مابين العلاج بالأعشاب والأدوية الطبية تاه المرضي ففي الوقت الذي تروج فيه بعض الصحف والقنوات الفضائية لبعض المستحضرات العشبية المستخلصة من الأعشاب الطبيعية كحل سحري لعلاج الأمراض المستعصية كالسكر والكبد والفشل الكلوي والضعف الجنسي.. تجيء تحذيرات المسئولين والأطباء بعدم التعامل مع هذه المستحضرات لأضرارها الكثيرة لكن للضرورة أحكام فبعد ارتفاع أسعار الأدوية لجأ محدود الدخل للأعشاب لأنهم لا يملكون ثمن الأدوية الطبية. في البداية يقول سيد مرسي عامل بناء مرضت بالضغط والسكر منذ 7 سنوات ولم تتحسن حالتي علي استخدام الأدوية الطبية بل ساءت وأصبحت أعالج بحقن الأنسولين بدلاً من الأقراص ومع ارتفاع أسعار الأدوية لجأت لاستخدام بعض الأعشاب الطبية والوصفات العشبية التي وصفها لي أحد أقاربي ورغم استخدامي لهذه التركيبة العشبية الغريبة منذ أسابيع إلا أنني لم أشعر بأي تحسن حتي الآن. ويضيف طارق أمين موظف لجأت للعديد من الأطباء لعدم قدرتي علي الانجاب وأنفقت كل ما أملك علي التحاليل والأشعات والعمليات والأدوية وبعد أن أصبح الأمل شبه معدوم لجأت للأعشاب لأنها رخيصة الثمن ورغم تحسن حالتي نسبياً إلا أنني بدأت أشكو من أعراض لأمراض جديدة كارتفاع ضغط الدم ووجع بالقولون والكليتين الأمر الذي جعلني اتراجع عن استخدام هذه التركيبة. ويشير خليل علي خضير أصبت بمرض جلدي مفاجئ انتشر بجسدي ولجأت للعديد من الأطباء الذين اختلفوا في تشخيص حالتي وأنفقت الآلاف من الجنيهات لعلاجي دون جدوي وأخيراً لجأت لأحد العطارين الذي وصف لي تركيبة عشبية لدهان جسدي يومياً ورغم أن شفائي لم يكتمل بعد إلا أنني بدأت أشعر بتحسن ملحوظ. ويوضح سامي أحمد بائع متجول رغم علمي بأن المستحضرات العشبية تفتقد الشروط الصحية المفترض اتباعها ويتعامل معها المرضي دون الرجوع للطبيب المتخصص لتحديد الجرعة ومدتها والتي تختلف من فرد لآخر إلا أنني لجأت إليها بعد ارتفاع سعر الأدوية الطبية علماً بأنني مريض بالضغط والسكر وأعمل بائعاً متجولاً وأعول أسرة كبيرة ودخلي لا يكفي لسد احتياجات أسرتي الضرورية خاصة بعد الغلاء الذي اجتاح كل شيء. وعلي الوجه الآخر أكد عبدالمحسن مهندس كمبيوتر أنه دائماً مايفضل استخدام الأدوية الطبية واتباع ارشادات الأطباء في تحديد الجرعات وهو النظام المتبع حالياً لدي الكثيرين ولا أرغب شخصياً في خوض تجربة العلاج بالأعشاب للأضرار التي نسمع عنها يومياً بسبب الإفراط في استخدام الأعشاب دون استشارة الأطباء المتخصصين. ويطالب رمضان الحجري موظف بوقف الإعلانات التي يراها المواطن يومياً علي صفحات الجرائد وعبر الفضائيات والتي يسعي إليها الآلاف من المرضي آملين في الشفاء بالإضافة لتشديد الرقابة علي أصحاب محلات العطارة الذين يستغلون المرضي وارتفاع أسعار الأدوية الطبية في الترويج لبعض المستحضرات والتركيبات العشبية. ومن جانبه يؤكد الدكتور محمد صلاح الرئيس السابق لقسم زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية بالمركز القومي للبحوث أن العلاج بالأعشاب هو اتجاه جميع دول العالم خاصة "في الصين والهند" والتي وصلت لمراحل متقدمة في اكتشاف العديد من التركيبات العشبية. ومصر غنية جداً بالنباتات والأعشاب الطبيعية. موضحاً أن العلاج بالأعشاب منتشر في مصر خاصة بين الفقراء ولذلك لابد من تقنينه ووضعه علي أسس علمية لإتباعه ومن الخطأ اللجوء للأعشاب الطبية دون الرجوع للأطباء المتخصصين خاصة أن هناك العديد من النباتات التي قد تؤدي لأمراض خطيرة جداً. يتفق الدكتور شريف الشرقاوي استشاري الجراحة العامة والمسالك البولية أن العلاج بالأعشاب الطبية ليس بجديد في مجال الطب فهو متداول ومعروف منذ قدماء المصريين قبل اكتشاف تصنيع الأدوية والعقاقير الطبية حيث تستخدم لعلاج الأمراض والجروح والوقاية وتجديد الطاقة وغيرها ومع التقدم العلمي استخلصت المادة الفعالة من بعض النباتات والأعشاب الطبية لتكوين الأدوية والمركبات علي هيئة أقراص ومراهم وشراب ليسهل استخدامها وتحديد الجرعات اللازمة للمريض..ويضيف: الأعشاب قد تستخدم لعلاج بعض الأمراض والوقاية كالجنزبيل وحلف البر والينسون وغيره والتي تستخدم في علاج أمراض الكلي والمغص الكلوي وبعض الأمراض الجلدية والتناسلية إلا أن الإفراط فيها يأتي بنتائج عكسية ولذلك وجب استخدامها تحت اشراف طبي. كما أكد عبدالحي أحمد دكتور صيدلي أن العلاج بالأعشاب هو أحد الأساليب العلمية الحديثة للطب البديل والتي تطبق في العديد من دول العالم كالصين وألمانيا وكوريا واليابان وفرنسا وقد وصلت لمراحل متقدمة جداً. وهناك العديد من الأدوية العشبية المقننة والتي تباع داخل الصيدليات وتستخدم في علاج بعض الحالات كالحوامل والرضع ومرضي الكبد والفشل الكلوي.. كما أن هناك أيضاً نباتات الجينسينج التي تزرع في كوريا وتستخدم كمنشط للدورة الدموية ومزيد للمناعة ولكن مع كل تلك الفوائد لابد أن يكون استخدام الأعشاب تحت اشراف طبي.