أعادت نتائج مباريات ذهاب دور ال 16 من دورى أبطال أوروبا لكرة القدم، والتى أقيمت فى اليومين السابقين، طرح سؤال قديم، أصبح سماعه فى هذه الفترة من كل عام شيئًا مألوفًا، وهو إلى متى تستمر سيطرة الأندية الإنجليزية على البطولة الأقوى فى القارة العجوز؟ وما أسباب تراجع الأندية الإسبانية والإيطالية أمام أندية البريمرلييج فى الموسمين الأخيرين؟. فى الموسم الماضى 2007 – 2008 شهد الدور نصف النهائى تواجد ثلاثة فرق إنجليزية وهى مانشستر يونايتد وليفربول وتشيلسى بالإضافة إلى برشلونة الإسبانى، وتأهل للنهائى مانشستر وتشيلسى فى أول نهائى إنجليزى خالص فى تاريخ البطولة، ثم فاز مانشستر بضربات الترجيح فى المباراة المشهورة، وفى الموسم قبل الماضى 2006 – 2007 كان السيناريو مُشابه تمامًا، ففى نصف النهائى، تواجدت نفس الفرق الإنجليزية الثلاثة "مانشستر، تشيلسى، ليفربول" وكان معهم ميلان الإيطالى الذى انتزع البطولة منهم بعد أن أقصى مانشستر يونايتد الإنجليزى فى نصف النهائى، ثم تفوق على ليفربول فى المباراة النهائية. وهذا الموسم، أسفرت مباريات ذهاب دور ال 16 عن تفوق واضح للأندية الإنجليزية، حيث فاز آرسنال على روما الإيطالى بهدف نظيف، وفاز تشيلسى على يوفنتوس الإيطالى أيضا بهدف نظيف، وفجر ليفربول مفاجأة قوية بفوزه خارج أرضه على ريال مدريد الأسبانى بالنتيجة ذاتها، فى حين تعادل مانشستر يونايتد خارج أرضه مع إنتر ميلان. هذه النتائج كانت سببًا مباشرًا فى نبرة الاستعلاء التى تحدث بها مدربو الفرق الإنجليزية بعد مباريات هذا الدور، ويبدو سيناريو الموسمين الماضيين قريبًا من التحقق هذا الموسم، ولكن لماذا تكرر هذا السيناريو من جديد؟. الإجابات المطروحة لهذا التساؤل كثيرة، ولكن أغلبها غير مُقنع، أولى الإجابات التى يرتضيها كثيرون هى أن كم النجوم المتواجدين فى ال"بريمرليج" أكثر من باقى الدوريات فى العالم، وهذا هو السبب الرئيسى والذى يصنع الفارق بين الدورى الإنجليزى وغيره من الدوريات، ولكن هذه الإجابة تبدو خاطئة مع أول نظرة نلقيها على قوائم التى لعبت أمام فرق البريميرليج فى دور ال 16، لأن فرقًا بحجم ريال مدريد وإنتر ميلان ويوفنتوس يتواجد بها مجموعة من أفضل لاعبى العالم، وتكاد تكون الفوارق بينهم وبين لاعبى ال"بريمرليج" مُنعدمة. الإجابة الثانية، التى تقفز إلى ذهن الكثيرين هى أن الخبرة الأوروبية التى اكتسبها لاعبو الفرق الإنجليزية من خلال مشاركاتهم الأوروبية فى السنوات الماضية، هى التى تُرجّح كفة هذه الفرق فى البطولات القارية، ولكن يبدو هذا السبب أيضًا غيرُ مقنع لهذا التفوق، لأن كثيرا من الفرق الأوروبية غير الإنجليزية تمتلك هى الأخرى خبرة كبيرة فى دورى الأبطال، تفوق فى بعض الأحيان خبرة لاعبى وفرق الدورى الإنجليزى. ومن الإجابات الشائعة أيضًا أن قوة المنافسة فى الدورى الإنجليزى واستمرارها حتى الأسابيع الأخيرة من البطولة هى التى تمنح أندية البريميرلييج القدرة على المنافسة والتفوق، وتجعل الفرق الإنجليزية تلعب حتى آخر نفس فى المباراة، وتتمسك بالفوز مهما كانت نتيجة المباراة. وبعيدًا عن كل الإجابات المطروحة والتى تعجز عن ذكر سبب منطقى لهذا التفوق، فإن مباريات العودة من هذا الدور ستكشف عن قدرة الأندية الإنجليزية على الحفاظ على هذا التفوق، وربما تكشف أيضًا عن سبب منطقى يفسر هذا التفوق.
