حث الأخضر الإبراهيمى الجزائرى، الذى من المتوقع أن يحل محل عنان مبعوثاً للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا زعماء العالم الجمعة على التغلب على خلافاتهم بشأن صراع عمره 17 شهراً ينزلق أكثر إلى حرب أهلية شاملة. وقال الإبراهيمى فى بيان نشر على الموقع الإلكترونى للجنة الحكماء وهم مجموعة مستقلة من زعماء العالم الملتزمين بالسلام وحقوق الإنسان،" يجب أن يتوحد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والدول الإقليمية لضمان إمكانية حدوث انتقال سياسى فى أسرع وقت ممكن". وأضاف "ملايين السوريين يتوقون للسلام.. لم يعد بوسع زعماء العالم أن يظلوا منقسمين بعد الآن إزاء هذه الصرخات". وهذا أول بيان للإبراهيمى بخصوص سوريا منذ أن قال دبلوماسيون لرويترز أمس الخميس، إنه من المتوقع أن يعين الأمين العام للأمم المتحدة بان جى مون الدبلوماسى الجزائرى المخضرم ليحل محل عنان أوائل الأسبوع المقبل. وقال السفير الفرنسى جيرار ارو - رئيس مجلس الأمن الشهر الحالى- للصحفيين إن من المتوقع أن يلقى بان جى مون بياناً بشأن خليفة عنان يوم الاثنين أو الثلاثاء بعد التشاور مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى. وقال عنان وهو أمين عام سابق للأمم المتحدة وحاصل على جائزة نوبل، إنه سيتنحى عن مهمته فى 31 أغسطس آب لأنه لم يستطع أداء مهمته فى ظل انقسام القوى التى تتمتع بحق النقض (الفيتو) فى مجلس الأمن على نحو يبعث على اليأس والجمود. ولا توجد أى علامات على أن رغبات الإبراهيمى ستتحقق فى أى وقت قريب إذا تحققت أصلا، وما زالت الانقسامات عميقة فى مجلس الأمن خاصة بين الولاياتالمتحدةوروسيا. وقال دبلوماسيون فى الأممالمتحدة إن واشنطن لم ترِ مغزى كبير لتغيير عنان فى ظل استمرار دعم موسكو للرئيس بشار الأسد ومعارضتها للعقوبات التى تستهدف الضغط على دمشق لوقف العنف. وتعتقد أيضا أن مجلس الأمن الذى يعانى جموداً لا يستطيع أن يلعب دوراً بناءً فى الصراع وتعتزم تجاوزه فى المستقبل، وتتحرك إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بدلاً من ذلك وإن كان بحرص لزيادة دعمها للمعارضين المناهضين للأسد. وتنحى الولاياتالمتحدة باللائمة على روسيا فى تقويض جهود عنان للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتنفيذ خطة للسلام من ست نقاط وافقت عليها الحكومة السورية والمعارضة لكنها لم تنفذ. وعمل الإبراهيمى (78 عاماً) مبعوثاً خاصاً للأمم المتحدة فى سلسلة من الصراعات التى كانت تشكل تحدياً من بينها العراق بعد الغزو الذى أطاح بالرئيس صدام حسين وفى أفغانستان قبل إنهاء حكم طالبان وبعده وفى جنوب أفريقيا بعد انتهاء حقبة التفرقة العنصرية.