يعيش المتعاملون فى السوق المصرى حالة من عدم القدرة على اتخاذ قرار بالشراء أو البيع وسط ضعف واضح فى السيولة وأجواء القلق والترقب المحيطة بالتطورات السياسية وخاصة المتعلقة بصياغة دستور جديد للبلاد. ويهدد شح السيولة الواضح بالسوق بعد ابتعاد قيم التداول مرة أخرى عن مستوى المليار جنيه قدرة السوق على مواصلة الصعود لاختراق مستوى 6000 نقطة بعد تحول مستوى 5800 إلى نقطة دعم. وبينما تركزت مشتريات المؤسسات الأجنبية بقوة على سهم البنك التجارى الدولى خلال الأسبوع الجارى كان المتعاملون الأفراد المصريين يبيعون بقوة أيضا الأسهم التى بين أيديهم وخاصة من أسهم المضاربات. ويتوقع محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لإدارة صناديق الاستثمار، أن تتحرك السوق عرضيا الأسبوع المقبل مع ميل نحو النزول بسبب نقص السيولة واتجاه الأسهم لموجة جنى أرباح قصيرة. وقال "السيولة ضعيفة جدا بالسوق، سنرى انتقالا للسيولة الموجودة من الأسهم القيادية إلى الأسهم الصغيرة والمتوسطة من خلال عودة الأفراد المصريين للشراء واتجاه المؤسسات للبيع." وبدوره يرى هانى حلمى رئيس مجلس إدارة شركة الشروق للوساطة فى الأوراق المالية أن السوق سيتحرك عرضيا وأن المحرك الرئيسى للسوق الآن هو الأخبار السياسية وخاصة المتعلقة بالدستور والمشاكل التى تحيط به. وقال حلمى "لابد ألا ننسى أن السوق يصعد الآن بسيولة ضعيفة وهذا أمر مقلق". وشهدت صياغة الدستور الذى أعلن عن المسودة المبدئية له الأسبوع الماضى جدلا بين الإسلاميين والليبراليين بشأن دور الإسلام فى حكم أكبر الدول العربية سكانا. وامتد الجدل إلى حقوق المرأة والأقليات الدينية وحرية التعبير. وتترقب مصر الأسبوع المقبل فصل القضاء فى أكثر من 40 دعوى قضائية رفعها ليبراليون تطالب بحل الجمعية التأسيسية التى تكتب مسودة الدستور. ويقول الليبراليون أن الجمعية يغلب عليها الإسلاميون ولا تمثل مختلف الفئات الاجتماعية فيما يقول الإسلاميون أن الجمعية متوازنة. وقد يكون لاحتجاجات مقررة غدا الجمعة أثر واضح فى تعاملات الأسبوع المقبل إذا اتسمت بالعنف. ويعتزم عدد من الأحزاب السياسية والحركة الاحتجاجية تنظيم مليونية "مصر مش عزبة.. مصر لكل المصريين" للمطالبة بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور. وقال حلمى "لن يتأثر السوق باحتجاجات الغد بالتحرير إلا فى حالة تحولها إلى أعمال عنف." وكانت البورصة قد انخفضت الأحد الماضى عقب احتجاجات عنيفة شهدها ميدان التحرير يوم الجمعة وأصيب فيها 147 شخصا. ولا يتوقع كريم عبد العزيز الرئيس التنفيذى لصناديق الاستثمار بشركة الأهلى أى تأثير لاحتجاجات الغد على معاملات الأسبوع القادم. وقال عبد العزيز "السوق سيواصل الصعود. هناك مشتر واضح فى السوق بخلاف مشتريات الأجانب القوية على مدار الجلسات الماضية." وبعد هبوطها فى أول جلستين تحولت السوق للصعود لتنهى الأسبوع على ارتفاع مواصلة مكاسبها للأسبوع الثانى لتبلغ مكاسب المؤشر الرئيسى هذا الأسبوع نحو 1.4% حتى الساعة 1110 بتوقيت جرينتش من جلسة اليوم. ويتوقع عبد الرحمن لبيب رئيس مجلس إدارة شركة ستاليون انفستمنت أن يستهدف المؤشر الرئيسى مستوى 6000 نقطة خلال معاملات الأسبوع المقبل مع استمرار صعود السوق. لكن إيهاب سعيد رئيس قسم البحوث بشركة أصول للوساطة فى الأوراق المالية يرى أن السوق سيتحرك بشكل عرضى بين 5800-6000 نقطة. وقال "سنبدأ إجازة عيد الأضحى نهاية الأسبوع المقبل ولا يعرف أحد ما قد يحدث خلال فترة الإجازة." وقال البنك المركزى والبورصة اليوم، إن عطلة عيد الأضحى ستبدأ الخميس 25 أكتوبر وتستمر حتى يوم الأحد 28 أكتوبر مع استئناف العمل يوم الاثنين.