لقد وقعنا فى الحب أنا وأنت، فلا يمر يوم واحد فى حياتى بدون أن أدرك فيه مدى حسن حظى بوجودك معى، فأنا سعيدة بالوقت الذى قضيته معك، فوجودك معى يسهل على الأوقات الصعبة فى حياتى، لقد أعطيتنى الثقة فى الحب، علمتينى أن الحب يكون بلا شروط، سأحبك للأبد وأتذكرك دائماً، أرقدى فى سلام، صديقتك ريم. هذه الكلمات من ضمن كلمات كثيرة كتبتها ريم عبد المقصود البالغة من العمر (22عاماً) بعد موت قطتها "بينكى" بساعات قليلة ونشرتها فى "جروب" على الفيس بوك أسسته لقطتها بينكى، فتقول فى لقاء معها، تخلله الدموع فى بعض الأحيان والضحك فى بعض المواقف التى تتذكرها، إن ما كتبته هو ما كانت تشعر به فعلاً، ولا أعرف إن كان ما كتبته شعراً أو نثراً، ولكنى كتبت ما أشعر به اتجاه قطتى. "بينكى" هى القطة الثانية لريم لم تكن تعلم أنها ستتعلق ببينكى إلى هذا الحد وتتأثر بموتها لهذه الدرجة، وعن سبب موت بينكى تقول، إنه لا توجد رعاية جيدة قائمة على أسس علمية سليمة للحيوانات فى مصر، فعندما ذهبت بها إلى الطبيب بأحد المستشفيات البيطرية لم يفحصها أو يقيس درجة حرارتها أو عمل أى إسعافات أولية، بل اكتفى بإعطائها محلول الجفاف، لأنها كانت تعانى من القىء لمدة ثلاثة أيام متتالية، ولكن لم يعطها أى دواء، تقول بمنتهى الحسرة، ماتت بينكى بعدما أسعدت حياتى طوال السنين اللتين كانت معى فيها. بالرغم من موت بينكى وعدم وجودها فى حياة ريم إلا أنها تقول"لسه بشوف حركاتها أمامى.. لسه بسمع صوتها فى ودانى" وترقرقت الدموع فى عينيها، وسكتت ريم لفترة كأنها ترى قطتها أمامها ثم عادت لتقول،"كل ما أفتكرها أبكى، يمكن علشان بينكى أول حد فى حياتى أجرب فيه تجربة الموت حزنت كثيراً على فقدانها، فكانت بمثابة صديقتى التى لا تجرحنى ولا تنتظر مقابلاً لصداقتى، كنت بروح البيت بدرى علشان ألعب معها، وأنا لا أتذكر أنى حزنت على وفاة شخص كما حزنت على وفاة بينكى وتتبعت حديثها قائلة لن تحل قطه أخرى محل بينكى". "علمتنى يعنى إيه أنوثة" هذه أول جملة ردت بها ريم على سؤالى بأن بينكى علمتها المعنى الحقيقى لكلمة أنوثة، فكانت "ليدى" سواء بطريقة مشيتها وتصرفاتها كل شىء فيها وأيضا علمتنى أن الحيوانات لها حرية الاختيار وليس كما يعتقد البعض أن الحيوانات لا يمكنها أن تختار شيئاً بل رأيت فى بينكى هذه الصفة كيف أنها تختار وتقبل أو ترفض الشىء الذى لا يعجبها وعلمتنى أيضا "إزاى أحب" فعلمتنى معنى الثقة والحنان والأمان والبراءة والطيبة. سبب إنشاء ريم للجروب بعد ثلاث ساعات من وفاة بينكى كان بحثاً عن المواساة، فتقول "لأنى كنت أريد من أى شخص فى ذلك الوقت أن يواسينى يقول لى "معليش أنا كمان قططتى ماتت" لقد كنت محتاجة لأن أشعر بهذا الإحساس، وبالفعل كنت أفرح جداً عندما أجد شخصاً يقول لى"الله يرحمها" ويواسينى. وبالفعل بدء الكثيرون يدخلون ويكتبون قصصهم ويشركوننا أحزانهم، فعندما وجدت من يشاركنى حزنى عند وفاه بينكى، لأن "كل حاجة بتتولد صغيرة وبعدين تكبر.. إلا الحزن بيتولد كبير وبعدين يصغر"، وتتبعت هذه الكلمات بعض الدموع ثم عادت لتقول من هنا شاركتنى الناس أحزانى وبدأ حزنى يقل عندما وجدت الكثيرين واقفين بجانبى وحكايتهم نفس حكايتى وقد وقف بجانبى ليس فقط أعضاء مصريين فقط، ولكن أيضا كان هناك أعضاء أجانب. وترى ريم أن من يتهمها بأنها مريضة وتحتاج لطبيب نفسى هو نفسه يحتاج للعلاج، لأن الإنسان الطبيعى هو من يحزن عن فقد شىء لو بسيط كالموبيل مثلاً، فكيف الحال مع صديقة مثل بينكى التى اعتبرتها أحد أفراد أسرتها. وبعض الناس ينظرون لها على أساس أنها ليست جدية، فأنا كتبت عن مشكلتى ووفاة بينكى، وهى مشكله جدية بالنسبة لى وحتى ديننا الإسلام يطلب منا الرفق بالحيوان، وبهذا يُسدل الستار على حياة بينكى بعد موتها، ولكنها ستظل على قيد الحياة فى قلب ريم.. وستبقى ذكرى لا تمحى.