اهتمت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية بما أسمته الصفعة التى وجهها الرئيسى محمد مرسى على وجه إيران، وقالت إنها أعادت رئيسها أحمدى نجاد إلى نقطة الصفر. وأضافت الصحيفة قائلة إن إيران لم تدخر مالا ولا جهدا لجعل القمة السادسة عشرة لحركة عدم الانحياز تلقى نجاحا باهرا، إلا أن الأمور سارت بشكل سيىء. فكان وصول الرئيس محمد مرسى انقلابا: أول زيارة لرئيس مصرى إلى إيران منذ قيام الثورة فيها عام 1979. وكان قرار مرسى بالذهاب إلى طهران صفعة على وجه واشنطن، وهو ما كان أدعى للرئيس الإيرانى لأن يزهو بها. إلا أن هذا الزهو تلاشى عندما تحدث مرسى. فبعيدا عن تأييد استراتيجية طهران، فإن الرئيس الإسلامى المعتدل الذى يثبت الآن بمؤشرات عديدة أنه رجل مستقل، وضع الصراع الدائر فى سوريا، الذى تؤيد طهران فيه النظام الحاكم، على نفس الخط الذى بدأت فيه الثورات فى مصر وتونس. واعتبرت الصحيفة الكلمات التى انتقد فيها مرسى نظام دمشق، إذلالا كبيرا لمضيفى مرسى، وأشارت إلى أنها أثارت الوفد السورى ودفعت وزير الخارجية وليد المعلم إلى الانسحاب، وندد فيما بعد بكلمات مرسى باعتبارها تدخلا فى الشئون السورية وتحريضا إلى مواصلة سفك الدماء. وتمضى الصحيفة قائلة إنه لو كانت إيران تأمل أن تستغل القمة لكسب أرضية دبلوماسية ومعنوية، فإن المحاولة قد انفجرت فى وجهها، فبعد قنبلة مرسى وانسحاب المعلم، فإن الاتفاق على سياسة بشأن سوريا قد أصبح أبعد عن ذى قبل. من ناحية أخرى، أشارت الصحيفة إلى أن القمة تزامنت أيضا مع نشر التقرير الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة النووية، الذى أكد أن قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم قد تضاعف فى تحدى للعقوبات المفروضة عليها. كما أنه من المحتمل أن تتحمل طهران إدانة أكبر عندما يتم إعدام المعارض أرذانج داوودى، المسجون منذ عام 2003 لظهوره فى فيمل وثائقى معادى للنظام فى طهران. وبالنسبة لأحمدى نجاد ورفاقه، فإن كل ذلك يمثل عودة للمربع صفر.