سلطت وكالة "أسوشيتدبرس"، الأمريكية، الضوء على تشكيل الحكومة الجديدة، التى يقودها مسلم متدين، على حد تعبير الوكالة، وهو الدكتور هشام قنديل. وقالت إن الحكومة ضمت خمسة وزراء من جماعة الإخوان المسلمين فى وزارات غير فتانة، ولكنها مناسبة لجماعة هدفها على المدى الطويل أسلمة البلاد. وأشارت أسوشيتدبرس إلى أن الحكومة الجديدة بعيدة كل البعد عن الإدارة الشاملة، التى وعد بها الرئيس محمد مرسى مرارًا.. حيث لم تشارك فيها أى من الفصائل السياسية الأخرى، ولم تحصل المرأة والأقباط إلا على تمثيل رمزى، فى حين ظلت شخصيات الثورة، التى أطاحت بمبارك العام الماضى خارجها. واعتبرت الوكالة أن اختيارات الوزراء هدفها على ما يبدو التقليل من المخاوف من أن أول حكومة تتشكل تحت رعاية الإخوان المسلمين ستسعى إلى فرض تغيير جذرى سريع. واعتبرت الوكالة أن اختيار عدد من أعضاء الحكومة السابقة، التى كانت مدعومة من الجيش ضمن الحكومة الجديدة، خطوة من جانب مرسى وقنديل هدفها على ما يبدو الاستقرار. واهتمت أسوشيتدبرس بالوزارات، التى ذهبت للإخوان المسلمين على وجه التحديد، وهى الإعلام والتعليم العالى والإسكان والعمل والشباب. وقالت إن وزارة الإعلام تمنح الإخوان سيطرة على وسائل الإعلام الحكومية، وهى أداة قوية فى التأثير على الرأى العام.. وقد تعرضت وسائل الإعلام لفترة طويلة لاستنكار من الإخوان المسلمين، كما انتقدها الإسلاميون لتراخيها فى صد الغارات الثقافية الغربية. أما وزارة التعليم العالى، فتقول أسوشيتدبرس، إنها تمنح الإخوان السيطرة على الجامعات، وهى قاعدة تجنيد تقليدية للجماعة، أما وزارة الشباب فتمنحها مجالا واسعا للتجنيد والتلقين الدينى.. ووزارة العمل تسمح للإخوان بالدخول إلى النقابات العمالية، والتى يهيمن عليها الليبراليون واليساريون، وستسعى الجماعة إلى وضع موطئ قدم فيها.. أما وزارة الإسكان فتمنح الإخوان قطاع خدمات أساسية حيث يتطلع ملايين الفقراء من المصريين إلى مساكن منخفضة الأسعار. وتشير الوكالة إلى أن اختيار هذه الوزارات الأساسية جاء والأعين موجهة إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة، التى ستجرى قبل نهاية العام. ويقول ميشيل حنا، الخبير فى شئون مصر بمؤسسة القرن الأمريكى، إن سبب رفض شخصيات عديدة من غير الإسلاميين الانضمام للحكومة يأتى لتزايد انعدام الثقة فى مرسى والإخوان، ويضيف أن أفعالهم، أى الجماعة، لا تتناسب مع كلماتهم، وهناك عدم ثقة كبير ففيهم إلى جانب الترويج الذاتى الؤسسى للإخوان. من جانبه، يقول سمير شحاتة، من جامعة جورج تاون الأمريكية، إن عدم التنوع والشمولية فى الحكومة هو نتيجة جزئية لعدم وضوح صلاحيات الحكومة الجديدة وضعف سلطة مرسى مقارنة بسلطة الجيش. ويعتقد شحاتة أن مرسى على ما يبدو يواجه معضلة شديدة الصعوبة، وتسلم مجموعة من الأوراق السيئة.