ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، الصادرة اليوم الأحد، أنه عقب انضمام مقاتلين من الطائفة السنية العراقية منذ شهور إلى صفوف الجيش السورى الحر للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، انضم الآن مقاتلون عراقيون من الشيعة لمساندة حكومة الأسد، مما يمهد الطريق لزرع بذور فتنة طائفية قد تتحول إلى حرب أهلية مريرة يعتمد لهيبها فى الأساس على التناحر الدينى. وقالت الصحيفة، فى تقرير لها أوردته على موقعها الإلكترونى، إن بعض الشيعة العراقيين قرروا الذهاب أولاً إلى طهران، ومنها إلى دمشق، واختار البعض الآخر الذهاب بالأسلحة والمعدات بواسطة حافلات تقلهم من مدينة النجف العراقية إلى سوريا، بحجة زيارة أحد الأضرحة الشيعية فى دمشق. ولم يقتصر الأمر فى سوريا على تدفق المقاتلين العراقيين إليها، بل أصبح يتدفق عليها، حسبما أفادت الصحيفة، مقاتلون من إيران ولبنان، الأمر الذى بات يدق ناقوس الخطر بإمكانية أن تصبح سوريا ساحة معركة إقليمية طائفية. ومضت الصحيفة فى سرد تبعات الحرب الأهلية فى سوريا على الدول المجاورة لها، فلبنان - التى تستضيف ما يقرب من مائة ألف لاجئ سورى - كانت قاب قوسين أو أدنى على شفا نزاع طائفى كبير خلال منتصف الشهر الجارى على خلفية اغتيال رئيس فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلى العميد وسام الحسن، وبينما تكافح الأردن لاحتواء العنف الجارى على حدودها، والذى أودى بحياة جندى من جنودها خلال الأسبوع الماضى تحاول تركيا أن تسلك سبيل الأردن لأجل تأمين حدودها المشتعلة. وفيما يتعلق بالعراق، التى عاد إليها مجددا شبح الحرب الطائفية المريرة، فإنها نالت أيضا نصيبها مما يجرى من سوريا، لاسيما بعد أن بدت مؤشرات تفيد بالدور المهم الذى تلعبه إيران فى حشد المقاتلين العراقيين إلى سوريا.