أكد عمر دهب، المتحدث باسم الوفد السودانى المفاوض مع الجنوب فى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، تمسك بلاده باتفاقية السلام الشامل التى وقعها مع الجنوب، وبالشرعية الدولية كخريطة دولية لحل كل المسائل الأمنية بين الدولتين، فى حين اتهم دولة جنوب السودان بتبنى خريطة خاصة بها أدخلت بها مناطق غير متنازع عليها مثل منطقة "هجليج". وأشار المتحدث، فى تصريحات للصحفيين اليوم، خلال المحادثات الجارية بين البلدين، إلى أن مجلس الأمن الدولى أدان إقدام الجنوب على احتلال منطقة هجليج، وهو ما يعنى أن هذه المنطقة لا يمكن أن تكون بأى حال جزءاً من دولة جنوب السودان، مشيراً إلى أن هذه الخريطة الخاصة بالجنوب ضمت مناطق غير متنازع عليها، من شأنها أن تؤدى إلى استمرار النزاع المسلح، وتمهد لاستمرار الأعمال العدائية والعدوان بما يتناقض تماما مع قرارات مجلس الأمن. وطالب المتحدث "الشرعية الدولية والرأى العام العالمى" إلى الانتباه لهذه المسألة. وحول الموقف من مسألة الحدود، قال المتحدث إن موقف الوفد السودانى المفاوض واضح للغاية، وهو الاعتماد على الخريطة الدولية والتى تتمثل فى اتفاقية السلام الشامل والشرعية الدولية، والتى جرى على أساسها الاستفتاء فى الجنوب لتقرير مصيرهم، وهى الخريطة التى اعتمدتها الأممالمتحدة فى كافة عملياتها، مشيراً إلى أنها خريطة دولية واضحة المعالم ويتعين تحديد على أساسها المناطق المنزوعة السلاح والمسائل العالقة الأخرى المعنية بالحدود، وانسحاب كل من قوات البلدين إلى حدودها. لكن المتحدث باسم الوفد السودانى عمر دهب قال، "ما يقلقنا حقيقة هو أن دولة جنوب السودان استفادت من الخريطة الدولية هذه فى نيلها الانفصال، وتأتى الآن لكى تنكر هذه الخريطة وتقدم خريطة ليس لها صلة من الناحية القانونية أو الفنية بالخريطة الدولية، بل جاءت من بنات أفكارهم بغير أساس، وتتنافى مع الممارسات الدولية، ومع روح قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2046 وقبله مع قرار مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقى". ودعا الجنوب إلى التفاوض بحسن نية حول نقاط الاختلاف والالتزام بهذا المبدأ بهدف التوصل إلى تسوية هذه المسألة، وقال، "نحن نعترض على وجود أفكار مسبقة لدولة جنوب السودان بوضع صعوبات أمام عملية التفاوض للوصول إلى هدف معين مثل اللجوء إلى التحكيم". وأشار فى هذا الصدد إلى أن لجنة الوساطة الأفريقية، والتى يرأسها رئيس جنوب أفريقيا السابق تابو مبيكى، استمعت إلى الطرفين، ونحن باختصار رأينا وموقفنا واضح وفصلناه مرارا وتكرارا. ويشارك فى هذه المحادثات التى تجرى بوساطة الاتحاد الأفريقى كل من وزير الدفاع السودانى عبد الرحيم محمد حسين ووزير دفاع الجنوب جون كونج ووزير خارجية جنوب السودان نيال دينج نيال ووزير داخلية السودان إبراهيم محمود أحمد.