فى شهر رمضان الكريم، وسط العيلة واللمة، لا تخلو المائدة الرمضانية من صينية الكنافة والقطايف، ومثلما لا تخلو المائدة الرمضانية من الكنافة لا يخلو الشارع المصرى أيضا من المحلات التى تبيعها، فنجدها منتشرة فى ربوع القاهرة وكافة المحافظات المصرية. وهو ما جعل عم "أحمد سعيد أبو خشبة" يستكمل نشاط والده وأجداده من خلال محل "كنفانى الجمهورية" بأحد شوارع الغورية والذى تم افتتاحه فى الأربعينيات وكان يسمى ب"كنفانى الملك فاروق" ولكن تم تغيير اسمه إلى كنفانى الجمهورية بعد ثورة يوليو. ويقول عم أحمد "لقد ورثت هذه الصنعة عن والدى ومن قبله جدى والذى قام بفتح المحل فى الأربعينيات من أيام الملك فاروق ولا يمكنى أن أعمل بأى شىء آخر وأعمل طوال السنة ولكن الإقبال يكون ضعيفا ولكن قبل شهر رمضان بيومين أو ثلاثة أبدأ فى التحضير لعمل الكنافة والقطايف". ولا يعتمد عم أحمد على الزبائن الموجودين فى المنطقة فقط ولكن يأتيه زبائن من مختلف المناطق كما يأتيه بعض الحلوانية لشراء الكنافة والقطايف، كما أنه يقوم بعمل القطايف بحلول شهر رمضان لأنه لا يمكنه تركها لفترات طويلة حتى لا تفسد على عكس الكنافة والتى يمكنه تحضيرها قبلها بيومين أو ثلاثة ويقوم بصنعها من خلال الماكينة المعروفة منذ قديم الزمان ولم يقوم بتغييرها حتى الآن ولكنه فقط يقوم بإصلاحها أو إجراء الصيانة لها حين تحتاج لذلك. وأصل كلمة كنافة هى كلمة "تشنافة" وهى فى اللغة الشركسية تتكون من كلميتن هما "تشنا" وتعنى بلبل و"فه" وتعنى لون أى انها تعنى لون البلبل وقد عرفت الكنافة والقطايف فى العصر المملوكى ومن إحدى الطرائف عندما كتب المؤرخ ابن إياس قصيدة عن حلويات الكنافة والقطايف عندما ارتفعت أسعارهم فى عهد السلطان الغورى جاء فيها : وقد صرت فى وصف القطايف هائماً .:. ترانى لأبواب الكنافة أقرع فيا قاضياً بالله محتسباً عسى .:. ترخص لنا الحلوى نطيب ونرتع وترتفع الأسعار أو تنخفض ولكن يبقى إقبال المصريين على الكنافة والقطايف كما هى ولا يمكن أن يأتى شهر رمضان الكريم من دون أكل الكنافة التى يتفنن معظم الحلوانية فى صنعها.
