تعالوا بنا جميعا نبكى شهداءنا الأبرار فى رفح، الذين اغتالتهم أياد قذرة غادرة، لا تنتمى إلى دين، وليس لديها وازع من ضمير، سفكت دم أبرياء صائمين، لم يعتدوا على أحد، يؤدون واجب الوطن ويقفون حراسا مخلصين على أمنه، تركوا أهليهم وذويهم ليكونوا فى مقدمة الصفوف، حتى جاء الغادرون ليسفكوا دماءهم فى شهر رمضان. ثم تعالوا بنا ثانية كى نجفف دموعنا ونترك أحزاننا خلف ظهورنا ونجلس سويا نراجع ما مضى ولنتدارس أسباب ذلك السقوط وحالة التيه التى أصابتنا، ولنعلم أن ما حدث هو ما جنته أيدينا، بعد ضعف ووهن أصابنا، وتقصير وتهاون جبلنا عليه، وتخوين وتبادل اتهامات لكل الأطراف، وسعى دؤوب خلف كراس وسلطان، وإعجاب كل ذى رأى برأيه، وإدعاء لحب الأرض والوطن، وإصرار على الخطأ وعدم الاعتراف بالحق. وأرى أن ما حدث كلنا فيه شركاء، وكلنا يعلم مقدماته، بداية من القائمين على أمرنا منذ الثورة، أى المجلس العسكرى الذى انشغل بمعارك السياسة والحكم والسلطة والانتخابات والدستور والإعلان الدستورى والمكمل، وشغلنا معه بمخاوف استئثاره بالسلطة، وتكرار ملف الضباط الأحرار بالانقلاب على الثورة والثوار والرئيس الشرعى للبلاد، وانشغل عن عمله الأساسى وهو حدود مصر، التى يحدها الخطر من كل اتجاه، وترك سيناء فريسة سهلة فى أيدى جماعات إرهابية، تعبد الشيطان ولا دين لها سوى الدم والدمار والخراب، وترك الحدود لعدو ليس بهين يخطط ويلعب كل لحظة ، ويحقق المكاسب كل يوم على قفا المصريين. وأرى أن ما فعله مبارك فى سيناء من إهمال للتنمية، والتركيز على الشواطىء فقط، وتهميش للبدو وعدم إعطائهم دورهم فى قيادة البلاد، وترك السلاح بأيدى عصابات التهريب التى خربت مصر سنين طوال بالمخدرات بأنواعها تارة وبالسلاح أخرى، كل ذلك جعل سيناء مرتعا وبؤرة مناهضة للاستقرار والأمن. ويجىء دور العدو اللدود الملعونة إسرائيل وموسادها الذى نعلم جميعا مدى إمكانياته فى تجنيد العملاء والخونة والمنتفعين لصالحه ، ويلعب اللعبة بعيدا عن أرضه، ويصبح هو الرابح الأول والأخير ، والدليل أن قادة العدو الصهيونى تحدثوا كثيرا عن منظمات إرهابية فى سيناء، والدليل الآخر أنها تصدت للقتلة داخل حدودها فى وقت قصير بعد العملية، ما يؤكد علمها بالعملية، وبالتالى نجحت فى التخلص من 8 عناصر إرهابية وتدمير مدرعتين مصريتين استولى عليهما المجرمون بعد استشهاد ضباطنا وجنودنا فى رفع. أما أولئك الذين يدعون بالجهاديين أو التكفير والهجرة فإنهم لا علاقة لهم بهذا الدين الحنيف، الذى أبدا ما أمر بسفك الدماء، ولكنهم ضالون مضلون، معصوبو العينين يسيرون خلف جهات خارجية دفعت لهم لتقتل خير أجناد الأرض، وتثير الرعب والفزع والقلق فى أرض الكنانة، وتضيع هيبة مصر، ويضيع الأمن والأمان، ويهرب المستثمرون وأصحاب الأموال خوفا على ما يملكون، وتظل مصر فى طاحونة الفقر لا تبرحها أبدا، ويظل المصريون رافعى أيديهم للمعونات. وأرى أن المصالحة والمصارحة هما أقرب الطرق للنجاة، فعلى الرئيس مرسى جمع الشمل الداخلى، وتقوية الوحدة والترابط ، والقضاء على أحلام الفلول بالعودة إلى السطح مرة أخرى بفتنة قميص دهشور، أو ببلطجية النايل سيتى، وثالثة بمجزرة رفح، وعلى الجيش المصرى التسليم للقيادة الشرعية للبلاد، والاتجاه نحو الحدود لتطهيرها من المعتدين، وعلى الشرطة القيام بواجبها واستعادة الأمن داخليا، وهو الدور الذى تأخر كثيرا وصبرنا عليهم نحن الشعب بما فيه الكفاية، ولكن الكيل طفح منهم ولابد أن يؤدوا دورهم حتى يعود الجيش لعمله. وعلى الإخوة فى حماس وغزة تبرئة ساحتهم رغم أننا لا نشك فيهم ولكن عليهم تقديم ما لديهم من معلومات أو مشتبه بهم. وفى النهاية نقول للمعتدين إن مصر ستظل ولن تندثر أو تنتهى، ما دامت الحياة على الأرض، وما دام نور الشمس يسطع، وما دام النهار يولد، وما دامت السماء تظلل البشر، وأرض الكنانة لن تخلو من رجالاتها الأبرار.