نظم طلاب الفرقة الرابعة بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية، بالتعاون مع قسم العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة القاهرة، حملة للتوعية بخطورة التداوى بالأعشاب الطبية غير المرخصة فى الصيدليات، وغير المدون عليها الآثار الجانبية الخاصة بها، والتى يتم تداولها بشكل عشوائى فى مصر على الأرصفة وفى محلات العطارة. طلاب الحملة اعتمدوا على عمل بعض البرامج والأفلام بطرق مبتكرة وحديثة لتوعية البسطاء فى مجتمعنا عن طبيعة بعض المنتجات العشبية المتداولة فى السوق المصرية، والاستخدام الآمن، وخطورة الاستخدام العشوائى لها. وصرح الدكتور خالد مصيلحى، أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة القاهرة والمسئول عن الحملة، لابد من التأكيد على إظهار أسماء المنتجات المرخصة فقط، والمتداولة بالصيدليات، وإقناع مجتمعنا بضرورة تداول هذه المنتجات تحت إشراف متخصصين فى مجال الطب والصيدلة، فهم وحدهم قادرون على تحديد الطريق الآمن لاستخدام هذه المنتجات الطبيعية. ويقول: إن التداوى بالأعشاب والنباتات الطبية انتشر واحتل مكانة عالية بين العلاجات الناجحة فى عصرنا الحديث، وأصبحت مبيعات الأدوية العشبية أو الأدوية المستخلصة من النباتات الطبية تشغل حوالى 30% من إجمالى مبيعات الدواء فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويكمن سر الإقبال على الأعشاب هو كفاءتها فى علاج كثير من الأمراض، مع وجود آثار جانبية محدودة، مقارنة بالأدوية التقليدية غير العشبية، وفى ظل هذه الزيادة المطردة فى استهلاك الأدوية العشبية، وضعت منظمة الصحة العالمية معايير وضوابط للدعاية وإعلانات المنتجات العشبية، وتضمنت هذه المعايير إبراز الآثار الجانبية للعقار العشبى بنفس قدر إبراز تأثيراته العلاجية فى الإعلان مع توضيح التفاعلات الدوائية للمنتج المعلن وضرورة التأكيد على مصدر المنتج، والتأكد من ترخيصه من مؤسسات صحية متخصصة ومعتمدة. أما بالنسبة للوضع فى مصر فهناك فوضى فى وسائل التوعية ويتم الإعلان عن منتجات عشبية غير مرخصة، ولا يظهر فى الإعلان آثاره الجانبية التى قد تكون فتاكة، وتودى بحياة الكثير من مستخدميها فالاعتقاد الخاطئ أن النباتات الطبية آمنة تماماَ، وليس لها أى آثار جانبية عارية تماماً من الصحة، فالأمان المطلق غير موجود فى أى دواء، ووجود هذه الفكرة فى عقول مجتمعاتنا، وجعلتها فريسة لمروجى الأعشاب غير المتخصصين والباحثين عن الربح السريع، بدون الإشارة لخطورة الاستخدام الخاطئ لهذه الأعشاب، وهذا هو الهدف من حملتنا. ويؤكد على دور كل فرد من المتخصصين فى مجال التداوى بالأعشاب والنباتات الطبية للتوعية لمحاربة الغش والدعاية المضللة لهذه المنتجات، ولكى تنجح حملات التوعية المجتمعية لابد من فريق ضخم يتبنى هذه الحملة، فلابد من مشاركة كل أطراف الحقل الطبى بداية من طلاب كليات الطب والصيدلة لضمان تحقيق أهداف الحملة بأسرع وقت وليبدأ كل فرد بمنطقته أو حتى جيرانه. فبالرغم من كفاءة الأعشاب والنباتات الطبية عل مستوى العالم، ولكن مازالت الأعشاب تئن فى مجتمعاتنا من مروجيها من المشعوذين وغير المتخصصين، وبذلك يحولون هذه العلاجات الفعالة والناجحة إلى سلاح على رقابنا، ويدمر مجتمعاتنا، بهدف الربح فقط.