استقبل أهالى منطقة سجن طرة الحكم على الرئيس السابق محمد حسنى مبارك ونقله إلى سجن المزرعة بهدوء شديد، وفيما يمكن وصفه كما قاله الحاج مجدى أحد سكان المنطقة"، ولا فارق معانا وجوده هنا من عدمه، بس هم ليه صحيح حكموا عليه الحكم ده، أصله ميت ميت"، متسائلاً: "هما كده هيرجعوا الفلوس اللى اتسرقت ويجيبوا حق الشهداء اللى ماتوا؟". ومن الواضح أن الأهالى ملوا من الحديث فى السياسة، والذى أصبح الشغل الشاغل للمصريين فى هذه الأيام، أيضا كرهوا وجودهم فى منطقة طرة، والتى أصبحت منذ سجن رموز النظام السابق مادة خصبة لوسائل الإعلام، وذلك وفقاً لما قاله محمد عبد العزيز من الأهالى، الذى أكد أن وجود رموز النظام فى المنطقة، جعلهم طول الوقت يتحدثون عن من شاهدوه وهو داخل السجن أو خارج منه، وزاد من "الطين بله" كما قال، هو وجود مبارك نفسه فى السجن فالجميع سيرغب فى معرفة تفاصيل وجوده، مطالباً بطى تلك الصفحات من تاريخ مصر، ونسيان مبارك حتى تستعيد "البلد" ريادتها فى المنطقة. أما أحمد أحد العاملين بمنطقه طرة، فأكد أن المنطقة لم تتغير بقدوم مبارك إليها، فحتى الآن لم نشعر بالتغيير الحقيقى لمصر بعد خلع الرئيس السابق، الذى أحزننى خبر الحكم عليه بالسجن "المؤبد"، أما عن الحالة الآمنية فى المنطقة، فلم يطرأ عليها جديد فهو نفس الوجود الآمنى ولم يتغير. أما محمد عاطف أحد سكان طرة: "فقال: نحن غير راضين عن الحالة التى تعيشها مصر، مضيفا: "إحنا مش عارفيين نشغل ولادنا ولا نعالجهم، كمان يروحوا يجبولنا مبارك هنا فى سجن طرة هو إحنا ناقصين وجودة جنبا، طبعاً المستشفى اتجهّز على أعلى مستوى، واحنا مش لاقين نتعالج". "كدة كدة إحنا عايشين شحاتين"، هكذا بدأت منى بائعة متجولة بطرة حديثها ل"اليوم السابع" قائلة: "شالوا مبارك، وسجنوه وهيجبولنا واحد من أبو دقون يحكمنا: "أقل حاجة أيام مبارك كنا بنام مطمنين بس دلوقتى بقينا نتسرق وبناتنا بيتخطفوا ويغتصبوا ولا حد بيجيب حقهم، "وتروى منى قضة خطف إحدى أقاربها منذ الخميس قبل الماضى، حيث خرجت من منزلها فى منطقة طره لشراء طعام لكنها لم تعد حتى الآن والشرطة لم تتحرك بعد لأنها "مشغولة بمبارك". ومجدى الذى يعمل فى إحدى ورش المكانيكا بمنطقه طرة فيقول "إحنا هنا مش متخيلين إنهما هيحبسوا مبارك هنا فى السجن، هما جابوه هنا علشان يهدوا الشعب وبعد كدة سيتم نقله إلى المركز الطبى العالمى "بردوا ده كان رئيس مصر، مستحيل العرب اللى بيذلونا بفلوسهم يسيبوه". أما فاطمة فهى إحدى الزائرت للسجن والذى يتواجد فيه زوجها قالت: التشديدات الأمنية داخل السجن قوية، لدرجة أنهم يقومون بتفتيش الحقائب أكثر من مرة، وهو ما لم يكن يحدث من قبل "دول مبيعدوش الهواء جوه ربنا يسترها علينا وعلى مصر". باهر محمود مدرس لغة عربية بالتربية والتعليم قال: لم يكن مبارك يعلم يوماً أنه سيأتى إلى سجن مزرعة طرة، وهو سجين يقضى فترة عقوبته بالسجن المؤبد لاشتراكه فى قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير، ولو كان يعلم ذلك لقام بتنظيف المنطقة التى تعانى من الإهمال الشديد وستعانى أكثر فى وجود مبارك فيها. أما عن الحرفيين وأصحاب الورش المتواجدين بالمنطقة فأكدوا أنهم فقراء يعيشون على قوت يومهم ووجود المخلوع ورموز النظام السابق بالقرب منهم سيتسبب فى زيادة التشديدات الأمنية والعرقيل أمام القادمين للمنطقة، مما سيتسبب فى عزوفهم عن القدوم والبحث عن بدائل أخرى فى مناطق مختلفة. وأكدت مريم توفيق، أنه فور إعلان المستشار أحمد رفعت، أمس بالحكم فى قضية القرن، فقد انتابتنى حالة من الرعب الشديد، خوفًا من تكرار الأحداث التى عاشتها عقب قيام ثورة 25 يناير مع التهديدات باقتحام السجن من قبل أسر الشهداء الرافضين للحكم، وأضافت قامت مجموعة من الشباب بتهدئة المواطنين خاصة السيدات، الذين انتابتهم حالة من الرعب بعد صدور الحكم مباشرة، كما أن الكثيرين أبدوا اعتراضهم على الحكم، حيث يرى البعض أنه غير قانونى وأنهم يستحقون أكثر من ذلك. أما عن المرشحين فى جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، فقد انقسم الأهالى بين مؤيد معارض للطرفين فطرف يؤكد أن شفيق الوحيد القادر على النهوض بمصر وإعادة الآمان لها فى المرحلة الحالية أما الآخرون فرفضوه، مؤكدين أنه امتداد لنظام مبارك وأن انتخاب مرسى أفضل لأن التغيير هو الحل. وفى السياق ذاته شهدت المنطقة المحيطة بسجن طره والمزرعة تشديدات أمنية مكثفه لتأمين مدخل السجن من جميع الجهات، كما انتشرت الدوريات الأمنية أمام الباب الرئيسى فى محاولة لتأمين المدخل، وتفتيش الزيارات القادمة إلى السجن عند الدخول، وعند الخروج كما بدى واضحا أن هناك من يقومون بمراقبة المارة أمام البوابة الرئيسية وكذلك السيارات التى تمر أمام سجن طره.