هددت هيئة التنمية السياحية بإلغاء قرار التخصص، وسحب 20 مليون متر بمركز الجمشة بالغردقة، من شركة "داماك" الإماراتية، بعد فشل مفاوضات الشركة لتسديد 50 مليون جنيه, تكلفة نقل خط البترول، الممتد بطول 8 كيلو بالأرض المخصصة لها. وقد أعلنت الشركة العامة للبترول حالة الطوارئ لإيقاف ينابيع البترول التى تفجرت، نتيجة حدوث تسرب من طبقات الأرض التى كانت تحتوى على حقل بترول منذ 1942، لمواجهة التلوث الناتج عن الزيت المتسرب, وتم استدعاء شركة بيسكو المتخصصة لخدمات البترول لإغلاق هذه الآبار بإقامة سدود من الشباك بالفوم العائم لحجز الزيت الخام، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل. ويقول الدكتور محمود حنفى المستشار البيئى بمحافظة البحر الأحمر، إن تسرب زيت البترول الخام فى منطقة الجمشة عند الكيلو 60 بطول ساحل البحر، نتج فى الأول عن ظهور فقعات من غاز كبرتيد الأيدروجين فى المنطقة الشاطئية، حيث كان موقع التسرب بطول 2 كيلو, وفجأة ظهر خروج زيت البترول الخام على طول المساحة، وبدأت الأجهزة المعنية ومركز مكافحة تلوث الشواطئ التابع لوزارة البترول، وجهاز محميات البيئة بالتحرك لإنقاذ الموقف، خاصة قبل حدوث كارثة بيئية واقتصادية تؤثر على مستقبل المخزون السمكى والثروة البحرية من شعب مرجانية. وشن إبراهيم زهران خبير البترول، وبوصفه رئيس شركة سابق فى المنطقة التى حدث فيها المشكلة، هجوماً حاداً على الوزارة لتفريطها فى أرض مازال البترول يخرج منها حتى الآن، رغم توقف العمل فى الحقل من فترة طويلة. وأضاف زهران، أن الوزارة خالفت البروتوكول الموقع بين وزارة البترول والسياحة عام 1994، القاضى بأن المنطقة شمال خط 2727 هى أرض نشاط بترولى، وليست منطقة سياحية، نظراً للاحتمالية الكبيرة لخروج الزيت البترولى منها. وعن الوضع الآن بعد التسرب الأخير، قال بأن الحل الوحيد أن تعوض داماك بأرض أخرى، خاصة وأن التسرب كان ضخماً حتى وصل ل3000 برميل، وضرورة تسليم هذه الأرض للحكومة فوراً، لأنه لا يعقل أن تقيم مشروعاً سياحياً، ثم يفاجئك تسرب بترولى جديد، وشدد زهران على وجوب تفعيل البروتوكول وإبعاد المناطق التى يحتمل وجود بترول فيها عن المشاريع السياحية، وإلا يعتبر ذلك تفريطاً فى ثروة قومية. من جانبه، قرر النائب أوديد عوض الله عضو لجنة الطاقة بمجلس الشعب بتقديم مذكرة لعرضها على وزير البترول لإنقاذ الموقف، وتنمية حقول البترول القديمة فى منطقة الجمشة ورأس العش والغردقة, حيث توجد مناطق مجاورة لها بها اكتشافات جديدة بحقل وادى دارة ووادى سهل بالغردقة.