سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفايننشيال تايمز: يجب على مرسى أن يحضر حفل تنصيب البابا لطمأنة الأقباط.. الرئيس بحاجة للكف عن إرضاء الإسلاميين.. نيويورك تايمز: البابا تاواضروس يرغب فى إبعاد الكنيسة عن السياسة
قالت صحيفة الفايننشيال تايمز إن الرئيس محمد مرسى بحاجة لطمأنة الأقباط، ولفتت إلى أن السؤال الذى يلح بشدة فى الوقت الحالى هو ما إذا كان الرئيس الإسلامى محمد مرسى، سيحضر حفل تنصيب البابا يوم 18 نوفمبر. وأشارت إلى أن الكنيسة القبطية فهمت أن مرسى قد لا يحضر الاحتفال، ولكن سيزور مكتب البابا لتقديم التهنئة، ومع ذلك فالتوقعات كثيرة. وترى الصحيفة البريطانية أنه إذا ما ظهر الرئيس الذى ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين على شاشة التليفزيون مع المسيحيين فى صلاتهم على سبيل المجاملة لمواطنيه الأقباط، فإن هذا قد يبعث برسالة طمأنينة إلى الأقلية الدينية التى باتت تخشى بشدة على مستقبلها وسط الهيمنة السياسية للإسلاميين بمن فيهم السلفيون، الأكثر تشددا. وتقول الصحيفة إن مرسى منذ توليه الرئاسة يعمل على تأكيد مؤهلاته الدينية من خلال حضور صلاة الجمعة، التى يجرى نقلها تليفزيونيا، كل أسبوع فى محافظة مختلفة. ويؤكد كل من المسلمين الليبراليين والمسيحيين أن الوقت قد حان ليفى مرسى بتعهده أن يكون رئيسا لجميع المصريين من خلال الكف عن إرضاء المتشددين، ففى الوقت الذى يولد فيه نظام جديد، يحتاج مرسى أن يكون حاسما بشأن طبيعة الدولة التى يسعى لبنائها: هل ستكون حديثة وديمقراطية حيث جميع المواطنين متساوون، أم ستكون تلك الدولة التى يعامل فيها الأقليات الدينية باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية؟. ومن جانب آخر قالت صحيفة نيويورك تايمز إن البطريرك الجديد للكنيسة القبطية فى مصر، يبشر بعهد من التكامل للأقلية القبطية فى مصر التى تكافح وسط موجة من العنف الطائفى وهيمنة الإسلاميين على السياسة والضغوط الداخلية من أجل الإصلاح. وقالت إن البابا الجديد يرفض الدور السياسى الذى قام به البابا شنودة الثالث، الذى توفى مارس الماضى، وتدلل أنه فى حديثه لكاميرات التليفزيون التى أحاطت به من دير الأنبا بيشوى، حيث كان يعتكف الأحد، بدا البابا تاوضروس أنه ينوى الابتعاد عن الدور السياسى الذى لعبته الكنيسة خلال العقود الأربعة الأخيرة. وتشير الصحيفة إلى تصريحات سابقة للبابا تاوضروس قائلا: "الشىء الأكثر أهمية للكنيسة فى الوقت الحالى هو العودة للعيش باستمرار داخل الحدود الروحية، لأنه العمل الروحى هو عملها الرئيسى". ونقلت أيضا قوله: "إن الاندماج فى المجتمع سمة أساسية فى المسيحية، فهذا التكامل لابد منه بناء التكامل المعتدل، فجميعنا مصريون وعلينا المشاركة". ويقول نشطاء ومثقفون أقباط إن ابتعاد الكنيسة عن السياسة يعد مؤشرا على التحول الشامل فى علاقة الأقباط بالدولة، ويلبى مطلبا ملحا من قبل التيار العلمانى المسيحى لتقلد دور فى دولة أكثر ديمقراطية. وقال يوسف سيدهم، رئيس تحرير صحيفة وطنى: "لا يمكن للكنيسة أن تستمر على النهج القديم، فإنه لا يصب فى مصلحة الأقباط أن يتحدث وسيط بالنيابة عنهم إذا كانوا يسعون إلى مواطنة كاملة متساوية، خاصة إذا كان هذا الوسيط يتقلد منصبا دينيا، وأعتقد أن الكنيسة فهمت الرسالة بوضوح". ويتفق النشطاء والمثقفون على أن المسيحيين يمكنهم الاتجاه لبناء تحالفات مع المسلمين الذين يتقاسمون معهم الهدف فى مواطنة غير طائفية، ويقول طارق سمير، مدير مبيعات: "إن السياسة لعبة قذرة ونحن نرفض خلطها بالدين، فهناك مسلمون معتدلون يعيشون نفس حياتنا ويذهبون للعمل معنا ونعيش معا، وإذا ما واجهت مشكلة فسيساعدوننى". وأشارت نيويورك تايمز إلى أن عام الثورة هو الأكثر دموية وعنفا طائفيا ضد الأقباط منذ عقود، بما فى ذلك تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية قبيل اندلاع انتفاضة شعبية ضد نظام الحكم، وعقب رحيل مبارك تم الاعتداء على ما لا يقل عن ثلاث كنائس بالحرق والهدم وقتل أكثر من عشرين قبطيا برصاص ومدرعات القوات المسلحة فى أعنف حلقة دموية من العنف الطائفى منذ ما لا يقل عن نصف قرن. وقالت إن كبار جنرالات الجيش حاولوا، عبثا، إلقاء اللوم على الأقباط وقتها واستطاعوا جذب تعاطف الجماعات الإسلامية الرئيسية، كما أنهم حاولوا تشويه صورة اتحاد شباب ماسبيرو الذى يعد واحدا من الجماعات الناشطة فى الدفاع عن حقوق الأقباط.