قال الكاتب الصحفى سعد هجرس إن الحكومات التى أعقبت ثورة 25 يناير بدءا من الدكتور عصام شرف حتى الدكتور هشام قنديل تسير على نفس "كاتلوج" مبارك الاقتصادى من حيث إدمان القروض. وأضاف هجرس اليوم الاثنين، فى لقاء مع الإعلامية جيهان منصور خلال برنامج "صباحك يا مصر" على قناة "دريم"، أن القرض يعد بمثابة "أبغض الحلال"، والشروط التى يضعها حزب الحرية والعدالة لقبوله تستوجب "سحب الثقة من الحكومة"، لأنه من المعروف أن قروض صندوق النقد تستخدم فى سد الخلل فى ميزان المدفوعات لا فى دفع عجلة الإنتاج، كما أنها بلا شك سوف تمس مصالح محدودى الدخل. وأوضح هجرس أن الموازنة الحالية من صناعة نظام مبارك، ولكن المسئول عنها الآن الدكتور مرسى الذى يستطيع إيقافها ووضع أخرى تستجيب لأهداف الثورة وليس ضد الفقراء والأغلبية الساحقة من الشعب المصرى مقابل استفادة حفنة قليلة من رجال الأعمال، وكأننا نريد استبدال أحمد عز بخيرت الشاطر وحسن مالك، بحسب قوله. شارك فى الحلقة أيضا الدكتور محمد جودة، المتحدث الرسمى باسم اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) وقال إن الحزب امتنع عن أخذ موقف نهائى فى السابق يرفض أو يؤيد قرض صندوق النقد الدولى، بسبب عدم تقديم حكومة الدكتور كمال الجنزوى أى معلومات عن شروط القرض، وكيفية تسديده، وأوجه الإنفاق. وأوضح جودة: حزب الحرية والعدالة لا يرى أى "تثريب" فى الاستفادة من خدمات صندوق النقد الدولى، ورأيه حتى الآن الامتناع عن الموافقة أو رفض القرض حتى يطلع من رئيس الحكومة على اشتراطات الحصول عليه. وبحسب "جودة"، فإن حزب الحرية والعدالة وضع عدة اشتراطات للموافقة على القرض، وهى نفاذ كافة البدائل فى توفير تمويل للعجز الموجود، ووضع خطة إصلاح اقتصادى متكاملة لحل المشكلات العاجلة، وخطة طويلة الأمد للنهوض بالمجتمع، وأن يستخدم القرض فى مشروعات استثمارية حقيقية ولا يستخدم فى تغطية عجز جارى فى الموازنة، وألا تمس هذه الشروط مصالح الطبقة الفقيرة. وشدد جودة على أن الدكتور مرسى لن يقبل بأى شروط لا تراعى العدالة الاجتماعية وحقوق الفقراء، مؤكدا أن الموازنة العامة الحالية ليست من صنع الدكتور مرسى أو حزب الحرية والعدالة، وإنما "فخ" الهدف منه إفشال مرسى والتعامل معها يحتاج إلى إعادة نظر، بحسب قوله. ومن جانبه، وصف الدكتور إبراهيم العيسوى، أستاذ الاقتصاد بمعهد التخطيط القومى، قرض صندوق النقد الدولى بأنه يعد "شهادة رسوب أخلاقية واقتصادية" للدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، وحكومته ، خاصة بعد "التحول الدراماتيكى" فى موقف حزب الحرية والعدالة من الاعتراض على القرض إلى الترحيب به، وزيادة قيمته، والنظرة المبالغ فيها لصندوق النقد الدولى وكأنه "المنقذ" للاقتصاد المصرى. أضاف "العيسوى" أن القرض يمثل "شهادة رسوب" فى أول اختبار اقتصادى للدكتور مرسى، حيث يكرس نظرية أن الاعتماد على الخارج هو الحل، بدلا من الاعتماد على الذات وحل المشاكل الاقتصادية داخليا، منتقدا تصريح رئيس الحكومة الدكتور هشام قنديل فى مؤتمر صحفى بأن جميع شروط الصندوق "مقبولة" وكأنه يمنح الصندوق "شيكا" على بياض لصندوق النقد الدولى، بحسب قوله. وأشار "العيسوى" إلى أنه لا يوجد خلاف بين توجه الصندوق وسياسات حزب الحرية والعدالة الاقتصادية التى تدعو للاقتصاد الحر والنظام الرأسمالى ولا ترفض الخصخصة، وهى نفس سياسيات النظام السابق.
