أعرب الرئيس مرسى عن تجديد استعداد مصر للمشاركة فى عمليات تدريب عناصر من قوات الأمن الصومالى فى إطار حرص مصر على مساندة العملية السياسية الجارية فى الصومال، وهيكلة الأجهزة الأمنية الصومالية، والجيش وحرس السواحل الصومالية، كما رحب بالتعاون فى هذا المجال مع الأطراف الدولية المعنية. وأعلن أن مصر تؤكد مجدداً على استعداداها للتعاون مع الأشقاء فى الصومال على الصعيد الفكرى فى تصحيح الفهم الخاطئ من خلال مؤسسة "الأزهر الشريف" التى تتمتع بمكانة كبيرة فى العالم الإسلامى، وتلعب دوراً هاماً فى نشر مبادئ الإسلام الصحيح ومكافحة التطرف والفكر المتشدد. وقال خلال قمة مصغرة لمناقشة أوضاع الصومال: إننا على قناعة من أن انتشار الفهم الخاطئ لتعاليم الدين الإسلامى، والابتعاد عن سماحة الإسلام ووسطيته واختيار طريق التشدد والتطرف، تعد من أبرز الأسباب التى أدت إلى إطالة أمد الصراع فى الصومال، وإلى زيادة موجات العنف والإرهاب التى ضربت الصومال وروعت مواطنيه خلال السنوات الماضية. وشدد على أهمية مقارعة الفكر بالفكر، والحجة بالحجة، وعلى محاربة التطرف ليس باستخدام القوة فحسب، وإنما بالحرص على نشر صحيح الدين الإسلامى الذى نهى عن قتل النفس التى حرم الله إلا بالحق. وقال إن هذه التطورات تدشن لبداية مرحلة جديدة فى الصومال، مرحلة سوف تشهد العديد من التحديات أمام المساعى والجهود القائمة لتحقيق الاستقرار والأمن والتنمية فى الصومال، وعلى رأسها تلك المتعلقة بتمكين الحكومة الصومالية من القيام بدورها والوفاء بالتزاماتها تجاه المواطنين الصوماليين وحياتهم اليومية، وتوفير الخدمات الأساسية من غذاء وصحة وتعليم لكافة أطياف الشعب الصومالى، وخاصة فى المناطق التى تم تحريرها واستعادة السيطرة عليها مؤخراً من قبضة الجماعات المتطرفة، وذلك إضافة إلى التحدى الخاص بتطوير وتأهيل قطاعى الأمن والعدالة الصوماليين حتى يكونا قادرين على القيام بدورهما فى ردع عوامل عدم الاستقرار فى الصومال، وضبط ومحاسبة العناصر التى تمثل تهديداً لأمن الصومال وسلامة مواطنيه، إن هذه التحديات تحتم على كافة الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالشأن الصومالى تجديد التزامها بدعم ومساندة الصومال حكومةً وشعباً لمواجهتها وتجاوزها. وأضاف مرسى: إن الدعم المصرى للصومال فى كافة المجالات، وإسهام مصر المتواصل فى عملية التنمية البشرية وبناء القدرات الصومالية، لم يتوقف على مدار السنوات العديدة الماضية، وقد تزايد هذا الدعم بشكل ملموس مؤخراً، بدايةً من تقديم مصر 100 منحة دراسية جامعية سنوياً للطلاب الصوماليين فى مختلف التخصصات، و80 منحة أخرى للدراسة الدينية فى جامعة "الأزهر الشريف" والمعاهد التابعة لها، ومروراً بالعدد الكبير من الدورات التدريبية السنوية للكوادر الصومالية فى مجالات الدبلوماسية والقضاء والزراعة والصحة وإدارة الموارد المائية، والمجالات العسكرية والأمنية، ووصولاً إلى المساعدات الإنسانية التى قدمتها مصر للشعب الصومالى لتجاوز آثار أزمة موجة الجفاف والمجاعة التى ضربت الصومال خلال السنوات الماضية والتى وصلت قيمتها إلى قرابة 70 مليون جنيه مصرى، وهو الدور الذى أؤكد لكم أن مصر سوف تواصل القيام به خلال المرحلة المقبلة. وأكد على تقدير مصر البالغ لجهود وتضحيات بعثة قوات الاتحاد الأفريقى فى الصومال "الأميصوم"، ولكافة الدول الأفريقية المشاركة بقواتها فى هذه البعثة، حيث إن الدور الذى قامت وتقوم به "الأميصوم" فى الصومال منذ توليها لمهامها هو الأساس الحقيقى حتى الآن لمظاهر الأمن والاستقرار التى بدأت فى الظهور فى العديد من أنحاء الصومال. وفى هذا السياق، فإن مصر لا تزال على قناعة بأهمية أن تنتقل البعثة وقواتها إلى العمل تحت مظلة الأممالمتحدة، وذلك بما يضمن توسيع نطاق المشاركة فيها، وبحيث تصبح جزءاً من آلية دولية معنية بالصومال. وختاماً، أعرب مرة أخرى عن تقديره لعقد هذا المؤتمر فى هذا التوقيت الهام، الأمر الذى يؤكد على حجم الاهتمام الدولى بالخروج بالصومال من أزمته طويلة الأمد، وعلى التزامنا جميعاً بدعم الجهود الرامية لتحقيق تطلعات الشعب الصومالى للتنمية والرفاهية، داعياً الله عز وجل أن يعم الأمن والسلام والاستقرار كافة أرجاء الصومال الموحد. موضوعات متعلقة.. ◄مرسى يلتقى رئيس إندونيسيا لبحث تطورات الأوضاع على الساحة الإقليمية ◄مرسى فى كلمته أمام الأممالمتحدة: نحب من يحب الرسول ونعادى من يعاديه.. نضع العالم أمام مسئوليته فى وضع حد للاستيطان فى فلسطين.. الدم الذى يسيل على أرض سوريا الحبيبة أثمن من أن يهدر ليل نهار ◄مرسى للأمم المتحدة: أنا أول رئيس مصرى منتخب بإرادة شعبية ◄مرسى: إذا لم يتحقق السلام فلا معنى ل"كامب ديفيد" ◄فى يوم دولى حافل.. مرسى يلتقى هولاند وكاميرون وأمير قطر بنيويورك.. وغياب أردوغان يؤجل اجتماع المبادرة العربية.. ولقاء مرتقب بأمين عام الأممالمتحدة ورئيسة الأرجنتين