قال الرئيس محمد مرسي إن مصر مستعدة للمشاركة في عمليات تدريب عناصر من قوات الأمن والجيش وحرس السواحل الصومالية، بالتعاون مع الأطراف الدولية المعنية، حرصا على مساندة العملية السياسية الجارية في الصومال، وهيكلة الأجهزة الأمنية الصومالية. وأضاف الرئيس مرسي، خلال كلمته مساء الأربعاء في القمة المصغرة التي دعا إليها السكرتير العام للأمم المتحدة على هامش الجمعية العامة، أن انتشار الفهم الخاطئ لتعاليم الدين الإسلامي، والابتعاد عن سماحة الإسلام ووسطيته واختيار طريق التشدد والتطرف، من أبرز الأسباب التي أدت إلى إطالة أمد الصراع في الصومال، وإلى زيادة موجات العنف والإرهاب التي ضربت الصومال وروعت مواطنيه خلال السنوات الماضية. وشدد الرئيس، في كلمته أمام القمة التي حضرها كل من سكرتير عام منظمة الأممالمتحدة، وحسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، وجان بينج، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وعدد من الرؤساء، على أهمية مقارعة الفكر بالفكر، والحجة بالحجة، وعلى أن محاربة التطرف لا تكون باستخدام القوة فحسب، وإنما بالحرص على نشر صحيح الدين الإسلامي الذي نهي عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق. وأشار إلى أن مصر مستعدة للتعاون مع الصومال على هذا الصعيد، من خلال مؤسسة الأزهر التي تتمتع بمكانة كبيرة في العالم الإسلامي، وتلعب دورا هاما في نشر مبادئ الإسلام الصحيح ومكافحة التطرف والفكر المتشدد. وهنأ الرئيس مرسي في كلمته حسن شيخ محمود، الرئيس الجديد لجمهورية الصومال، بمناسبة انتخابه لهذا المنصب، متمنيا له النجاح والتوفيق في جهوده لاستكمال مسيرة تحقيق المصالحة السياسية والوطنية في الصومال، وتلبية تطلعات الشعب الصومالي للسلام والاستقرار والتنمية. وقال إن الصومال تواجه تحديا خاصا بتطوير وتأهيل قطاعي الأمن والعدالة الصوماليين حتى يكونا قادرين على القيام بدورهما في ردع عوامل عدم الاستقرار في الصومال، وضبط ومحاسبة العناصر التي تمثل تهديدا لأمن الصومال وسلامة مواطنيه، مشيرا إلى أن هذه التحديات تحتم على كل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالشأن الصومالي تجديد التزامها بدعم ومساندة الصومال حكومة وشعبا لمواجهتها وتجاوزها. ولفت إلى أن الدعم المصري للصومال لم يتوقف على مدار السنوات العديدة الماضية، بداية من تقديم مصر 100 منحة دراسية جامعية سنويا للطلاب الصوماليين في مختلف التخصصات، و80 منحة أخرى للدراسة الدينية في جامعة الأزهر والمعاهد التابعة لها، وصولا إلى المساعدات الإنسانية التي قدمتها مصر للشعب الصومالي لتجاوز آثار أزمة موجة الجفاف والمجاعة التي ضربت الصومال خلال السنوات الماضية والتي وصلت قيمتها إلى قرابة 70 مليون جنيه مصري.