ربما يبدو الموضوعان مختلفين وهما تصريح الأخ عصام العريان عن تسجيل مكالمات الرئاسة، وما فعله رئيس مجلس الشورى وتابعه المجلس الاعلى للصحافة من إقالة للزميل جمال عبد الرحيم رئيس تحرير الجمهورية، ما صرح به العريان حول أزمة النائب العام وقوله إن الرئاسة سجلت له مكالمته وموافقته أن يترك منصبه ويعين سفيراً فى الفاتيكان ثم «ردحه» وسبابه للإعلام والاعلاميين يعطى انطباعاً أن عصام العريان ليس مجرد قيادى اخوانى ولكن ممارساته وتصريحاته وقذائفه لكل من يختلف مع الاخوان أو الرئيس فى الرأى توحى بأنه يمثل شخصية ما تحرك كل شئ من خلف الستار، هو يريد بصوته الأعلى و(فاجوميته) مع الاعتذار لعمنا الفاجومى الأكبر أحمد فؤاد نجم أن يقول لنا إنه الأقوى هو ومن يمثله، وأنه صاحب الأمر والنهى وأن الرئيس لا يستطيع فعل شئ بدونه وانه يحرك كل الفريق الرئاسى بالريموت كنترول، ومن لا يصدقنى يستعيد ويسترجع تصريحات العريان وقذائفه، لا يمكن لرجل أن يمتلك هذه القدرة على الهجوم بل والتجاسر على سب الآخرين من دون أن يكون خلفه من يسنده ويشجعه على فعل ذلك، لكن هل يدرى الدكتور العريان انه بذلك يخسر ويسىء لجماعة الاخوان وللرئيس وقبلهم لمصر.. نعم شئنا أم أبينا الحزب والجماعة جزء كبير من منظومة مصر السياسية وشئنا أم أبينا رئيس الدولة خارج من رحم هذا الحزب والجماعة - رغم تقديمه الاستقالة مؤخراً جداً فى اجتماع الحزب - إذن أى كلام أو تصرف أو سباب يصدر من العريان هو يعرى الجماعة و الوطن و الرئيس ويقطع جسور التواصل مع غيرهم، ولذلك أسعدنى كلام نائب رئيس الجمهورية المستشار محمود مكى أن بعض رموز الاخوان يسيئون للرئيس ويجب ألا يستمع لهم أحد باعتبارهم ممثلين للرئيس بل هم يمثلون أنفسهم فقط، لكن ماذا إذا كان هؤلاء يقولون إنهم يمثلون وجهة نظر الرئيس ويصرون على ذلك؟ ألا يجب على الرئيس أو من ينوب عنه أو يمثله أن يستنكر ذلك؟ شئ كهذا حدث مع جمال عبد الرحيم رئيس تحرير الجمهورية الذى أقاله الأخ أحمد فهمى بسبب خبر نشر عن المشير وعنان وقام الزميل بتحويل المحرر الذى كتبه للتحقيق، والسؤال هل من حق مجلس الشورى وتابعه المجلس الاعلى للصحافة أن يفعل ذلك، وهل تنص اللائحة أو قانون المجلس على ذلك؟ الإجابة كلا، لان هناك إجراءات معقدة جداً حتى يتم إقالة رئيس التحرير وأهمها ان تكون النقابة طرفاً ضليعاً فى التحقيق أو متابعة الأمر.. والشىء المؤسف حقاً أننا نرى فى عهد سيطرة الاخوان على مجلس الشورى والمجلس الأعلى للصحافة مالم نره فى عهد حسنى مبارك وللأسف نقابة الصحفيين مشروخة ومنقسمة بل والأنكد أن رئيس التحرير المفصول هو عضو مجلس نقابة منتخب ونقابى قديم يعنى ضربوه فى عقر داره، وحتى كتابة هذه السطور الزملاء فى الجمهورية يرفضون إقالته والصحفيون متضامنون مع جمال عبد الرحيم، لكن ماذا نفعل إذا كان الأخ احمد فهمى وتابعه ملكيين أكثر من الملك و«حزب وطنيون» أكثر من الحرية و العدالة، هل نترحم على أيام مصطفى كمال حلمى وصفوت الشريف.. لا لن نفعل لان نضال الصحفيين ضد قمع السلطة و السلطان لا يجب أن يتوقف، فالحرية ثمنها غال، وكما يقول شوقى «وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق» (ملحوظة): بعد كتابة هذا المقال نشرت نتائج انتخابات حزب الحرية والعدالة والتى علمت منها هزيمة الدكتور عصام العريان أمام الدكتور الكتاتنى وفوز الأخير بنسبة 67% وللأمانة تصاعد داخلى شعور بالفرحة لأن هذه نهاية كل طاووس مغرور ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع، ومبروك يا دكتور كتاتنى، السؤال هل يغامر الإخوان بتصعيد العريان لرئاسة البرلمان القادم ليفوز الشاطر ويهيمن على المرشد وعلى مقاليد الجماعة و السلطة فى مصر؟.