سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العربى: تحركات للجامعة العربية لوضع اتفاقية دولية تجرم ازدراء الأديان..واجتماع لوزراء الخارجية العرب بحضور "الإبراهيمى" الأسبوع المقبل..والمبعوث ربما يلجأ لخطة "عنان" ولا وجود لخلافات عربية بشأن مهمته
كشف الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى عن إجرائه اتصالات مكثفة على مدار الأسبوع الماضى بمنظمة التعاون الإسلامى والاتحاد الأوروبى والاتحاد الأفريقى لبلورة اتفاقية دولية تمنع وتجرم ازدراء الأديان وذلك فى أعقاب موجة الغضب التى اجتاحت معظم الدول الإسلامية مؤخرا بسبب الفيلم الأمريكى المسىء للنبى "محمد" صلى الله عليه وسلم. وقال العربى فى مؤتمر صحفى عقد ظهر اليوم الأربعاء، بمقر الجامعة العربية إن الأمانة العامة للجامعة بصدد اتخاذ إجراءات مع تلك المنظمات الدولية لوضع هذه الاتفاقية قريبا، وإن العمل عليها سيبدأ بشكل عاجل، واصفا العمل عليها وإلزام الدول بها ليس بالأمر السهل. وأضاف العربى أن الفيلم المسىء لشخص الرسول عليه الصلاة والسلام قام به أفراد وليس دول ويرغبون به فى الإساءة إلى علاقات العرب والمسلمين بالدول الغربية، مشيرا إلى أن هناك كان ردود أفعال تجاوزت الحدود. وحول القضية السورية أعلن دكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن المبعوث الشخصى للأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمى سيجتمع مع وزراء الخارجية العرب الأسبوع المقبل فى نيويورك يعقبه اجتماع له مع مجلس الأمن لعرض نتائج تحركاته الأخير فى القاهرة ودمشق والمباحثات التى أجراها مع الأطراف المعنية بالأزمة، وعقب هذه الاجتماعات ربما يحدد الخطوات التى يمكنه القيام بها. وقال العربى قبل توجهه غدا الخميس إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن الإبراهيمى لم يتسرع فى تقديم مقترحات بحل الأزمة ولم يصرح عن خطوطة العريضة، إلا أنه ألمح فى أحاديثه الأخيرة بالمسئولين فى القاهرة إلى أنه قد يلجأ إلى نفس النقاط التى كانت معروضة فى خطة سلفة كوفى عنان، منبها إلى أن هذه النقاط أساسية ولابد منها فى حل الأزمة وهى وقف لإطلاق النار من الطرفين والإفراج عن المعتقلين والبدء فى حل سياسى، مشددا على أن الحكومة السورية حتى الآن لم تغير موقفها ولايوجد ضغوط دولية عليها وبالتالى لم يكن هناك اختراق خلال زيارة الإبراهيمى لدمشق. ونفى العربى وجود أى خلافات عربية بشأن مهمة الأخضر الإبراهيمى ولا تخوفات بشأن تأثير سلبى للجنة الرباعية التى اقترحتها مصر على مسار الإبراهيمى، موضحا أنه اجتمع مع وزراء خارجية تركيا ومصر وإيران وعرض عليهم الأمر بكل دقة كان هناك اتفاق جماعى بضرورة التعاون معا لحل الأزمة، وأن الإبراهيمى سيزور أنقرة وطهران عقب عودته من اجتماعات الجمعية العامة بنيويورك. وأكد العربى أنه مازال هناك تباين وخلاف بين وجهة النظر العربية والإيرانية إلا أنه اعتبر قبول إيران بالمشاركة فى اللجنة الرباعية التى اقترحتها مصر بعد إعلان الرئيس محمد مرسى موقفه بوضوح بضرورة رحيل الأسد وبدء مرحلة انتقالية بأنه خطوة إيجابية فى طريق تعاونها لحل الأزمة. وردا على سؤال بخصوص الأنباء حول تزويد دول عربية مثل السعودية وقطر المعارضة السورية بالسلاح قال العربى إن الجامعة العربية ليس لديها معلومات بهذ الشأن ولا علاقة لها بتزويد المعارضة بالسلاح. وأكد العربى أن هناك عجزا دوليا لحل الأزمة السورية وأن نقلها الملف لمجلس الأمن هو تأكيد على أن كل الأبواب التى تم طرقها ظلت مغلقة، ولا نريد أن نقول على مهمة الأخضر الإبراهيمى هى الفرصة الأخيرة فهناك تصورات كثيرة فى حال فشلها. وفى الشأن الفلسطينى أكد العربى أن فلسطين ستتقدم بطلب خلال الجلسات للحصول على المركز القانونى لدولة غير عضو مثل الفاتيكان، وذلك بعد أن تمت عرقلة طلبها العام الماضى فى مجلس الأمن والذى لم يتخذ قرارا حتى الآن. كما أشار إلى أن قضية الأسرى الفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية ستحظى باهتمام بالغ حيث لأول مرة سيتم الدعوة لعقد مؤتمر دولى حول أوضاعهم السيئة والإنسانية فى سجون الاحتلال، منتقدا وصول فترات اعتقالهم إلى 30 عاما وأكثر وهو أمر غير مقبول عربيا ولا دوليا ولذلك لابد من تحريك القضية. وأعلن العربى أنه سيتم على هامش اجتماع الجمعية العامة عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن والجامعة العربية لأول مرة لبحث التعاون بين الكيانين وأنه سيحضر بدعوة من مجلس الأمن ممثلا للجامعة، ولم يشر إلى فحوى الموضوعات المطروحة لتطوير هذا التعاون حيث أكد أن هذا الاجتماع سيكون مغلقا وسيصدر بيان فى نهايته حول ماتم التوصل إليه. ودعا العربى رؤساء الدول العربية إلى المشاركة فى القمة العربية اللاتينية والتى من المقرر عقدها فى الأول من أكتوبر المقبل بالعاصمة ليما بأمريكا الجنوبية قائلا "حتى الآن هناك 8 دول عربية أبلغت الأمانة العامة بأن تمثيلها سيكون على المستوى الرئاسى أو رؤساء الوزارات وأنا أدعو الجميع إلى المشاركة بأعلى تمثيل"، لافتا إلى أهمية توطيد العلاقات العربية مع دول أمريكا الجنوبية لما لها من مصالح هناك حيث يوجد جاليات عربية بشكل ملحوظ هناك تفوق ال10 ملايين فضلا عن بعثات الجامعة العربية، وهذا التعاون سينعكس فى تأييدهم للقضايا العربية السياسية مثلما حدث فى القضية الفلسطينية واعترافهم بحقها فى إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. وحول العلاقات بين دولتى السودان وجنوب السودان دعا العربى إلى سرعة إنهاء الخلافات على الحدود وباقى القضايا التى تتعلق بالجانب الأمنى، خاصة بعد التغلب على مشكلة النفط، مؤكدا أن هناك خرائط موجودة منذ أيام الاستعمار البريطانى توضح الحدود الفاصلة بين الدولتين ودقيقة ويمكن اللجوء لها لحل القضية بسهولة. وأعرب العربى عن أمله فى أن تشهد القمة الاقتصادية الثالثة التى ستعقد فى الرياض فى يناير المقبل الاتفاق عن البدء فى تنفيذ مشروعات كبرى وعملاقة طرحتها الجامعة العربية مثل إنتاج الطاقة المتجددة فى الدول العربية من طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مؤكدا أن دول الاتحاد الأوروبى على استعداد لشراء نتاج مثل هذه المشروعات العملاقة بأعلى الأسعار ما يعود بالنفع على الدول العربية، مشيرا إلى ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة خلال تلك القمة بتنفيذ المشروعات التى لم تتم حتى الآن مثل منطقة التجارة العربية الحرة والاتحاد الجمركى الموحد.