قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز أضعف من قبضة المتشددين الإسلاميين بإعلانه تعيين أول امرأة فى منصب وزارى رفيع وإعفائه رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر (الشرطة الدينية) وهو رجل دين أصولى. وترى الصحيفة أن هذا التعديل الوزارى المفاجئ يشير إلى إحباط العاهل السعودى من وتيرة الإصلاح فى المملكة غير المتوازنة بين المعتدلين والمتشددين، وأردفت الصحيفة أنه عن طريق توسيع نطاق أصوات المفكرين الإسلاميين ذات الاتجاهات الحديثة يسعى الملك عبدالله لإعادة تشكيل المؤسسة الدينية، فى الوقت الذى تواجه البلاد فيه الأزمة المالية العالمية وتجدد تهديدات مقاتلى القاعدة. وأشارت الصحيفة إلى أن الملك عبدالله أقال الشيخ إبراهيم غيث رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر التى تشرف على الشرطة الدينية، وهو الذى كان يقوم باعتقال من يعتبرهم لا يحترمون الشئون الدينية مثل عدم ارتداء الحجاب وغيره، كما أقال الشيخ صالح لحدان رئيس المحكمة الدينية العليا بالبلاد الذى كان قد أصدر فتوى بقتل أصحاب القنوات الفضائية "التى تبث الشر والبرامج غير الأخلاقية" وفقاً لتصريحات لحدان. ووصفت الصحيفة قيام العاهل السعودى بتعيين نورا الفايز فى منصب نائب وزير تعليم المرأة بأنه استجابة لزيادة الضغط من جماعات حقوق المرأة للقضاء على التمييز بين الجنسين. وأضافت فى مؤشر آخر يدل على أن الملك يضغط للحصول على مزيد من الانفتاح داخل هذا البلد المحافظ ذى التيار الوهابى الإسلامى، فإنه سيتم إعادة تشكيل ما يسمى "لجنة العلماء الكبرى" المكونة فقط من مجموعة من علماء الدين ليضاف إليها ممثلون عن جميع المدارس السنية. ونقلت الصحيفة عن فهد محمد القحطانى أستاذ الاقتصاد بجامعة الرياض، "إن الأمر يعد علامة إيجابية، فهو على الأقل سيضخ دماء جديدة للنظام على الرغم من تأخره كثيراً، كما أنه تغيير بسيط، فالملك نفسه لا يمكنه اتخاذ خطوات جذرية رغم الحاجة الماسة لهذا". وقالت الصحيفة إن الملك عبد الله منذ وصوله السلطة فى 2005، وهو يتلقى الثناء من المعتدلين لما اتخذه من خطوات للحد من نفوذ المحافظين المتشددين، إلا أنهم اشتكوا من بطء تحركاته بسبب خوفه من غضب بقية أفراد العائلة المالكة. وأضافت أن ما حدث مؤخراً دليل قوى على أن الملك يريد أن يرسى مبدأ التحديث فى هذا البلد الذى ما زال يجلد من يتهم بالتجديف وما زال لا يعطى المرأة حق التصويت فى الانتخابات. وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن الملك عبد الله بدأ مؤخراً سلسلة من الإصلاحات القضائية وبناء جامعة تكلفت مليارات الدولارات تقوم على البرامج التعليمية الغربية والدولية، كما دعا إلى مزيد من التسامح بين الأديان.