى أن الظروف السياسية الحالية تجعل مهمة إسرائيل فى مسألة شن حرب على قطاع غزة أو سوريا خطيرة جدا لأن فى هذه الحالة سيدخل أكثر من عنصر فى هذه الحرب مثل إيران وروسيا والصين والسعودية وقطر مما سيزيد الأمر تعقيدًا. وعن دور مصر فى هذه الحرب إذا قامت بالفعل، يقول شكرى إنه من الممكن أن تشارك مصر فى حل الأزمة وتحريك الأمر فى الأممالمتحدة وشن هجوم إعلامى على إسرائيل، ولكن أن تدخل مصر فى الحرب فهذا أمر بعيد جدا. من جانبه أكد اللواء محمد على بلال، قائد القوات المصرية فى حرب الخليج عام 1990، أن جماعة الإخوان المسلمين الآن ينظرون إلى القضية الفلسطينية بعين المسئولية، ولن يقبلوا الدخول فى حروب مع إسرائيل من أجل قطاع غزة، مشيرا إلى أن تصريحات الإخوان فى عهد الرئيس السابق تصريحات عنترية لمناهضة النظام وإظهار ضعفه وهى حرب كلامية لا أكثر. وأوضح بلال أن قطاع غزة جزء من الأرض الفلسطينية ليس لنا دخل به وأننا نتعامل معهم فى إطار الإخوة والأشقاء فقط، مضيفا أن إسرائيل لن تستحوذ على غزة بأى شكل من الأشكال، وذلك لأن القطاع متكدس بالسكان، وهو الأمر الذى يؤدى إلى وقوع خسائر كبيرة للجانب الإسرائيلى، لذلك فهى لن تنوى إطلاقًا الاستحواذ على القطاع. وأشار بلال إلى أن قطر لن تدافع عن القضية الفلسطينية فهى تريد فقط وضعا سياسيا، وأن تصبح لاعبا أساسيا فى المنطقة من خلال دور سياسى وليس حربيًا.