أصبح سوء التنظيم فى كثير من الحفلات الغنائية هو السمة الأكثر ارتباطاً بأغلبها، ويلمسها الجمهور ويكون طرفاً فيها، سواء كانت الجهة المنظمة حكومية أو شركات خاصة، بالإضافة إلى دخول بعض الأشخاص فى مسألة التنظيم، دون أن يكون لديهم أدنى خبرة فى المسألة مما يسىء فى النهاية للفنان والجمهور والجهة المنظمة معاً. رغم تعدد الحفلات الغنائية التى تتم إقامتها حالياً فى مصر، إلا أن سوء التنظيم أصبح سمة أساسية يلمسها الجمهور دائماً فى غالبية هذه الحفلات التى تنظم من قبل الجهات الحكومية أو الشركات الخاصة. أسوء حفل لمنير بالأوبرا فقد شهدت ساحة الحفلات فى الفترة الأخيرة مهازل متعددة، ومتكررة من قبل الجمهور ومنظمى الحفلات، ولعل ما حدث فى حفل الفنان محمد منير الأخير بدار الأوبرا المصرية مساء الجمعة الماضية أكبر شاهد عيان على ذلك، ووصفه الجمهور بأنه أسوء حفل لمنير من حيث التنظيم وتكدس الجمهور ورفض ضباط الأمن دخول السيارات إلى الباركينج الخاص بالأوبرا، مما أعاق حركة المرور بكوبرى قصر النيل والزمالك، بالإضافة لضيق مساحة المكان، مما دفع الشباب إلى تسلق الأشجار وأخذوا مقاعد على فروعها لتفادى الزحام من ناحية، ومن حاولوا دخول الحفل بعد ذلك تعرضوا للضرب بالأحزمة والخرزانات من الأمن وحرس الأوبرا، رغم أنهم كانوا يحملون التذاكر فى أيديهم، مما أدى إلى قيام الجمهور بتكسير اللوحات الإعلانية المثبتة فى أرض الأوبرا وإسقاط جزء من المسرح. تامر يغادر الحفل بعد ساعة بعد ضرب الشباب للبنات كما حدث فى حفل الفنان تامر حسنى بجامعة المنصورة، حين سقطت مجموعة من البنات وتم ضربهم بعد هجوم الشباب عليهم لاحتلال الصفوف الأولى من خشبة المسرح، فترك تامر الحفل بعد ساعة واحدة فقط من بدايته. عشوائية بعض المنظمين وقلة الخبرة ومن أهم الأسباب التى أدت إلى سوء تنظيم الحفلات فى مصر بشكل عام، دخول بعض الأفراد الذين لا يملكون أى خبرة فى مثل الأمور، وهذا ما أكده تامر عبد المنعم أحد منظمى الحفلات فى مصر، مشيراً إلى وجود عدد قليل جداً من الشركات المصرية التى تستطيع القيام بمهمة تنظيم الحفلات فى مصر ومنها شركة طارق نور ونايل بى أر، مع العلم أنه لا توجد حفلة بدون أخطاء بشرط أن تكون أشياء صغيرة يمكن تفاديها. وأشار عبد المنعم إلى أن أهم الخطوط الرئيسية التى يحرص على اتباعها فى تنظيم أى حفلة هى عمل حملات إعلانية قوية للحفل تسبقه بفترة كبيرة، إضافة إلى توفير أماكن تستوعب عدداً كبيراً من الجماهير مع توفير الأمن بجميع مداخل ومخارج المسرح، سواء كان ذلك بوجود ما يلزم من أفراد الأمن "البودى جارد" التى توفرها الشركة أو بالاتفاق مع الجهة الحكومية المنظمة للحفل. الجمهور سبب فى سوء التصرف من ناحية أخرى، عبر تامر عن استيائه الشديد مما قام به حراس الأوبرا من تعدٍ على الجمهور بالضرب فى حفل منير الأخير، قائلاً "أياً كانت أفعال الجمهور وسلوكه فلابد من احترامه وعدم إهانته، ومن المفترض أن يتم معاقبة هؤلاء الأشخاص المعتدين". إحدى النساء ضربت رجلاً على وجهه فى حفل أليسا وفضل شاكر لكن هذا لا يمنعنا من الإشارة إلى بعض الأفعال المشينة التى يقوم بها بعض الأفراد فى الحفلات، وأذكر منها واقعة تعدى إحدى السيدات بالضرب على رجل فى حفل أليسا وفاضل شاكر الذى أقيم فى أغسطس الماضى بالأوبرا، بسبب إصرارها على أخذ المقعد الشخصى له. وعن طلبات النجوم، أكد عبد المنعم أن المطربين الأجانب يكونون أكثر تحديداً فى طلباتهم من المصريين الذين يطلبون التعامل مع مهندس صوت أو مدير إضاءة معين.
