صفوت العالم: مبارك من أنصار اللقاءات السريعة.. والسادات كان له وضعه الإعلامى.. ومرسى يحاول تقليل أخطائه هشام عطية: اللقاءات التليفزيونية للرؤساء لا تأتى بمبادرات إعلامية ولكن برغبة من الرئاسة سامى عبد العزيز: من الصعب وجود علاقة مهنية بين الرئيس والمحاور لأن الأخير مستعد دائما للانحناء «حوارات الرؤساء مع الإعلاميين تكون معدة سلفا بأسئلتها وإجاباتها ومذيعيها، ويكون الهدف منها تلميع الرئيس، أو الدعاية له»، هذا ما يتفق عليه خبراء الإعلام فى تحليلهم للعلاقة بين الرؤساء والإعلام ولخطاباتهم ولقاءاتهم التليفزيونية، ويرى الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة أن هذا النوع من اللقاءات يكون «كرنفاليا»، ومن صنع فريق الرئيس الذى يحدد الأسئلة ويضع سيناريوهات متعددة قبل اللقاء فى إطار تدشين حملات للرئيس لتمرير تصريحات معينة، فالأسئلة تكون جاهزة وكذلك الإجابات، والسبق فى تلك الحوارات يكون دوريا ومجهزا له من قبل، حيث يكون لكل جريدة وقت معين ليظهر الرئيس على صفحاتها، أما اللقاءات التليفزيونية فكان الرئيس المخلوع مبارك من أنصار اللقاءات السريعة الأقرب للتقرير، أما السادات فكان يجيد اللغة العربية وحياته مليئة بالأدوار والأحداث التاريخية، وهذا النوع يملك أدوات الإعلام وأدوات التعبير ولا يضع نفسه فى مأزق، وبقدر وضعه السياسى كان له وضعه الإعلامى. ويوضح العالم أن آلية الإعلام مع مرسى مختلفة حتى الآن، فمع مرور الوقت يكتسب الرئيس درجة من الثقة ولديه محاولات عديدة لتقليل أخطائه من خلال مخاطبة طبقات الشعب المختلفة، وعن الحوار الأخير للرئيس مرسى أشار العالم إلى أن الأداء مازال تحكمه النظرة التقليدية فى محاورة الرئيس بسبب فقدان التليفزيون للمذيع صاحب الجماهيرية مثل أحمد سمير ومحمود سلطان. ويشير عطية إلى أن أحد أهم المساوئ فى الإعلام أنه نشأ فى رعاية السلطة وأنه تابع لها وتحت سيطرتها، وبالتالى يقدم حكما يفتقد للدقة، فعندما نتابع اللقاءات التليفزيونية تحت إشراف وزراء الإعلام نجد أنها خارج ساحة التلقائية والجرأة والتفاعلية التى تتم بها الحوارات التليفزيونية فى الغرب. ويوضح عطية أن اللقاءات التليفزيونية مع الرؤساء فى مصر لا تتم بمبادرات إعلامية، ولكن من خلال رغبة رئاسية أو توصية من السلطة لجهاز الإعلام، فالرئاسة أحيانا ترى أنه فى وقت معين من المناسب فيه إجراء حوار تليفزيونى يتم اختيار موضوعاته ومحاوره وأسئلته وأيضا مونتاجه، وبذلك يفتقد الحوار لشروطه كحوار يهم الرأى العام. ويؤكد عطية أن كل الحوارات التليفزيونية مقصود بها إظهار مواقف السلطة فى موضوعات بعينها أو ربما توصيل رسالة للعالم الخارجى، وأنه لا يمكن لنا أن نتحدث عن حوار رئاسى يهم الرأى العام إلا إذا كان المذيع مهنيا بالدرجة الأولى ولا يتبع السلطة. ويقول عطية لدى مقترح، وهو أن يقوم وزير الإعلام إذا أراد أن يدلل على حدوث تغيير فى مساحة الحرية بدعوة الإعلاميين المستقلين لإجراء حوار مع الرئيس بشكل مباشر ليكون اختبارا للمصداقية، وفى هذه الحالة أستطيع أن أتحدث عن وجود مناخ ديمقراطى فى التليفزيون. ويرى الدكتور سامى عبدالعزيز عميد كلية الإعلام السابق أنه من النادر وجود علاقة مهنية جادة حتى لو كانت بين محاور ورئيس، فالمحاور يذهب للرئيس وهو على استعداد للانحناء له لأنه يشعر وقتها أنه نال الشرف الأعظم. ويشير عبدالعزيز إلى أن الحوارات فى كثير من الأحيان تكون جاهزة من قبل الرئاسة، وإذا لم يحدث ذلك تتم مراجعة الأسئلة وإضافة بعضها أو حذف بعضها ويصل الأمر كثيرا لاختلاق معركة وهمية بين المحاور والرئيس لإقناع المشاهد بقدر الحرية والديمقراطية وأن درجة الحوار وصلت لمرحلة متقدمة. موضوعات متعلقة.. ◄علا الشافعى تكتب.. الإعلام والرؤساء .. علاقة غامضة تحكمها الأنظمة السياسية المتعاقبة ◄عماد أديب حاور السادات ومبارك.. ومتهم بالدعاية للمخلوع ◄مفيد فوزى.. محاور مبارك "الخصوصى" ◄"همت مصطفى" أشهر من حاورت السادات.. وشائعة زواجهما انتشرت بعد رحيله