"أنا هنتخب حمدين علشان زملكاوى وأنا هرشح أبو الفتوح لأنه أهلاوي" هكذا تبادل بعض الأصدقاء الجالسين على أحد مقاهى وسط البلد الشهيرة أسباب الإقبال على ترشيح وانتخاب رئيس مصر، واحتد النقاش بينهما حتى وصل إلى ما يقرب الشجار كل متعصب لمرشحه الخاص، وإن كانت حالة التعصب الانتخابى أو الكروى فى حالة الصديقين لا تعتبر المنفردة، ولكن حاليا تعصب كل مواطن لاختياره على حسب دوافعه الخاصة أصبح على أشده، كلٌ يتفانى من أجل الدفاع عن مرشحه دون وعى أو تفكير، حتى أن التعنت فى الاختيار يصل لحد المناقشات البيزنطية والمشاجرات العنيفة! وانتقلت "اليوم السابع" لتستطلع رأى حملات كل من المرشحين حمدين صباحى وعبد المنعم أبو الفتوح فيما يحدث بخصوص حالات التعصب الذى انتابت أنصار كل مرشح. بداية يقول المهندس يحيى أحمد المنسق الإعلامى لحملة المرشح حمدين صباحى: التعصب فى حد ذاته يعمى البصر والبصيرة، ونحن كحملات نواجه مشاكل كبيرة بسبب هذا التعصب، فقد يصل التعصب للعنف والتعدى على بعض المقرات الخاصة بالحملة، وتقطيع اللافتات وإسقاط أعمدة الخشب التى ترفعها عمدا وعن قصد، المشكلة لا تتعدى اختلافا فى وجهات النظر، والذى من شأنه أن لا يفسد للود قضية، لا يجوز أن يصل للسب والهجوم الجارح، حتى أننا قمنا بنشر الصورة التى تجمع بين المرشحين لنقول "حمدين وأبو الفتوح يد واحدة رئيس من الميدان"، ولكن لا جدوى وما زال التعصب أعمى، والذى بدوره سيخلق ديكتاتورا جديدا. والسؤال الآن فى حالة عدم نجاح مرشح ما "ماذا سيفعل أنصاره مجددا؟"، هل سيذهبون للاعتصام بميدان العباسية، أم أننا كشعب متحضر سنقبل بالنتيجة بصدر رحب أى ما كانت، لأن الاختيار يعود للشعب وللأمة، بل والمطلوب من كل المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ تقديم برنامجهم ورؤيتهم السياسية والاقتصادية كى يستفيد منها الرئيس الذى ينجح. أما بالنسبة للمرشحين الذين يختارون الرئيس على أساس انتمائه الكروى فهذا غير صحيح، لأن الاختيار حتما أن يكون بناء عن اقتناع بشخصية وتوجه وبرنامج. ومن المفارقات التى تدل على أن الجماهير لا تهتم بالانتماء الكروى للمرشح، أن ألتراس أهلاوى أعلن دعمه للمرشح حمدين صباحى على الرغم من كونه زملكاويا. عبد الرحمن عياش له نفس الرأى فى مسألة التعصب، فهى ليست المشكلة ليست خلافات شخصية، ولكن الكارثة الحقيقية فى حالة الاستقطاب التى ظهرت مؤخرا بالمجتمع المصرى، لأن ما يحدث هو ظهور مجموعات لها خصائص معينة مختلفة عن مجموعات أخرى لها خصائص وصفات أخرى، كل منهم منفصل عن الآخرين ينحاز لرأيه، يرى نفسه يسير فى الاتجاه الصحيح بشكل مطلق، لا يقبل الآخر ولا رأيه، كما نجد مجموعة من الفئات ليس كل أنصار المرشحين، ولكنها مجموعات صغيرة دائما ما تبحث فى عيوب المرشحين الآخرين. ويرى عياش أن انتقاد المرشحين يعد شيئا صحيا بعيدا عن التعصب الذى لا يمت لأرض الواقع بصلة فهو لا ينتج عنه سوى الخلافات والمناقشات غير المجدية، فى وقت لا يسمح بهذه الخلافات، ولكننا نحتاج لقرارات حاسمة واختيارات واضحة، بناءً على أسباب مقنعة بعيداً عن الكُرة والأهلى والزمالك، على الرغم من الاحترام الشديد والتقدير لهذين الفريقين العملاقين، ولكن لا يجوز لمصرى أن يصوت ويضع اختياره داخل الورقة دون الاقتناع الكامل بالمرشح، والبحث عن الحث الثورى داخله، وحتى الاختيار يكون دون تعنت، فكل مواطن حر فى الاختيار دون تأثير من آخرين.