انتقد إريك ترايجر، الخبير فى شئون مصر بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الطريقة التى تعامل بها الإعلام الأمريكى مع المرشح فى انتخابات الرئاسى عبد المنعم أبو الفتوح، والذى وصفه بأنه مرشح معتدل. وقال ترايجر فى مقال له بمجلة "نيو ريباببلك" الأمريكية إن أبو الفتوح كان قوة بارزة فى حركات الطلاب الإسلامية فى السبعينيات، وأحد رجال الإخوان المسلمين والذى قام بمساعدة المجاهدين فى أفغانستان فى الثمانينيات على حد قول المجلة كما كان عضوا لمكتب الإرشاد فى الجماعة لمدة 22 عاما، وليس مستغربا حصوله على تأييد الحركات السلفية كالدعوة السياسية وذراعها السياسى حزب النور إلى جانب تأييد الجماعة الإسلامية التى تعتبرها الولاياتالمتحدة منظمة إرهابية. ويتابع ترايجر قائلا، إن الإعلام الأمريكى يجد صعوبة فى الاعتراف بالحقيقة المزعجة بأن السباق الرئاسى الآن هو تنافس بين إسلاميين دينيين من ناحية مثل مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسى، وأبو الفتوح، وبين مسئولى نظام مبارك السابق من الأتوقراط كعمرو موسى وأحمد شفيق. لكن بدلا من ذلك، تعاملت كبريات الصحف الأمريكية مع أبو الفتوح كبطل، فوصفته صحيفة وول ستريت جورنال بالليبرالية نسبيا، فى حين أطلقت عليه نيويورك تايمز وصف ليبرالى صراحة لكن أى قراءة حكيمة لسجل أبو الفتوح تتناقض مع هذه الأوصاف على حد قول الكاتب. ويمضى الكاتب فى القول إن وصف أبو الفتوح بالإسلامى الليبرالى ناتجة عن وجهات نظره فى المشاركة السياسية إلى حد طويل، كما أنه يشير فى مذكراته إلى حق المرأة فى الترشح للمناصب السياسية، ويؤيد كذلك حق المسيحيين للترشح للرئاسة. وهذه المواقف وضعته فى خلاف مع زملائه الأكثر أصولية فى الإخوان المسلمين ومن بينهم خصمه فى السباق محمد مرسى، وكان ذلك أحد أسباب طرده من مكتب الإرشاد عام 2009. لكن هذ لم يكن السبب الرئيسى، ويقول ترايجر إن أبو الفتوح قال له فى مقابلة فى مارس 2011 إن خلافاته مع أعضاء مكتب الإرشاد كانت حول البنية الداخلية الديكتاتورية للجماعة، حيث كان يريد إصلاحها بوضع قيود زمنية، فكان يريد بقاء العضو فى مكتب الإرشاد لثمان سنوات فقط، وطلب من 13 عضوا ترك المكتب لكنهم رفضوا. وبرغم خروجه من إدارة الجماعة إلا أنه ظل ملتزما بها. ويشير خبير معهد واشنطن إلى أن خروج أبو الفتوح من الإخوان لا يعنى اعتداله، فقد استمر فى تبنى الهدف الأساسى للإخوان فى تأسيس نظام قانونى يستند إلى الشريعة. وفى هذا السياق يدعو برنامجه الانتخابى إلى تطبيق الشريعة كمفهوم شامل لتحقيق المصالح الأساسية للناس والتى تشكل إنهاء الفقر والبطالة والفساد والانحراف. وفى نهاية مقاله، يقول ترايجر إنه من المستحيل معرفة ما إذا كان أبو الفتوح سينتخب، فهذا القرار فى يد الشعب المصرى، لكن مسئولية الإعلام الأمريكى إعداد الشعب الأمريكى لما يمكن أن يكون قادما. فإذا أنتخب أبو الفتوح فإن سيخلق مجموعة من التحديات للولايات المتحدة ولكثير من المصريين. والتقليل من أهمية هذه التحديات بالإدعاء أنه شخص إسلامى منذ زمن بعيد هو ليبرالى تقدمى لن يحل بالتأكيد تلك التحديات.