علقت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى افتتاحيتها على الأحداث التى شهدتها سوريا أمس الأربعاء، وقالت إن "ذبح" أو مقتل ثلاثة وربما أربعة أفراد من المقربين للرئيس السورى بشار الأسد فى الانفجار الذى استهدف مبنى الأمن القومى أمس يفجر فجوة فى قلب حكومة دمشق. وتضيف الصحيفة قائلة إن 16 شهرا قد مرت منذ بدء الانتفاضة السورية، وكل يوم مر شهد خسائر فى الأرواح، لكن أمس الأربعاء كان مختلفا لسببين، الأول استمرار القتال لليوم الثالث فى قلب دمشق بما يدل على أن الجيش السورى الحر يمكن أن يكتسب أرضا فى مواجهة القوات النظامية التى تفوقه فى كل شىء، والثانى، أنه وللمرة الأولى يقترب الصراع شخصيا من الأسد. واعتبرت الافتتاحية أن مقتل وزير الدفاع العماد الراجحة ونائبه صهر الأسد آصف شوكت ومساعد نائب الرئيس الجنرال حسن تركمانى، كان لحظة هامة.. حيث أن مقتلهم فى آن واحد أدى إلى تفجير فجوة فى قلب الحكومة. والأكثر أهمية على الإطلاق، كما تقول الصحيفة، هو مقتل آصف شوكت، فهو مهندس حملة القمع، وباعتباره صهر الرئيس، فقد اندمج فى عشيرة الأسد التى هيمنت على سوريا على مدار أربعة عقود. غير أن الصحيفة تشير إلى أن النظام حتى الآن لا يزال يحظى ببعض الدعم الحقيقى، فتصاعد الطائفية ربما تؤدى إلى تشدد وسط الطائفة العلوية الشيعية التى ينحدر منها الأسد، وكان تأييدهم له جزءاً من تحالف واسع مع الأكراد والمسيحيين وجزء من الطبقة الوسطى السنية. وقد أدت الانشقاقات الأخيرة إلى تضييق هذه القاعدة. من ناحية أخرى، رصدت الصحيفة التحركات الدبلوماسية على الصعيد الدولى، وقالت إن عالم الدبلوماسية تحرك بخطى متثاقلة طوال الأزمة السورية، إلا أنه بعد أحداث أمس بدأت مؤشرات على إدراك أن الأمور يمكن أن تصل إلى معبر حاسم. وتحدثت الصحيفة عن تأجيل احتماع مجلس الأمن الدولى الذى كان من المقرر إجرائه أمس لبحث الأزمة السورية، بناء على طلب كوفى أنان، التى تراجعت خطته الحكيمة للسلام بسبب الأحداث. وبعد لقائه مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى ريوسيا، ربما شعر أن حليف سوريا التقليدى ربما يكون أكثر استعدادا لاستخدام حق الفيتو لمنع أى تحرك ضد دمشق. وختمت الجارديان افتتاحيتها قائلة إنه لا أحد يعلم متى سنصل إلى نقطة اللاعودة، لكن الفصل الأخير فى هذه المأساة الرهيبة يمكن أن يأتى فى وقت أقرب بكثير أكثر مما كنا نتخيل من قبل.