أكد السودان تمسكه بالخريطة التي اعتمدت عليها الشرعية الدولية والاقليمية والتي قام على أساسها استفتاء جنوب السوان وما تلاه من انفصال الجنوب واعتراف السودان بتلك الدولة. جاء ذلك في تصريح للناطق الرسمي باسم اللجنة السياسية والأمنية المشتركة من الجانب السوداني السفير عمر دهب لوكالة السودان للانباء مساء اليوم "الاربعاء". وقال إن موقف الوفد السوداني المفاوض هو الاعتماد على الخريطة الدولية التي على أساسها جرى الاستفتاء من أجل تقرير المصير والانتخابات التي سبقت ذلك وهي ذات الخريطة التي نص عليها في اتفاقية السلام الشامل عام 2005 واعتمدتها الاممالمتحدة في جنوب السودان (يونيميس) والقوة الهجين للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي (يوناميد) في دارفور في القيام بكل عملياتها قبل انفصال جنوب السودان واعلان استقلاله وبعد اعلان الاستقلال. وأكد أن السودان يعتمد في دعواه على خريطة دولية واضحة المعالم على أساس خط الصفر فيها تحدد المناطق منزوعة السلاح وتحدد تسوية المسائل العالقة الخاصة بإعادة انتشار القوات ووقف العدائيات وانسحاب القوات كل إلى داخل حدود دولتها. وأشار السفير دهب الى أن ما يقلق الوفد السوداني المفاوض هو أن جنوب السودان الذي استفاد من هذه الخريطة الدولية في ممارسة حق تقرير المصير ونيل الانفصال يأتي الآن لكي ينكر وجود هذه الخريطة بحجتها السياسية والقانونية، ويأتي بدلا عن ذلك بخارطة تفتقد الحجية القانونية والفنية وتناسي الممارسة الدولية وتناقض روح القرار الأممي رقم 2046 وخارطة طريق مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي. وأضاف الناطق الرسمي باسم اللجنة السياسية والأمنية المشتركة من الجانب السوداني السفير عمر دهب، أن الخارطة التي يعتمد عليها وفد السودان المفاوض هي خارطة دولية حقق السودان بها انجازات ونص عليها في اتفاقية السلام الشامل وهي بذلك صالحة تماما وتمتلك الشرعية الدولية للمضي قدما في انجاز المهمة الرئيسية التي تهم البلدين وهي استتباب الأمن والسلام. وجدد السفير دهب تمسك السودان بتلك الخارطة وبالشرعية الدولية فيما يتعلق بها لحسم كل المسائل الأمنية بين الدولتين ازاء خريطة جنوب السودان التي قدمها وفد جنوب السودان المفاوض والتي أدخل فيها مناطق غير متنازع عليها مثل منطقة "هجليج". وأوضح أن دخول واحتلال منطقة هجليج، وهو العمل الذي أدانه مجلس الامن والمجتمع الدولي، اشارة واضحة إلى أن هجليج لا يمكن أن تكون جزءا من جنوب السودان، وحذر من مغبة اللجوء لمثل هذه الخارطة التي قدمها جنوب السودان والتي ضمت مناطق غير متنازع عليها الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى استمرار التنازع والنزاع المسلح. وأضاف أن هذه الخارطة تنفيذ لاستمرار الاعمال العدائية والعدوان وأن ذلك أمر يتناقض تماما مع قرارات مجلس الامن الدولي، داعيا الشرعية الدولية والرأي العام الدولي للانتباه لهذه المسألة وتأثيراتها السلبية.