بعد قليل.. وزير الزراعة يلقي بيانا أمام مجلس النواب    بحضور الوزير.. "قوى النواب" تناقش قانون العمل الجديد اليوم    جامعة قناة السويس تحقق إنجازا عالميا جديدا    بالأسماء، 21 شخصًا يتنازلون عن الجنسية المصرية    دفاع النواب: حرب أكتوبر إحدى العلامات المضيئة في تاريخنا المعاصر    تعليمات جديدة .. المديريات التعليمية توجه بتحصيل المصروفات الدراسية إلكترونيا    صعود جنوني لسعر الجنيه الذهب الأحد 20 أكتوبر 2024    جامعة سوهاج تنظم برنامجا تدريبيا على الحاسب الآلي ضمن مبادرة "بداية"    وزير الإسكان: تغيير حدود الدخل ضمن الطرح الجديد بمبادرة «سكن لكل المصريين»    وزيرة التنمية المحلية: أسيوط احتلت المرتبة الأولى في استرداد أراضي أملاك الدولة    المالية: بدء صرف مرتبات شهر أكتوبر الخميس المقبل، وهذه مواعيد نوفمبر    تراجع أسعار الفراخ في أسواق مطروح اليوم الأحد 20 أكتوبر 2024    سماع دوي انفجارات في الكرمل وفي حيفا وخليجها    رئيس إقليم كردستان يوجه الشكر لرئيس الوزراء العراقي لتأمين العملية الانتخابية    عاجل:- تسريب وثائق سرية من البنتاجون تكشف استعداد إسرائيل للهجوم على إيران    تعرف على برنامج الزمالك اليوم قبل مواجهة بيراميدز    يوتيوب دون تقطيع الآن.. مباراة مانشستر سيتي ووولفرهامبتون Manchester City vs Wolverhampton اليوم في الدوري الإنجليزي الممتاز 2024    السوبر المصري.. التشكيل المتوقع للأهلي في مواجهة سيراميكا كليوباترا    بث مباشر مباراة الزمالك وبيراميدز في السوبر    إحالة أوراق شقيقين متهمين بقتل جارهما للمفتى في عين شمس    المديريات تستعد لبدء صرف مستحقات معلمي الحصة بالمدارس    النشرة المرورية.. كثافات مرتفعة للسيارات بمحاور القاهرة والجيزة    السكك الحديدية تنقل السائحين من محطة بشتيل لأسوان لمشاهدة تعامد الشمس    قدما 7 أفلام معًا، قصة دويتو محمد فوزي ومديحة يسري في السينما    السيسي يصل إلى مقر افتتاح النسخة الثانية من المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية    استشاري: السيدات أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام «المرض الصامت»    دورة تدريبية لتنمية مهارات القيادات المحلية في مجال إدارة الأزمات ومواجهة الشائعات    قافلة جامعة عين شمس تقدم خدماتها ل10 آلاف من أهالى الشلاتين وحلايب    لماذا توفى الله سبحانه وتعالى نبيه محمد وهو خاتم الرسل؟.. علي جمعة يوضح    للمتوجهين إلى السعودية.. سعر الريال السعودي اليوم في البنوك    تصميم عصري وكاميرات تخطف الأنظار.. فيفو تكشف النقاب عن هواتفها الجديدة    عمرو أديب عن "كلب الهرم": قدم دعاية مجانية للأهرامات    أمريكا تُحقق في تسريب المعلومات بشأن خطط إسرائيل لمهاجمة إيران    وزير الأمن القومي الإسرائيلي يُهاجم جيش الاحتلال.. ما السبب؟    نجم بيراميدز السابق يكشف مفاجأة مدوية بشأن موقف رمضان صبحي من العودة للأهلي    تامر عاشور يشدو بأروع أغانيه لليوم الثاني بمهرجان الموسيقى    طارق الدسوقي خلال افتتاح ملتقى المسرح للجامعات: هذه الدورة الأصعب على الإطلاق    متعب والحضرى وشوقى ويونس فى الاستوديو التحليلى لمباراة الأهلى وسيراميكا    تفسير آية | معني قوله تعالي «أَيَحْسَبُ الإنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى»    اليوم.. محاكمة 6 متهمين في «خلية الحدائق»    اليوم .. محاكمة اللاعب أحمد ياسر المحمدي بتهمة اغتصاب فتاة في قطر    السيطرة على حريق محل حلويات شهير بوسط البلد    أمريكا: سحب المئات من منتجات الوافل المجمدة بسبب احتمال تلوثها ببكتيريا الليستيريا    لبنان: 4 شهداء و13 جريحا جراء غارة للاحتلال على بعلول في البقاع الغربي    هل تذكيري لأصدقائي بتلاوة القرآن وذكر الله عليه أجر؟.. دار الإفتاء تجيب    اللهم آمين | أثر الدعاء للشهداء وأهلهم    بعد اغتياله.. ماذا قال الطبيب المشرف على تشريح جثمان يحيى السنوار؟    منها الجوع الشديد..تعرف على أعراض مرض السكري عند الأطفال    للمسافرين كثيرًا.. كيفية الصلاة في المواصلات ومعرفة اتجاه القبلة |الإفتاء تجيب    غارات جوية للاحتلال تستهدف منطقة المواصي في قطاع غزة    طريقة حجز شقق ذوي الهمم من موقع «مسكن محور الأراضي»    5548 فرصة عمل في 11 محافظة برواتب مجزية - التخصصات وطريقة التقديم    بسبب مكالمة هاتفية.. مقتل سائق على يد شقيقان وزوج شقيقتهم بشبرا الخيمة    درس قاسٍ في مكان العمل.. برج العقرب اليوم الأحد 20 أكتوبر    إعلام فلسطيني: غارات متتالية تستهدف منطقتي الصبرة وتل الهوى غرب غزة    عبد الرحمن فيصل: بطولة إفريقيا هديتنا للجماهير    يوفنتوس يهزم لاتسيو ويقفز لصدارة الكالتشيو    نشرة الفن.. حقيقة صادمة في سبب انفصال نادين نجيم عن خطيبها وشيرين ترد على اعتذار أحلام بمنشور مفاجئ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسئول تنظيم الإخوان العالمى: أطالب بأن تحمل أم أحمد لقب أم المصريين
على غرار صفية زغلول..
نشر في اليوم السابع يوم 07 - 07 - 2012

الوعود التى أطلقها الرئيس المصرى الجديد الدكتور محمد مرسى بعد فوزه وإعلان تسلمه السلطة رسميا، وكلها تتحدث عن أمنيات الرجل وما يحلم بتحقيقه فى عهده، رفعت سقف توقعات المصريين بقدر ما رفعت من أسهم شعبيته التى كان بحاجة إليها، بعد حملات تشهير قاسية تعرض لها منذ ترشحه للرئاسة، مما يؤكد أن الرجل فى مواجهة تحديات صعبة خلال ال100 يوم الأولى من حكمه، وهى التى وصفها صديقه المقرب الشيخ إبراهيم منير مسئول التنظيم العالمى للإخوان فى الغرب المقيم فى بريطانيا منذ سنوات طويلة بالمهمة "الاستشهادية"، مشيرا إلى أن إخوان الداخل أو الخارج لن يكون لهم أغلبية فى الحكومة الجديدة، وأن الإيمان بسنة الله سبحانه فى التدافع بين الناس حتى لا تفسد الأرض كان حاضرا فى روح الجميع وقلوبهم، وقد بلغ النظام البائد مداه فى الفساد فاستحق الدفع، وتحدث عن نصيحته الخاصة للدكتور مرسى عند اختيار معاونيه الجدد وتشكيل الحكومة بحديث الرسول الكريم: «من ولى من أمر المسلمين شيئا، فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين»، وقال إن «تاريخ الجماعة كله يثبت أن جماعة الإخوان عملت بإخلاص لوطنها لم تغلب يوما مصلحة التنظيم أو أفراده على مصلحة الوطن، وأن الجماعة قبل ثورة 25 يناير رفعت شعار المشاركة لا المغالبة فى العمل الوطنى وهو ما تنادى به الآن وما يعمل عليه الرئيس مرسى، وبعد كل ذلك وقبل أى شىء، فالأمل فى الله وحده وهو العاصم من أى فشل قد يتعرض له الوطن». وجاء الحديث مع «الشرق الأوسط» فى لندن على النحو التالى:
* من وجهة نظركم ال«100» يوم الأولى من حكم الرئيس مرسى هل ستكون مفروشة بالصعاب.. وما التحديات أمامه خلال تلك الفترة من فترة رئاسته؟
- بالتأكيد فإن مهمة الرئيس محمد مرسى فى الحكم على قمة السلطة التنفيذية هى أقرب إلى ما يمكن وصفه بالمهمة الاستشهادية، فالرجل أصبح مسئولا عن بناء مصر الجديدة كأول رئيس منتخب شعبيا طوال تاريخها، وعليه تجاوز عقبات وعوائق ومفاهيم فاسدة تراكمت خلال عقود من حكم الفرد الفرعون، والتى كان فيها الولاء لشخص الحاكم مقدما على الولاء للوطن وللشعب فترسخت ما يطلق عليه الآن «الدولة العميقة» من ممارسات لا تعرف الفارق بين الحلال والحرام لا فى المال ولا فى أعراض المحكومين أو دمائهم مع بيروقراطية متخلفة رهيبة تقضى على أى تقدم وكفاءة لا تعرف معنى الشفافية، وتراجع فى كل مؤسسات الدولة وعملها الثقافى والمالى والطبى والتعليمى والخدمى والسياسات الخارجية المتعلقة باستقلالها ومصالحها.. وبالتالى فما أتصوره أن أمامه تحديات ثلاثة بعد إحسان التوكل على الله سبحانه وهى اتخاذ البطانة الصالحة ثم تجاوز بيروقراطية العمل فى الأجهزة والوزارات بما لا يهدم اللوائح المنظمة للعمل وبما يصحح ثقافة العاملين فيها ثم إخضاع الجميع بدءاً من رأس الدولة إلى أدنى درجة فى النظام الإدارى إلى القانون والدستور ووقوف الجميع أمامهما متساوين، بعد أن انتهى عهد الرئيس المخلوع وما كان يتمتع به هو وأسرته وبطانته بالحصانة المؤبدة.
* ما معايير تشكيل الحكومة المصرية الجديدة من وجهة نظركم.. وكم ستكون نسبة الإخوان فيها.. وهل سيكون فيها أحد من إخوان الخارج؟
- الذى أجزم به يقينا أن معيار الكفاءة والنزاهة مع مشاركة القوى الوطنية والثورية فى تشكيل الحكومة المصرية الجديدة للرئيس محمد مرسى أو أى حكومة أخرى طوال وجوده على رأس المسئولية إذا أعطاه الدستور الجديد هذا الحق هو الذى سيحكم اختياراته.
أما نسبة منتسبى حزب الحرية والعدالة أو إخوان الداخل أو الخارج فلا أدرى عنها ولا غيرى من خارج مؤسسة الرئاسة الآن شيئا، وكل ما أنا على يقين منه أننا سنلتزم بمعيار الكفاءة دون إخلال بمبدأ مشاركة باقى القوى ولن يكون لمنتسبى حزب الحرية والعدالة، وهو الحزب الذى كان على رأسه الرئيس أو أى من أعضاء الجماعة - إذا حدث مجتمعين - أغلبية.
* هل عرفتم الرئيس المصرى الجديد عن قرب من خلال ترؤسكم للتنظيم العالمى فى الغرب أو من خلال احتكاككم بإخوان الداخل؟
- أعرف الرئيس منذ سنوات طويلة وصاحبته فى السفر وتعاملت معه مباشرة وشاركته فى ندوات ونقاشات ووجدت فى الرجل صفات كثيرة، ولا أزكيه على الله سبحانه، فهو ليس ملتزما بدينه فقط بل هو محب له مقبل على الله بروحانية طيبة لا مغالاة فيها ولا تفريط، متواضع منكر لذاته، ومن يتعامل معه يشعر أنه إنسان بسيط أقرب إلى عامة الناس منه إلى النخبة، التى هو منها فعلا باعتباره عالما كبيرا فى تخصصه العلمى الذى أكسبه مهارات لا تتاح للكثيرين من الناس، منها الدقة فى تناول الأمور فى الوقت الذى لا تشغله فيه الدقائق عن الكليات، ولا يغفل فى تناوله للكليات عن الدقائق التى تشكلها، وفى سلاسة الأستاذ الجامعى الذى ينقل علمه إلى تلاميذه، ولست مبالغا إذا قلت إن الرئيس الدكتور محمد مرسى كعالم فى تخصصه قد كانت أمامه فرص كثيرة فى أن يقتطف ثمار جهده فى دراسته بالعمل كغيره من العلماء المتخصصين فى مؤسسات عالمية كبرى فيثرى من خلالها، ولكن ارتباطه ببلده (مصر) أظهر عنده خلق ابن البلد الأصيل الوفى الذى لا تغريه المادة لتفك ارتباطه بأرضه وأهله وناسه، وهو ما عبر عنه بعفوية فى كلمات ألقاها أثناء جولاته الانتخابية، فلم تكن مقولات لدغدغة عواطف الجماهير، ولكنها سلوك وقرار خسر هو وأسرته فيهما مالا وراحة بدن وسعة عيش ورفاهية مجتمعات لا يصمد أمام إغراءاتها كثيرون.. وكسب نفسه، وفى النهاية وبقدر الله عز وجل جاءت لتكسبه مصر كلها أرضا ووطنا وشعبا.
ومما لا يعرفه الناس، ولا يريد أن يخبر به أحدا أن ابنه الأكبر (الدكتور) أحمد والابنة التى تليه (الصيدلانية) شيماء قد حصلا على الجنسية الأميركية بحكم ولادتهما فى الولايات المتحدة أثناء دراسته وعمله فيها، وبعد عودته هو وأسرته إلى مصر حرص على ألا يجدد لأى منهما جواز سفره الأمريكى حتى يبلغ كل منهما سن الرشد تاركا لهما الأمر حتى لا يقعا فى مرحلة المراهقة مع معاناة العيش فى بلده تحت إغراءات الهجرة والتطلع إلى العيش فى خارج وطنه وما قد ينعكس على أى منهما من سلبيات تؤثر على انتمائه الوطنى الأصيل.
ولعل صحبتى له أثناء قدومه إلى لندن عام 2009 لإجراء عملية جراحية قد أعطتنى لمحة أخرى لشخصية الرئيس، ففى مراجعة طبية عادية اكتشف الأطباء فى مصر عن طريق الأشعة وجود ورم فى الجمجمة، وكان الرأى هو ضرورة التدخل الجراحى للاطمئنان ومعرفة طبيعة هذا الورم، وبعرض التقارير الطبية الأولية على الأخ والصديق الطبيب المصرى البريطانى البروفسور هانى الديب استشارى الأورام لم يعارض الرأى الأول وحدد جراحا يثق به ومستشفى فى مدينة أكسفورد تكاليف العملية الجراحية فيه أقل من غيره ومناسبة لإمكانات الدكتور محمد مرسى المادية، وأثناء صحبتى للرئيس فى السيارة للقاء الجراح أول مرة كان يشغلنى هاجس هذه العملية، وما أسمعه حسب معلوماتى الطبية البسيطة عن آثار سلبية يمكن أن تنتج عنها، وهو ما كان يشاركنى فيه الإخوة المرافقون معه، ولم نشعر أن الرجل كان ينتابه مثل ما انتابنا بل كانت انفعالاته طبيعية جدا، وكأن الأمر لا يعنيه أو كأنه مقدم على أمر بسيط وعادي.
ومع ما حبا الله به البروفسور هانى الديب من روح دعابة ومرح وتجاوب الجراح البريطانى مع هذه الروح أثناء لقاء التعارف ومراجعة التقارير وما قاله الجراح كعادة الأطباء البريطانيين للمريض قبل أخذ موافقته على العملية عن الآثار السلبية التى يمكن أن ينتج عنها، فقد رأيت من ابتسامات الدكتور محمد مرسى ومرحه وهو مقدم على العملية ما لم أشاهده أثناء حملته الانتخابية، بما أفسره بأن همه وانشغاله بما هو مقدم عليه من أمر بلده (مصر) أكبر بكثير من انشغاله وهمه على شخصه وصحته.
وجرت العملية وكان قدر الله اللطيف بالرجل الذى استقبل هذا القدر برضا واطمئنان أن الجراح وجد أن هذا الورم الذى شغل الأطباء ملتصق بالغشاء المبطن للجمجمة فأزاله، ثم جاءت التحليلات والفحوص بأنه ورم حميد ولم يمكث فى المستشفى إلا ثلاثة أيام غادر بعدها بأيام إلى مصر، وبعد أن ألقى محاضرة فى الشأن السياسى المصرى أمام أساتذة وطلاب العلوم السياسية فى جامعة أكسفورد لم يجهده الرد على مداخلاتهم واستفساراتهم والحوار معهم بصبر وبصيرة.
وفى هذه الزيارة، وأرجو ألا أكون متجاوزا حق الرئيس وأسرته فى الخصوصية فالأمر أصبح من حق الشعب المصرى فقد صحبته السيدة الفاضلة زوجته (أم أحمد) وهى كزوجة لا بد أنها كانت قلقة أيضا مما كان يقوله الأطباء، ولكن ما رأيناه منها نحن وزوجاتنا وأخواتنا وبناتنا من توكل خالص على الله سبحانه، وتسليم ورضا بأمره وقضائه، وتعامل مع الطاقم الطبى المعالج بسمو وفهم وبلغة راقية تجبر الجميع على الاحترام والتقدير فاق ما كان متوقعا، مما يدفعنى بعد رفضها ورفض الرئيس أن تحمل اللقب البدعة «سيدة مصر الأولى» الذى تم فرضه على مصر خلال أربعين سنة، أن أطالب شعب مصر بأن تحمل لقب «أم المصريين» كما كان لقب زوجة زعيم ثورة 1919م سعد زغلول باشا فبين الرجلين تشابه كبير، أما الأول فقد قاد ثورة شعب بكل أطيافه والثانى شارك فى ثورة لكل أطياف الشعب، واستهدفه النظام البائد بالاعتقال كما فعل الاحتلال بالزعيم الأول وخرج من معتقله إلى ميدان التحرير ليصبح قائدا لها بإجماع الشعب عليه.
* ما نصيحتكم للدكتور مرسى عند اختيار أعضاء الحكومة الجديدة؟
- لا أنصحه إلا بتذكيره بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يعرفه جيدا، والذى قال فيه نبى الهدى ما معناه: «من ولى من أمر المسلمين شيئا، فولى رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين».
* سقف توقعات الناس من الرئيس مرسى ارتفع اليوم ويسهم فى الوقت ذاته فى زيادة شعبيته.. فهل تتوقع أن يحقق الرئيس نصف هذه التمنيات؟
- بإذن الله وفضله، فإن تعرف المسئولين فى الدولة على شخص الرئيس ومواصلة اللقاء بهم على مستويات عدة واكتشافهم ما لدى الرئيس من معلومات صحيحة بخلاف ما كان يتم من كتابته من تقارير مزيفة مع قدومه من وسط الناس والدقة فى عمله سيدفع الجميع إلى الاجتهاد فى إنجاز المطلوب منهم حسب واجباتهم التى شغلوا من أجلها منصبهم.
وأتوقع كما يتوقع كثيرون بعد العون من الله أن الأخذ بإخلاص بأسباب النجاح سيؤدى إلى النجاح حتى ولو كانت الإمكانات المادية للدولة فى هذه المرحلة بسيطة، ويكفى أن يضرب المسئول الأول فى الدولة فى السلوك والتعاطى مع شأنه الشخصى والشأن العام المثل والقدوة فيتبعه الآخرون، وكما يقول المثل "الناس على دين ملوكهم" والدين هنا ليس المعتقد العقدى ولكنه منهج النظم والعمل والقوانين.
* من وجهة نظركم ما خريطة نجاح الرئيس مرسي؟
- أولا إذا تجاوز نسبة 60 فى المائة مما وعد بتحقيقه خلال المائة يوم الأولى من وجوده فى الحكم فإنه قد يكون حقق نجاحا ملموسا، وثانيا أن يثق غالبية الشعب المصرى من صوت له ومن لم يصوت له فى كلماته وإخلاصه لبلده ولشعبه، وأن ينسى الشعب فى وجوده ثقافة الحاكم الفرعون الذى كان يقول لشعبه "ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد" بل النصح والإبعاد إذا خان الأمانة.
* كيف سينفذ رئيس حكومة غير إخوانى مشروع النهضة حجر الزاوية فى وعود الرئيس مرسي؟
- مشروع النهضة الذى يحمله الرئيس وشارك بفاعلية فى وضعه ليس خاصا بجماعة الإخوان المسلمين ولا حزب الحرية والعدالة وإن كانت الجماعة قد عملت عليه قبل سقوط النظام البائد بفترة، فالمشروع ملك مصر كلها وشارك فى إعداده خبراء ومتخصصون من خارج الجماعة كانت الظروف الأمنية لا تسمح لهم بالإعلان عن أنفسهم، وليس غريبا أن يعمل رئيس الوزراء ومجموع الوزراء ومن منهم من خارج الجماعة والحزب فى إنجاحه.
* وصول الدكتور مرسى إلى سدة رئاسة مصر هل يعنى دفعة أكبر فى الانتشار للتنظيم العالمى للإخوان فى الغرب؟
- الأمر لم يعد يخص تنظيما معينا أو فصيلا واحدا ولكن الأمر يخص فكرة ومنهاجا وهو التيار الإسلامى الوسطى الذى حاول الكثيرون العمل على تشويهه وحربه وإلصاق كل التهم الباطلة والزائفة به. فقدر الله الحكيم أن ينتخب شعب مصر رجلا عالما مدنيا حصل على أعلى الدرجات العلمية من الغرب ملتزما بدينه منفتحا على كل الثقافات يحمل مشروعا يستوعب شعبه كله بكل أطيافه السياسية وطوائفه الدينية لا يعرف نفى معارضيه، ويتقبل النقد باعتباره غير معصوم، ويؤمن بمبدأ التداول السلمى للسلطة، وأن الشعب هو السلطة العليا فى بلده، وهذا ما يكفى وزيادة.
* عندما أعطيتم صوتكم لمرسى فى المرحلة الثانية هل كنت على قناعة بفوزه؟
- نعم وبصدق كامل لم يكن عندى أدنى شك فى فوزه، على الرغم من الحملة الإعلامية الشعواء عليه وعلى فكره والجهد الخارق الذى قامت به فلول النظام السابق لإنجاح آخر رئيس للوزراء قامت فى عهده الثورة، ثم إن الإيمان بسنة الله سبحانه فى التدافع بين الناس حتى لا تفسد الأرض كان حاضرا فى روح الجميع وقلوبهم وقد بلغ النظام البائد مداه فى الفساد فاستحق الدفع.
* يكثر الحديث عن صراع مكبوت بين الرئيس والمجلس العسكرى.. أين الحقيقة؟
- ما أشعر به وحسب معلوماتى البسيطة أن الأمر لم يصل إلى حد وصفه بالصراع، بل هو خلاف فى بعض وجهات النظر بين المجلس العسكرى الذى تولى إدارة شئون مصر فى فترة حرجة من دون سابق إعداد أو تأهب لهذه الإدارة وبين مطالب ثورة شعب وطموحاتها، وما أتمناه ويتمناه كل المصريين أن تنتهى هذه الفترة الزمنية التى كادت تسقط فيها الدولة بأسرع ما يمكن خصوصا بعد تسليم المجلس العسكرى السلطة للرئيس نهاية يونيو (حزيران) الماضى.
* تعهد مرسى بالإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن وعدم حديثه عن العلاقات المصرية الأمريكية هل كان خروجا عن النص واستفزازا لواشنطن؟
- لم يكن الأمر خروجا عن النص بمعناه الحرفى وإنما جاء تعليقا على لافتة كبيرة مرفوعة أمامه أثناء حديثه للجماهير فى ميدان التحرير ولم يكن من السهل تجاهلها مع علمه، وعلم الجميع أن هذا الشيخ الضرير قد تم استدراجه إلى الولايات المتحدة الأميركية بمنحه تأشيرة زيارة لها من سفارتها فى الخرطوم عندما كان فى زيارة لها، وبالمخالفة للقوانين التى لا تعطى هذه التأشيرة إلا فى الوطن الذى يقيم فيه الزائر إقامة دائمة أو فى وطنه الأصلى، ثم جاء توريطه فى المؤامرة التى ننكرها جميعا عن طريق أحد عملاء المخابرات المصرية الذى اختفى بعد تنفيذ المؤامرة، ثم إن الرجل مصاب بأمراض عدة تدفع إنسانية الإنسان حتى ولو كان رئيسا إلى العمل على الإفراج عنه بعد قضاء فترة عقوبة طويلة، وهو حبيس السجن والبعد عن أهله وفقدان البصر. ثم إن الرئيس الدكتور محمد مرسى نادى بالانفتاح على جميع القوى ويطالب الدنيا كلها بالسلام القائم على العدل مع الجميع، فأين استفزاز واشنطن أو غيرها إذن؟
* ما حجم مشكلات الساحة الإسلامية على الرئيس من وجهة نظركم من جماعة الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية "حزب البناء والتنمية"؟
- لا أتصور أنه ستحدث مشكلات مع هذه القوى مجتمعة أو منفردة فلقاءات الرئيس معهم قبل الانتخابات والاتفاق على التصور العام للمرحلة المقبلة كان واضحا مع الجميع، ويمكن أن تأتى قضية لا تتطابق فيها سياسات الرئيس مع مثاليات فكر وسياسة أحد الأطراف، ولكن حرص الجميع على تماسك الصف الوطنى سيكون بإذن الله العاصم من حدوث المشكلات.
* خطاب الرئيس مرسى فى ميدان التحرير كان خطابا ثوريا، أما خطابه فى المحكمة الدستورية فكان بلغة أخرى، وأيضا خطابه الأخير فى الهايكستب، ما تفسيركم.. ومن كاتب خطاب الرئيس؟
- أولا أنا على يقين أن أساليب الخطابات هى لهجة الرئيس الدكتور محمد مرسى وأسلوبه فى التعبير والمتأمل الدارس يدرك أنها كانت بعيدة عن رطانة كتابات خطابات الرؤساء.
أما اختلاف اللغة إذا جاز التعبير فى كل مكان فقد جاء ليناسب كل موقع، فموقع خطاب رجل الدولة ورأس السلطة يختلف يقينا عن موقف خطاب الثائر أمام الجماهير الثائرة الذى يحمل مع الفكر والرؤية مشروع النهضة روح الثائر.. فخروجه عن ترتيبات الأمن وكشفه عن صدره فى الميدان متحديا هذه الترتيبات لم يكن موجودا بالتأكيد كفقرة منصوص عليها فى الخطاب، ولكننى أعتقد أن السيد الرئيس هو الذى يكتب خطاباته بنفسه.
* من وجهة نظر إخوان الداخل هل عليهم اليوم تغليب المصلحة الوطنية على حساب مصلحة التنظيم وتوسيع رقعة المشاركة مع القوى السياسية الأخرى لأن ذلك هو العاصم الوحيد من طوفان الفشل الذى قد يتعرض له الوطن بأكمله؟
- تاريخ الجماعة كله يثبت أن جماعة الإخوان المسلمين التى عملت بإخلاص لوطنها لم تغلب يوما مصلحة التنظيم أو أفراده على مصلحة الوطن، ولا يستطيع أحد أن يشكك فى ذلك بدليل المحن تلو المحن والقضايا الملفقة وعشرات الآلاف من المعتقلين والمسجونين والمئات الذين قتلوا تحت التعذيب أو على أعواد المشانق، ومع ذلك حافظت الجماعة على سياسة رفض العنف أو الاستفزاز، وفعل الخير لشعبها طاعة لربها وتقربا منه كدعاة إليه. ومن التاريخ أيضا أن الجماعة وقبل ثورة 25 يناير 2011 قد رفعت شعار المشاركة لا المغالبة فى العمل الوطنى، وهو ما تنادى به الآن وما يعمل عليه الرئيس محمد مرسى، وبعد كل ذلك وقبل أى شىء فالأمل فى الله وحده وهو العاصم من أى فشل قد يتعرض له الوطن.
* ما تعليقكم على ما تردد من أن هناك دعما أمريكيا للإخوان مقابل ضم قطاع غزة لمصر أو ترحيل أهله لسيناء؟
- هذا الكلام عار عن الصحة تماما وواضح مدى التدليس فيه لسببين، أولهما أن جماعة الإخوان المسلمين بوصفها فصيلا من فصائل الوطن المصرى لا تملك ولم يسبق لها ممارسة حق التفاوض مع أحد على أمر يخص شأن الوطن، وثانيهما هو أنه لا أحد على أرض مصر ولا فرد من شعبها صحيح الإيمان.. صادق الوطنية.. سليم العقل.. يتصور أن يقوم بالتفريط فى حبة رمل واحدة من أرض سيناء، أو يقبل أن يتم انتزاع قطاع غزة من الجسد الفلسطينى ليساعد المحتل الصهيونى على حل مشكلته أو أزماته ويمزق بيديه فلسطين التاريخية بمثل هذه الأفكار ولو بمال الدنيا وكنوزها كلها، والحقيقة أن مثل هذه الأفكار قد تم طرحه عام 1953 على مصر عن طريق وكالة الغوث الخاصة بالفلسطينيين وتم رصد 30 مليون دولار من ميزانيتها لاقتطاع جزء من الشمال الغربى لسيناء ليكون وطنا بديلا للاجئين، وتم رفض الفكرة من أساسها فى هذا الوقت، وكان أشد الرافضين وقتها هم اللاجئين أنفسهم، ولكن يبدو أن الفكرة لم تمت عند أصحابها، فمن أجلها تم إنشاء ترعة السلام التى تحمل مياه النيل إلى سيناء، ومع كل ذلك ستبقى الفكرة مرفوضة ولا يمكن قبولها من أى طرف.
نقلا عن صحيفة الشرق الوسط..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.