أطلق موقع "حماسنا" أمس الأحد، حملة "اليوم العالمى للحجاب" بالتزامن مع الاحتفال بيوم المرأة العالمى مطالبين بحماية المحجبات واحترام حقهن فى ارتداء الحجاب الشرعى. عرض الموقع خريطة عالمية تصور أوضاع المحجبات فى كل أنحاء العالم، حيث اعتبرت الخريطة مصر من الدول التى تشن حرباً رسمية وإعلامية للتضييق على المحجبات. ركزت الحملة على المظهر الشكلى للحجاب دون أن تتطرق للسلوكيات، التى انتشرت فى مجتمعنا والتى تتنافى مع المحجبة أو غير المحجبة. لم يفكر أحد بإطلاق حملة "الحجاب من الداخل"، تحمل شعار "اتحجب من جواك" حملة غير موجهة للمحجبة فحسب، بل لكل أفراد المجتمع من الجنسين، كمحاولة لاستعادة الأخلاقيات التى افتقدناها ونحن نتراشق بالألفاظ ونكفر بعض ونصدر الأحكام على بعضنا البعض. وإجابات بعض الفتيات المحجبات أكدت هذا المفهوم لدىّ وحاجتنا الملحة لمثل هذه الحملة لتقويمنا من الداخل أهم بكثير من اقتصارنا على الالتزام المظهرى فقط. فاجأتنى أول فتاة سألتها برد لم أتوقعه عن السبب الذى جعلها ترتدى الحجاب، حيث قالت: "أصل أنا كنت قليلة الأدب!". استغربت الإجابة بشدة ومنعت نفسى من الاندفاع وسؤالها: "وهل جعلك الحجاب مؤدبة؟" حيث أكملت من نفسها "كنت ألبس ملابس قصيرة ومكشوفة ولم أستطع أن أمنع نفسى من ارتدائها إلا بالحجاب". فسألتها: "وماذا تغير فى سلوكك بعد الحجاب؟"، فأجابت "لم يتغير شىء كل ما كنت أقوم به مازلت أمارسه، فأنا أذهب إلى الأفراح وأرقص مثل كل البنات". فيما قالت لى أخرى: "إن الحجاب ليس مجرد تغطية للشعر والجسم، فهو يفرض على صاحبته سلوك مختلف، فهو يذكرها دوما بضرورة أن يوافق سلوكها احترام هذا الحجاب الذى ترتديه، وفى ذات الوقت تتعامل من منطلق أنها تمثل صورة الإسلام أو المرأة المحجبة بشكل خاص". طرحنا فكرة "الحجاب من الداخل" على د.هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة الزقازيق، إلا أنها رفضت فكرة الحجاب شكلاً ومضموناً مبررة ذلك بأنه لا يجوز النظر للمرأة باعتبارها مجرد جسد مثير للشهوات وحينما حاولت توضيح أن الحجاب من الداخل يعنى نوع من الالتزام الأخلاقى قررت عدم مواصلة الحديث الذى لا يتفق مع آرائها. أما د.سامية الساعاتى رئيسة قسم علم الاجتماع بجامعة عين شمس، فترى أن حملات ارتداء وخلع الحجاب شىء طبيعى، فموجات التسيب الشديد عادة ما يواجهها موجات من التزمت الشديد، إلا أن ما تطالب به الساعاتى هو الاحتشام، سواء للمحجبة أو غير المحجبة. أما عن فكرتنا حول "الحجاب من الداخل"، فقد أيدتها الساعاتى بشدة، مؤكدة أن الحجاب فى الأساس هو الرقيب الداخلى الذى يمنعنا من إيذاء المحيطين بنا، فلنحجب أى شىء يؤذى الآخرين، فما معنى أن نغطى كل أجزاء جسدنا فى الوقت الذى نتعرى فيه من الداخل ونؤذى المحيطين بنا. وترى الساعاتى، أن إحجام الكثيرين عن الحديث عن الحجاب من الداخل يرجع إلى الخوف من الاتهام، الذى قد يوجه لهم بأنهم ضد الدين فى الوقت الذى أصبح فيه معظم الدعاة يفسرون الحجاب بمفهومه الشكلى فقط مع إهمال مضمونه.