اتهم سفراء وحقوقيون ومحللون سياسيون، إسرائيل بارتكاب جرائم حرب فى غزة، وطالبوا بسرعة عقد محاكمة شعبية لإدانة تلك الجرائم، التى اعتبروها جرائم «إبادة جماعية» لأهالى القطاع، واعتبر بعضهم أن الحرب التى شنتها إسرائيل فى القطاع ليست ضد حركة حماس، وإنما ضد مصر لإضعاف قوتها فى المنطقة، معتبرين أن إيران وسوريا وقطر دفعت حركة حماس للتشدد وخرق الهدنة مع تل أبيب لدفع الأخيرة إلى العدوان على غزة، وبالتالى وضع مصر فى هذا المأزق. وقال سمير غطاس، الكاتب والمحلل الفلسطينى، خلال المؤتمر الذى عقده المجلس المصرى للشؤون الخارجية أمس الأول، لمناقشة العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وأداره السفير عبدالروؤف الريدى رئيس المجلس، إن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لم تكن تستهدف حماس كما ادعت إسرائيل، وإنما هى حرب ايرانية سورية قطرية انطلقت من طهران ودمشق، وشاركت فيها الدوحة من خلال قناة «الجزيرة» الفضائية بتحريك حركة حماس فى الاتجاه الذى يريدونه وهو الحرب،لإضعاف دور مصر، انطلاقا من رغبة إيران فى الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، التى تتنافس عليها تركيا بمشروعها الإقتصادى، لذلك سعت إلى إضعاف مصر، مستخدمة «حماس» كورقة أساسية فى هذه الحرب. واعتبر غطاس أن إسرائيل تسعى من حربها على غزة إلى تحقيق عدة أهداف، هى استعادة الردع، وإغلاق ملف حرب 2006 على لبنان، وضمان الأمان لجنوب إسرائيل من صواريخ وقذائف حماس، وإرسال قوات أمنية لحماية المعابر لمنع تسليح حماس مرة أخرى، مشيراً إلى أن تل أبيب تستهدف حربا خاصة لتدمير الأنفاق التى تملكها حماس، والتى بلغ عددها ما يقرب من 1200 نفق، دمرت إسرائيل منها خلال حربها ما يقرب من 300. وطالب الدكتور فؤاد عبدالمنعم رياض، قاض سابق بمحكمة العدل الدولية فى لاهاى وعضو المجلسين المصرى للشؤون الخارجية وحقوق الإنسان، بضرورة عقد محاكمة شعبية فى أسرع وقت، لمحاكمة القيادات الإسرائيلية المسؤولة عن حرب غزة، بتهمة جرائم الحرب التى ارتكبوها فى القطاع وجرائم الإبادة الجماعية التى تعرض لها أهالى غزة. وأوضح أن أهمية تلك المحاكمات تكمن فى أنها تعد وثيقة وشاهدا على تلك الأحداث، حتى ولو مر عليها مئات السنين، مؤكداً أن الأحكام التى تصدر من تلك المحاكمات، لا تسقط بمرور الزمن رغم أنها لاتنفذ فعلياً على أرض الواقع، ولكن التهم تظل ملتصقة بأصحابها طوال حياتهم وبعد مماتهم. وأكد السفير حسن عيسى، عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، أن إسرائيل لا تهدف من خلال حربها على قطاع غزة إلى إبادة حماس، موضحا أن مصلحتها فى بقاء حماس فى قطاع غزة، لاستمرار فصلها عن الضفة الغربية، خاصة أن القطاع لا يشكل أهمية بالنسبة لإسرائيل، فهى ليست أرضاً «داودية» أى ليست لها أهمية دينية، وأن كل ما تريده إسرائيل من هذه الحرب هو حماية جنوبها من صواريخ حماس.