أثار قرار محافظ أسوان المفاجىء بتخصيص 10400 فدان بمنطقه وادى كركر لإقامة قرى نوبية على ضفاف بحيرة ناصر غضب آلاف النوبيين الذين كانوا ينتظرون العودة إلى مناطقهم الأصلية وليس إلى منطقة كركر، التى تتميز بوعورتها وبعدها عن العمران، على الرغم من تأكيد محافظة أسوان بأن تلك المنطقة حددتها لجنة الرى والإسكان والزراعة، وأنها مناسبة للإقامة وتنفيذ البنية الأساسية وتم رفع مساحتها. زارت قيادات نوبية تابعة للحزب الوطنى الحاكم منطقة وادى كركر، ومنهم عبد الرازق عبد الحليم رئيس المجلس الشعبى المحلى لمحافظة أسوان والسكرتير العام السابق لمحافظة أسوان عمر محمدين، بينما رفض أغلب القيادات النوبية غير المسيسة ذلك القرار وتدعو إلى تنظيم مؤتمر شعبى. ويقول الحاج أحمد إسحاق رئيس لجان المتابعة للملف النوبى، إن وادى كركر منطقة بعيدة عن النيل وصغيرة المساحة، ونحن نطالب ببناء 44 قرية بنفس الأسماء القديمة على ضفتى النيل من جنوب السد العالى حتى أدندان وقسطل، كما كان الحال من قبل، وتنفيذاً لقرار فخامة الرئيس مبارك، وهذا مطلبنا الوحيد الذى لا يمكن التنازل عنه، وكذلك لابد أن يعامل النوبيون معاملة سكان مدن القناة عندما تم تهجيرهم وإعادتهم بعد ذلك بالكامل بعد انتهاء الحروب. ويضيف الناشط النوبى طارق أغا، أنه بعد طول انتظار حدث تلاعب كبير فى قضية مساكن المغتربين النوبيين، حيث تم اختيار منطقة كركر، وهى جنوب مطار أسوان، وهى منطقه جدباء لا تصلح للزراعة وقد خصصت 99% من أراضى البحيرة للمستثمرين، والآن يعطوننا 1% من الأراضى التى لا تصلح للعيش. قال أغا، إن أبناء النوبة مصرون على ألا تكون منطقة كركر تعويضاً للنوبيين، وإن هناك فئة من النوبيين موالية لقرارات الحكومة وباعت القضية لأطماع شخصية، وهم معروفون للجميع وبدلاً من أن تبنى الحكومة منازل وقرى جديدة فى كركر الأفضل لها أن تبنى فى المواقع الجغرافية القديمة.
