يقف أمام الطاولة التي صنعها من الطوب الأحمر وبعض الأسمنت وبحركة دائرية بيديه يوزع عجين الكنافة عليها ليصنع أشهي أنواع الكنافة اليدوية أو الخشنة التي تعد هي أكثر اطباق رمضان شهرة مع القطايف العصافيري. والتي انهمك أحد أبنائه في تسويتها بجانبه, أما ابنه الأصغر فقد بدأ يضع المكسرات والحشو في أكياس لبيعها مع الكنافة والقطايف.. هذا هو السيناريو الذي حفظه عمار وأبناؤه عن ظهر قلب حيث يعيشونه كل عام في هذا الشهر الكريم.. إنه أذان العصر والجميع يهرول في الشارع, السيدات تحاول الانتهاء من اعداد اصناف الطعام الرئيسية فانتشرن في الاسواق والمحال لشراء أغراضهن والبقية يعودون بعد يوم عمل زاده الصيام مشقة وهم مهلهلو الطاقات ولكن مع هذا وذاك لا يقوي أي منهم علي أن يمر أمام محل عم عمار الحلواني دون أن يشتري( كيلو أو اتنين كنافة وقطايف) هكذا وبكل ثقة يتحدث عم عمار الحلواني الذي تعدي عمره50 عاما قضاها علي طاولة الكنافة وبين اشهي الحلويات التي صنعها بيديه بعد ان تعلم اصول الصنعة من عمه منذ زمن طويل وها هو يعلمها لأبنائه ليكملوا المسيرة من بعده. من أغني الأغنياء إلي أكثر الناس فقرا لا يستمتع برمضان إلا مع طعم الكنافة والقطايف هكذا أكد عم عمار من خبرته في عمل الكنافة والقطايف, مشيرا إلي أنه وبرغم كونه حلوانيا, إلا أنه يجد طعم الكنافة في رمضان مختلفا لأن مائدة رمضان بطبيعتها مختلفة سواء اجتمعت الأسرة علي مائدة لحوم أو كان الفول ضيفها الرئيسي فالابتسامة واحدة. ويضيف: منذ سنوات وانا اعمل كحلواني وبالطبع اختلف الزمن واختلف الناس لكن مع كل هذا ومع المعاناة التي يعانونها إلا أن رمضان لا يزال يتمتع برائحته الزكية العطرة ومازالت الابتسامة لاتفارق شفاه الناس ومازال الأطفال يرددون حالو يا حالو خاصة في المناطق الشعبية كالتي يعيش فيها معظمنا, كما أنهم يتجمعون حولي ليروا كيف أصنع الكنافة ويأخذوا خلسة بعض الكنافة فاصرخ فيهم ضاحكا مازحا معهم.