ارتفاع الأسعار لم يمنع المصريين من شراء حلوى المولد

الناس البسيطة وهم كثيرون فى مصر، يبدعون فى وضع الحلول والبدائل للأزمات الاقتصادية مع ارتفاع الأسعار، لتلبية رغبات أولادهم، فلا يمكن أن يأتى عيد ولا يشترون ملابس جديدة أو يصنعون "كعكاً"، ورمضان من غير ياميش أكيد ما ينفعش، وكذلك مولد نبوى من غير حلاوة المولد، قد يقترضون أو يشترون القليل منها، لكن لا يمكن لهم أن يمر اليوم من غير أكل الحلوى.
من هنا بدأ الحاج حمادة أحد أصحاب مصانع حلاوة المولد بشارع باب البحر، وهو يصف البسطاء قائلاً "المصريين حتى لو معهمش فلوس برضه هيشتروا فى رمضان يستلفوا ويجيبوا الياميش، والعيد الصغير يستلفوا ويعملوا كحك والعيد الكبير يستلفوا عشان يشتروا لحمة، ودلوقتى يستلفوا عشان يجيبوا حلاوة المولد".
حلوى المولد لم تتأثر بارتفاع الأسعار أو الأزمة العالمية، كما يقول سعيد عامر أحد الصناع، مؤكداً أن أسعار الخامات ارتفعت بمقدار 5 جنيهات لكل من الفستق والبندق والعين جمل مع ارتفاع سعر طن السكر 500 جنيه عن العام السابق، وهذا ما نفاه بشده الحج حمادة مؤكداً أن "كل شىء تمام وأنه مازال يشترى طن السكر بسعره الأصلى 2600 جنيه للطن".
أما عن الأسعار للجملة فهى 11 جنيهاً للكيلو لكل من الفلولية والسمسمية والحمصية و7 جنيهات للقرص، ليكون السعر عند تاجر التجزئة 18 جنيهاً للكيلو المغلف و14 بدون تغليف، وكيلو الملبن عين الجمل والشكلمة 24 جنيهاً لكل منها.
أحمد أبو زيد أحد التجار، يرى أن الإقبال لم يتغير عن السنوات السابقة، فكل زبون يجد طلبه حسب إمكاناته، فمن الممكن أن يشترى الزبون علبة حلوى ب 25، أو يتعدى سعرها 200 جنيه على حسب محتوياتها.
الحلوى مستويات، "الفخفيخينا" وهى عبارة الحلوى بالمكسرات الكيلو منها ب24 جنيها، والعادة أو العلف، وهى ما تحتوى على زبيب أول فول الكيلو منها ب 14 جنيهاً، وهناك قرص "الكبموا" البالغ ثمنه 50 جنيهاً، يتكون من جوز الهند والمشمش والمكسرات.
أشكال وعادات اجتماعية معينة، دفعت البعض مرغمين للنزول لشراء علبتين للحلوى مع عروسة صينية الصنع مصرية التزيين، كما فعل جاسم فيحكى قائل "بعد الخطوبة لازم كل مناسبة هدية معينة، وإلا أكون غير مهتم وبخيل، ومنعاً للمشاكل كل هدية لخطيبتى تقابلها مثلها لأمى .. يعنى الغرامة مضاعفة".
د.مصطفى (طبيب أسنان) يحب أن يهادى الجميع فى المناسبات الدينية لتعم الفرحة، بداية من أبنائه وحتى السائق الخاص به والبواب، يقول د.مصطفى "الناس بتفرحها حاجات ببسيطة، والأخص أحفادى صحيح بيلزقوا الدنيا بس مولد النبى ليه فرحته".
مدام مروة تجد فى عروسة المولد تزيناً وتغييراً مؤقتاً لشكل البيت، أما عن الحلوى فهى وزوجها غير مغرمين بالسكريات بوجه عام، فيشترون علبة حلوى صغيرة تظل عندهم فى البيت لفترة طويلة.