ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن الإجراءات الإيرانية الصارمة التى اعتمدتها مؤخرا لتقوية عملتها أمام الدولار كان لها نتائج عكسية على الساحة المحلية. وأوضحت الصحيفة فى تقرير أوردته اليوم على موقعها الإلكترونى أن القيود الجديدة التى فرضتها إيران على تجارة العملة غير الرسمية، أثرت بشكل كبير على العديد من العملاء الذين يريدون بيع الريال فى أفضل معدل له تحسبا لانخفاضه مرة أخرى، كما رفض العديد من تجار العملة المصرح لهم بيع عملات أجنبية بكميات كبيرة واستأجر البعض شركات أمن خاصة لتنظيم تدفق العملاء. وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن إيران سعت إلى تقوية الريال الإيرانى أمام الدولار عن طريق الإغلاق القسرى لسوق العملات فى طهران، فضلا عن إلقائها القبض على المئات من المتداولين فى أعقاب انهيار قيمة الريال وما تبعه من تراجع اقتصاد البلاد وهو ما أشعل احتجاجات واسعة فى البلاد الأسبوع الماضى. وأشارت الصحيفة إلى أن قوات الشرطة بدورها أغلقت جميع محال صرف العملات الكائنة فى وسط العاصمة الإيرانيةطهران ولم تترك غير عدد قليل من تلك المحال التى تعمل بموجب ترخيص من البنك المركزي. وأكدت الصحيفة ، أن إيران اعتمدت إجراء أخر لتأمين العملة ، يتمحور فى استخدام العملة الأجنبية فقط فى شراء الواردات الأكثر أهمية ، فيما قال عضو برلمانى إن جميع واردات الرفاهية ممنوعة حتى تستقر الأوضاع. وقالت الصحيفة ، إن حكومة إيران وقادتها يعتبرون أزمة العملة مؤامرة دبرها أعداء إيران لإضعاف اقتصادها الذى يواجه مشاكل خطيرة ، كذلك سوء إدارة الحكومة وأثار العقوبات المفروضة عليها من قبل دول الغرب بسبب برنامجها النووى المثير للجدل . وأشارت الصحيفة إلى أن هذه العقوبات التى قوضت قدرة إيران على بيع نفطها وإجراء تعاملات مالية دولية ، قد ساهمت فى ارتفاع أسعار الواردات وفى فقدان الثقة فى الريال مما زاد من حالات التضخم.