حذر جهاز حماية المستهلك السبت الماضى من وجود بعض المنتجات الغذائية لشركة بينات كوربوراشن أوف أمريكا، لكنه لم يعلن عن أسماء هذه المنتجات، مما أثار المخاوف بسبب فساد تلك المنتجات وعدم صلاحيتها للاستخدام الآدمى، كما رفضت الجهات الحكومية خاصة الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات الكشف عن أسماء تلك المنتجات، رغم أن هيئة الأغذية والدواء الأمريكية قامت بسحب نحو 350 منتجا للشركة، يدخل فى مكونات تصنيعها الفول السودانى، لاحتمال تلوثها بمادة السالمونيلا. خبراء اقتصاديون أكدوا أن الإعلان عن أسماء تلك المنتجات الأمريكية قد يضر بالعلاقات الاقتصادية والتجارية المصرية الأمريكية، الأمر الذى قد ينعكس بآثار سلبية أيضا على العلاقات السياسية بين البلدين خلال الفترة القادمة. من الجهاز إلى هيئة الرقابة من جانبه، أكد سعيد الألفى رئيس جهاز حماية المستهلك، أن الجهاز فى انتظار الرد من الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات ووزارة الصحة المكلفين بالبحث إذا كان هناك شركات تستورد هذه المنتجات الأمريكية الفاسدة أم لا، ففى حالة ثبوت وجود مستوردين لهذه السلع سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، وإلزامهم بالإعلان عن الكميات الموجودة بالأسواق فى الصحف وفقا لما يحدده بنود القانون، كما ستقوم الهيئة بإيقاف أى واردات تدخل إلى مصر من هذه الشركة خلال الوقت الراهن حتى يتم الإعلان عن الرد من الجهتين الحكوميتين، وأضاف الألفى أن وزارة الصحة ستقوم بإجراء حملات تفتيش فى المحال التجارية والأسواق لمعرفة إذا كان هناك أى منتج من هذه السلع الفاسدة الغير صالحة للاستخدام الآدمى بالسوق المحلية، وبالتالى سحبها على الفور. وتحفظ اللواء محمد البنا رئيس الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، فى الرد والكشف عن أسماء منتجات الشركة الأمريكية بينات كوربوراشن أوف أمريكا دون إبداء أى سبب مقنع. الفساد طبيعى ومن جانبه أوضح المهندس عمر مهنا رئيس الغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة، أن الإعلان عن وجود منتجات فاسدة لشركة أمريكية فى مصر لن يكون له تأثير سلبى على العلاقات التجارية والاقتصادية المصرية الأمريكية، وقال مهنا: إنه أمر طبيعى أن يكون هناك فساد فى أية شركة على مستوى العالم، وليس فى الشركات الأمريكية فقط، لكننى لن أدافع عن هذه الشركة، إن ثبت أن منتجاتها فاسدة وغير صالحة للاستخدام الآدمى". و أكد عمرو عصفور، عضو الشعبة العامة للبقالة بالغرفة التجارية، أن الجهات الرقابية لابد أن تتحرك بشكل حقيقى و"جرىء" للإعلان عن أسماء تلك المنتجات الأمريكية، وأضاف: بعد الإعلان عن أسمائها سنقوم كشعبة بإصدار بيان رسمى حتى يتوقف السوق المحلى عن التعامل مع منتجات الشركة. استيراد فاسد فى المقابل، قال الدكتور صلاح جودة الخبير الاقتصادى ومدير مركز الدراسات الاقتصادية بالقاهرة، إن هناك فاسدين يقومون باستيراد منتجات غير صالحة للاستخدام الآدمى، لوجود مسئولين فاسدين بالحكومة يتسترون عليهم، مشيرا إلى أن الأجهزة الرقابية الحكومية لدينا غير فعالة، حيث يوجد فى غالبية دول العالم ما يسمى "بالقائمة السوداء" للشركات التى تقوم بإدخال سلع غير مطابقة للمواصفات، وهذا غير معمول به فى مصر، مؤكدا أن هيئة الرقابة على الصادرات والواردات لابد أن تعلن عن أسماء الشركات التى تستورد هذه السلع الفاسدة وإلا فسوف يتم الكشف عن مدى وجود فساد بالجهات الرقابية الحكومية المصرية، وهذا ليس أمرا غريبا، لأننا شعب هان على الحكومة، فى ظل تزايد المنتجات الغذائية الفاسدة التى يتناولها المواطن خلال الفترة الأخيرة، ودخول مبيدات وأعلاف مسرطنة وماشية مريضة للأسواق المحلية تحت بصر وسمع بعض المسئولين الحكوميين.