سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معهد واشنطن ينتقد أوباما ورومنى لعدم توضيحهما كيفية التعامل مع نمو التشدد فى مصر.. المركز البحثى يدعو الرئيس القادم لاستخدام المساعدات الاقتصادية والنفوذ الأمريكى لمنع تحول البلاد إلى الحكم الدينى
انتقد معهد واشنطن الأمريكى لدراسات الشرق الأدنى عدم وضوح أى من المرشحين فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، الرئيس الديمقراطى باراك أوباما أو منافسه الجمهورى ميت رومنى، فيما يتعلق بالتعامل مع مصر. وقال خبير شئون مصر بالمعهد إريك ترايجر، إن أياً منهما لم يقدم توصية بالطريقة التى سيعالج بها ما سماه مشكلة الاتجاه المتزايد نحو الأصولية، وعدم الاستقرار، متسائلا عن مدى فهمهما الجيد لطبيعة تلك المشكلة. وأضاف ترايجر، فى مقال له نشرته مجلة "ذا أتلانتك" الأمريكية قائلاً، إن أوباما ورومنى قالا خلال المناظرة الرئاسية الأخيرة، إنه يجب الوقوف مع المصريين الشجعان الذين نزلوا إلى ميدان التحرير وطالبوا بالإطاحة بمبارك. وكان هذا هو موقف الرأى العام الأمريكى الذى أيد ثورة مصر بنسبة كبيرة، فمن سيريد أن يعبر عن رأى مخالف لرأى أغلبية الأمريكيين. إلا أن كليهما لم يتحدث عن سياسة واضحة إزاء مصر ما بعد مبارك، وربما كان هذا انعكاساً لازدواجية الأمريكيين أنفسهم تجاه مصر، والتى لديها متوسط نسبة تأييد 47% بين الجمهور الأمريكى، وبدلاً من ذلك، فإن المرشحين تبنيا مجموعة متطابقة تقريباً من المبادأة التوجيهية، واتفقا على ضرورة أن تحافظ الحكومة المصرية الجديدة على حقوق المرأة وحماية الأقليات الدينية، وأن تكون شريكاً فى جهود مكافحة الإرهاب الأمريكية، لكنهما أخفقا فى تحديد الكيفية التى يتعاملان بها مع رفض الإسلاميين لأى من هذه الأمور. وفى هذا السياق، يتابع الكاتب، فإن المسودة الأخيرة للدستور المصرى تضع شروطاً على مساواة المرأة بالرجل بأحكام الشريعة، وقال الإسلامييون إنهم سيقننون الزواج المبكر للفتيات، ربما فى عمر التاسعة، فهل سيستخدم أوباما أو رومنى المساعدة الأمريكية لمصر للضغط من أجل حماية الفتيات المصريات من هذا المستقبل المروع. ويرى المحلل الأمريكى، أنه وفقاً للمناظرة الأخيرة، فإن الإجابة عن هذا السؤال بالنفى، فبالنسبة لرومنى، المساعدات الاقتصادية هى وسيلة لمنع تدفق المتطرفين لأنه بدون التنمية الاقتصادية "سنرى اندفاعاً للقاعدة، وسنرى جماعات جهادية أخرى تندفع"، وبالنسبة لأوباما، فإن المساعدات الاقتصادية هدفها مساعدة الشعب المصرى لتحقيق تطلعاته التى تشبه تطلعات الشباب الأمريكى، "الوظائف والإسكان والتعليم". بمعنى آخر، يقول ترايجر، إن كلا المرشحين يرى المساعدات الاقتصادية كعنصر مهم فى إنتاج مستقبل مصرى معتدل سياسياً ومجد اقتصاديا. وحسب اعتقادهما، يدفعان المساعدات اليوم، ويجنيان الثمار لاحقاً، ربما فى وقت لاحق بعيد. ويشير ترايجر إلى أن مشكلة هذا الاتجاه أنه يتجاهل ما يفعله قادة مصر الإسلاميون الآن، فبالإضافة إلى القيود المفروضة على حقوق المرأة، فإن مسودة الدستور تنكر الحقوق الدينية للشيعة والبهائيين، على حد قوله.. ويشير ترايجر إلى أن أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين فى البرلمان السابق أخبره فى تبرير إنكار حقوق البهائيين، أنهم مجموعة شاذة بعيدة تماماً عن الإسلام، فى حين لا يزال القضاء المصرى يواصل ملاحقة مزدرى الأديان. ويمضى خبير معهد واشنطن قائلا، إن السياسة الخارجية لمصر أيضاً تبعث على القلق، فكان الجيش المصرى بطيئاً فى الرد على الإرهاب فى سيناء غير المستقرة، حيثما يمكن أن يجد تنظيم القاعدة موطئ قدم له. كما أن الرئيس محمد مرسى انتظر يومين كاملين بعد الهجوم على السفارة الأمريكية فى القاهرة قبل أن ينتقدها، كما التقطته الكاميرت مؤخرا وهو يقول آمين لدعوة خطيب الجمعة وهو يدعو على اليهود بالشتات والتدمير. ويرى ترايجر أن تلك المؤشرات تدل على أن مصر تنزلق بالفعل نحو نوع من التطرف الذى يريد رومنى، وهو على حق فى ذلك، منعه، وهذا سيمنع الازدهار الاقتصادى الذى يريده الرئيس أوباما لمصر وهو على حق فيه أيضا. وهذا هو السبب الذى يجعل من الضرورى أن يقوم الرئيس القادم بالعمل على كسر هذه الاتجاهات بأقصى بسرعة ممكنة قبل أن تتصلب. ويؤكد ترايجر أن المساعدات الاقتصادية الأمريكية التى تقدر حالياً ب250 مليون دولار، هى أداة يمكن استخدامها لتحقيق هذه الغاية، كما أن التأثير الأمريكى فى المنظمات الاقتصادية الدولية كصندوق النقد الدولى الذى تسعى مصر للحصول على قرض منه يمثل أداة أخرى. ويدعو الكاتب الإدارة القادمة إلى ربط المساعدات المباشرة وغير المباشرة لمصر بتعزيز التسامح فى الداخل والعلاقات السلمية فى الخارج. ويشدد على أن هذه الخطوة لا تمثل فقط سياسات حكيمة، بل هى سياسة جيدة أيضاً، فبحسب استطلاع أجراه معهد جالوب فى يناير 2011، فإن 59% من الأمريكيين يفضلون قطع المساعدات الأجنبية بأغلبية بين الديمقراطيين والجمهوريين، والأمريكيون لا يريدون إرسال أموال إلى الخارج ولن يكونوا متحمسين على وجه الخصوص إزاء إرسال أموال دافعى الضرائب لدول تتجه نحو الحكم الدينى بدلاً من الديمقراطية. وختم الخبير الأمريكى مقاله قائلا، إن كلا المرشحين بالطبع يؤيد ربط المساعدات لمصر بالتزامها بالسلام مع إسرائيل، لكن مع رؤية أوباما ورومنى للمصالح الأمريكية فى مصر، باعتبارها أغلى بساطة من الحفاظ على المعاهدة، فإن كلا المرشحين يمكن أن يستفديا من توضيح كيفية يمكنها متابعة هذه المصالح.