بدأ الهجوم على حزب "الدستور" الذى يرأسه الدكتور محمد البرادعى، بفتوى لأحد الشيوخ، ويدعى محمد نظمى الأثرى، نشرها أمس الأول على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" حرم فيها الانضمام للحزب، ووصف مؤسسه بأنه أحد كبار العلمانيين فى مصر، ومن المعادين لتطبيق شريعة الله، وهو ما جعل ردود الأفعال الغاضبة تتوالى. وقام عدد من أعضاء الحزب، بالإبلاغ عما كتبه لإدارة "فيس بوك" مما تسبب فى حذف فتواه. وكان الشيخ الأثرى أستند فى فتواه بتحريم الانضمام لحزب الدستور إلى عدة آيات من القرآن الكريم، ومنها آية ((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) معللاً أن مناصرة حزب الدستور، والانضمام له، يدخل ضمن التعاون على الإثم والعدوان، حسبما قال الشيخ، الذى قال فى فتواه:" (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع) فحزب الدستور لا يرى تطبيق شريعة الله ولا يدعو لها بل يعاديها، وهذا أعظم الإثم وأكبر العدوان. وتابع الأثرى: ومعلوم أن العلمانيين من الظالمين لأنهم ضد شريعة الله ويعادون وجودها وحكمها، وحزب الدستور حزب علمانى معادى لله ورسوله فمن ثم لا يجوز لمسلم يشهد أن لا إله إلا الله أن يركن إلى هؤلاء الذين يعادون الله فى تطبيق شريعته. وبالغ الشيخ من هجومه على الحزب، بقوله:" فى انتخاب هذا الحزب ومناصرته شهادة زور": لأنك تقول لربك هذا الحزب صالح لقيادتى وحكمى وقد أجمع العلماء على أن العلمانية لا تصلح لحكم بلاد الإسلام، ووصل الأمر بالشيخ، إلى حد اتهام من ينضم إلى حزب الدستور بالخائن لله ورسوله مستنداً إلى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أمانتكم وأنتم تعلمون)، مشيراً إلى أن حزب الدستور لا يسعى لتطبيق شريعة الله، وحيث إن الله جعل من أماناتكم تطبيق شريعته فى الأرض فكيف تخونون أماناتكم وتخونون الله ورسوله؟ من جانبه رفض المتحدث الرسمى باسم الحزب، الدكتور عماد أبو غازى التعليق على الفتوى، وقال إنها لا تستحق عناء الرد، فالرد عليها يعطيها أكبر من قيمتها خاصة وأنه لا يعرف هذا الشيخ ولم يسمع عنه من قبل وأضاف: نحن نبنى حزبناً وسط الناس ولن نضيع وقتاً فى الرد على مثل هذه الأقاويل التى لا تمت للدين بصلة. وأكد جورج إسحاق، العضو المؤسس بالحزب،" لا نعترف برأى هؤلاء الشيوخ ولا نعتد إلا بالأزهر الشريف كمرجعية لإصدار الفتاوى الإسلامية وتوصيل صحيح الدين إلى الشعب، مشيرا إلى أن فتوى هذا الشيخ كلام مرسل. وأوضح إسحاق:" نحن حزب الجماعة الوطنية ونضع الدين فى أعلى مرتبة ولن نلتفت لمثل هذه الفتاوى التى تحاول أن تقلل من عزمنا للنهوض بمصر ومواصلة البناء". وقال الدكتور أحمد دراج، أحد الوكلاء المؤسسين ل"الدستور"، إن كل عضو فى الحزب يعلم دينه أكثر من هذا الشىء، فى إشارة منه إلى الشيخ، متسائلاً عمن يقف وراءه، مؤكداً اعتزام الحزب ملاحقة التخلف والجهل بالعلم، مضيفاً:" لدينا مسلمين داخل الحزب يعلمون دينهم جيدا ويستندون للفهم الصحيح لروح الإسلام. وشن دراج هجوماً على صاحب الفتوى ووصفه بأنه خارج من المتحف هو ومن على شاكلته، مضيفا:" شيوخ تربوا فى الظلام ويحتاجون أن يتعلموا صحيح الدين، مضيفاً: لن ندخل فى مهاترات ولن نشغل أنفسنا بالرد على مثل هؤلاء الشيوخ لأنهم لا يستحقون عناء الرد من منطلق" إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت". وقال ياسر الهوارى، أحد مؤسسى "الدستور"، إن الحرب التى يشنها المتأسلمون على حزب الدستور سنرد عليها بقوة من خلال العمل على الأرض، وبإيجاد حلول عملية لمشاكل الناس وليس بتخديرهم باسم الدين. وعلق الدكتور مصطفى النجار، عضو مجلس الشعب السابق عبر حسابه على "تويتر" على الفتوى بأنها تمثل قمة الاستخدام الردىء للدين فى محاربة الخصوم السياسيين.
