* اضطررت لتعديل سيناريو فيلم "القذافى" بعد وفاته غير المنطقية.. وأرى أنه تعرض لظلم كبير * الجيش هو من يحمى المصريين وليس الرئيس.. وأطالب مرسى بتكريمى عن رواية "المخبول" * فتاوى بعض المشايخ أشبه "بالهرتكة".. وربنا لم يعط توكيلات لأحد حتى يقيمنا دينيا دائما ما تكون آراء وتصريحات الفنان محيى إسماعيل غير مألوفة، وأحيانا صادمة جدا، وقد تحدث إسماعيل فى حواره ل«اليوم السابع» عن رأيه فى جماعة الإخوان، وكشف عما يطالب به الرئيس محمد مرسى، بالإضافة لآخر تطورات مشروعه السينمائى عن الرئيس الراحل معمر القذافى. ◄◄ بعد انهيار عدد من الأنظمة العربية وعلى رأسها نظام الزعيم معمر القذافى، هل تنتوى استكمال مشروعك السينمائى عنه؟ - بالتأكيد سأكمل المشروع، وكانت هناك خطوات جادة تجاه تنفيذه لكنها تعطلت فجأة عقب وفاة الزعيم الليبى، واضطررت لتعديل سيناريو الفيلم، الذى سيتناول ما له وما عليه بحيادية شديدة، وتشبثى بتجسيد شخصية القذافى لكونها ثرية ولها أبعاد قوية، وأنا أميل لتجسيد الشخصيات التاريخية، وأود الإشارة إلى أننى أثناء مقابلتى بالزعيم الراحل وافق على تجسيدى شخصيته وأعطانى مجموعة من كتبه التى تصل ل«22» كتابا، وظللت أكتب فى العمل طوال ثلاث سنوات. ◄◄ استنكرت نهاية «القذافى» ووصفتها بالبشعة، فهل ترى أن هناك مؤامرات كانت ضد العقيد؟ - نهاية القذافى ليست عادلة، ولا تعقل إطلاقا، لأنه لم يعّرض شعبه للظلم مثلما تردد، وهناك بالطبع من تربص به للاستيلاء على البترول، كما أنك تلاحظ رؤساء دول أخرى ما زالوا يتعايشون ويمارسون حياتهم الطبيعية، على الرغم من حدوث ثورات داخل بلادهم. ◄◄ بمناسبة ثورات الربيع العربى، ما توقعاتك للمشهد السياسى المصرى بعد احتكار الرئيس مرسى للسلطة وإحالة المشير طنطاوى والفريق عنان للتقاعد؟ - نحن لا نستطيع أن نتوقع أى نتائج لأن البدايات لا نعرفها، لكننا جميعا إذا تعرضنا لشىء فلن يحمينا سوى الجيش وليس الرئيس، بل إن الجيش هو من يحمى الرئيس أيضا، لكونه يمثل أكبر قوة على الساحة الآن، وكلنا بلا استثناء نعيش على أرض مصر التى تم غزوها على مدار 2213 سنة من فرس وأتراك وأمويين وبيزنطيين وغيرهم، حيث تشكلت الشخصية المصرية، شديدة الذكاء، والدهاء، لكنها عندما تنفجر لا يعلم نتائجها إلا الله. ◄◄ البعض ينتقد كثرة سفريات الرئيس محمد مرسى إلى دول الغرب وتجاهله حالة الاضطراب الداخلى التى تمر بها البلاد، بماذا تفسر ذلك؟ - السياسة مصالح، ونحن نعتبر ولاية أمريكية بحسب اتفاقية كامب ديفيد، حيث أننا نأخذ المعونة، ولا بد من التعامل مع أمريكا لأننا بالنسبة لها أكبر سوق تجارى وهى دائما المستفيدة بخلافنا نحن، لأن القوة تحمى القوة، أما العدالة فتخضع للنقاش، وأمريكا قوية بمواردها ونحن أقوياء بمبادئنا التى من المفترض أن نستخدمها أمام الغزاة. ◄◄ ومن هم الغزاة؟ - أمريكا ◄◄هل تعتقد أن أمريكا هى اليد التى حركت غضب الشعوب لإقامة الثورات بالوطن العربى؟ - أنا دائما بقول حدثت «حرب الله علينا»، لأن طبائع المسلمين أن يكونوا متسامحين ورحماء فيما بينهم، والآن لا نجد إلا القسوة، وربنا عندما يحل اللعنة على شعب، يمنعه من العمل ويمنحه الجدل، ولعلك ترى أننا أصبحنا لا نعمل وساد الإجرام والعنف وقلة الأدب، كما أننا غير واضحين مع بعضنا البعض، ونجاح الشعوب الخارجية قائم على الصدق، حيث يتعاملون بنظام صارم، بخلافنا نحن نتعايش فى فوضى مستمرة. ◄◄ هل ترى أن التيارات المتأسلمة أصبحت تتعامل على الساحة السياسية بمبدأ التكفير والتخوين؟ - كلنا مسلمون و«ربنا لم يعط توكيلات لأحد» حتى يقيمنا دينيا، والرسول عندما وافته المنية لم يوصِ بإقامة دولة الخلافة من بعده، ولم يقل اجعلوها دولة دينية، وأيام الرسول كانت الدولة مدنية وليست دينية، وهناك مقولة تقول: «أنتم أعلم بشؤون دنياكم»، وشؤون الدنيا التى نعيشها الآن هى النت والتكنولوجيا، والقرآن كتاب سماوى لكنه يفسر بمقتضيات العصر، بدون تزمت أو تشدد أو تطرف. ◄◄ ما رأيك فى الممارسات السياسية لجماعة الإخوان المسلمين وهيمنتها على مؤسسات الدولة؟ - جماعة الإخوان حمت الثورة وفى نفس الوقت سرقتها، وأنا أتساءل أين الثوريون؟ أين هم فى الحكومة؟ ولماذا لم تبحث جماعة الإخوان عنهم وتضعهم فى مناصبهم، ونحن نتمنى من الإخوان أن يكونوا مسلمين، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ومسدسه. ◄◄ ماذا تقصد بقولك و«مسدسه» حيث إنها لم تذكر فى الحديث الشريف؟ - عندما يدخل عضو جديد فى جماعة الإخوان لابد أن يحلف اليمين على المصحف والمسدس، ولست أدرى لماذا يحلفون على المسدس، هل من أجل الاغتيالات السياسية؟ وأنا فى رأيى الحلف على المسدس «تطرف»، ونحن لا نرغب أن يحكمنا متطرفون لأننا شعب وسط مدنى، نرفض جميع أساليب القمع والعنف، خاصة بعد قيام الثورة وانتهاء عصر الديكتاتور والفرعون للأبد. ◄◄ خرجت فتاوى صادمة طوال الفترة الأخيرة من بعض مشايخ الفضائيات، ما تحليلك لها؟ - أشبهها بالهر والسفسطة، ومن أغرب الفتاوى التى سمعتها أن نزول المرأة فى البحر حرام لأن البحر «دكر» فهل هذه أمور تعقل؟ نحن نريد أن نعيش فى الواقع بتحقيق مطالب الشعب البسيطة أنبوبة بوتاجاز ورغيف عيش. ◄◄ حدثنا عن مشروع الدكتوارة الذى تفكر فيه منذ فترة؟ - بعد تكريمى من إحدى الجامعات الكندية كرائد لل«سايكو دراما» على مستوى السينما بأكملها، قررت أن أحصل على درجة الدكتوراة فى «السايكو دراما» وسأتخذ الإجراءات بدءا من يناير المقبل، وربما يرجع السبب فى قلة أعمالى لأننى أسعى لاختيار الشخصية المصرية المعقدة، وتلك التعقيدات أتت نتيجة الغزاة الذين غزو مصر، وأؤدى تلك الشخصية بأعصابى ودمى وشرايينى. ◄◄ إلى أين وصل مشروع فيلمك السينمائى «المخبول» المأخوذ عن روايتك التى تنبأت بالثورة؟ - سيناريو العمل مكتوب منذ 5 سنوات ورشح لإخراجه عادل الأعصر، وسبب تأخره ضعف الإمكانيات الإنتاجية الحالية بجهاز السينما، وأنا هنا أطالب رئيس الجمهورية بتكريمى عن رواية «المخبول» التى كتبتها منذ عام 2001 والتى تنبأت فيها بقيام ثورة، وتم طبعها ونفدت عدة مرات، ونشرت فى أكبر دور النشر بأمريكا، وتم تكريمى بالخارج وتجاهلت مصر تكريمى.