● وأنا شاب شاهدت فيلم: «أطول يوم فى التاريخ» الذى يجسد عملية تحرير الحلفاء لقارة أوروبا من الغزو الألمانى، بداية من ضربة الطيران، والإنزال فى شاطئ نورماندى، إلى عمليات تحرير فرنسا وإيطاليا والدول الأخرى.. وهذا الفيلم من كلاسيكيات السينما العالمية الشهيرة.. ● وأنا طفل صغير سمعت قصة: «الأهلى يرفض إذاعة مبارياته فى الدورى».. وقد أصبحت القصة فيما بعد فيلما من كلاسيكيات الكرة المصرية.. كبرنا وشاب الشعر، ومضى قطار العمر، ومازال هذا الفيلم يعرض بنجاح منقطع النظير فى شارع كرة القدم، عماد الدين سابقا، مع اختلاف بسيط، وهو تغيير اسم البطل، فمرة الزمالك يرفض إذاعة مبارياته فى الدورى، ومرة الإسماعيلى يهدد بعدم إذاعة مبارياته فى الدورى، لكن نهاية الفيلم محفوظة، وليست معروفة فقط، فالمباريات تذاع، على الرغم من الرفض ومن التهديد.. ● يشكو الأهلى، ويتدخل الاتحاد، ثم وزير الشباب، ثم رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ثم المجلس القومى للرياضة فيما بعد.. ومازلت أذكر أن الدكتور أحمد كمال أبوالمجد وزير الإعلام فى مطلع السبعينات تدخل لإذاعة مباراة الأهلى والزمالك، بعد أن قرر مجلس إدارة الأهلى فى 20 نوفمبر 1974 عدم إذاعتها.. وتكررت نفس القصة وتكرر نفس الفيلم عام 1975 وتدخل رئيس الوزراء عبدالعزيز حجازى، ونقلت المباراة على الهواء مباشرة لدواعى الأمن.. وقبل ذلك بعشرين عاما تقريبا كان الأهلى هدد بعدم إذاعة مبارياته فى عام 1954 ما لم ترفع الإذاعة المصرية مقابل البث المباشر لمباريات الفريق من استاد التتش إلى 75 جنيها.. ● هل هذا معقول؟ هل يمكن أن يصدق إنسان أن تعيش مشكلة لمدة 60 عاما تقريبا بلا حل قاطع وحاسم..؟ هل يعقل أن نسأل اليوم ونحن فى نهاية العقد الأول من القرن الحادى والعشرين.. اللعبة مِن حق مَن، ومبارياتها مِن حق مَن، وكيف تحصل الأندية على حقوقها بلا معاناة وبلا تهديد، ومن هو صاحب قرار إذاعة مباراة لكرة القدم.. النادى الذى يملك اللعبة أم الاتحاد الذى يديرها أم التليفزيون الذى يذيعها أم الأمن ودواعيه فى بعض الأحيان كما يحدث الآن فى بعض ستادات المحافظات.. من يملك الحق فى بث المباريات؟.. إنه سؤال قديم قدم السؤال الذى طرحه الفرعون. «بس»: هل وجدت إيزيس أشلاء جسد زوجها أوزوريس الذى قتله إله الشر ست؟! ● الصبر.. يارب..